«أم رحيم» تجمع الخضار من الفيوم وتبيعه في القاهرة: «شغلانة تهد الحيل»

كتب: تقى حسين

«أم رحيم» تجمع الخضار من الفيوم وتبيعه في القاهرة: «شغلانة تهد الحيل»

«أم رحيم» تجمع الخضار من الفيوم وتبيعه في القاهرة: «شغلانة تهد الحيل»

لم ترى «أم رحيم» الريفية البسيطة في تنقلاتها شبه اليومية بين القاهرة والفيوم لبيع الخضر والفاكهة أمرًا ثقيلًا على قلبها، فالغرض الأساسي هو الإنفاق على أبنائها الـ3 وتوفير لقمة عيش بالحلال لهم بعد وفاة زوجها، كما أنها المهنة التي تجيدها منذ صغرها.

«أم رحيم» فلاحة وأم وأب لأبنائها

تظهر في تفاصيل حياة «أم رحيم محمد» صاحبة الـ33 عامًا الكثير من المفارقات، فهي كانت تحيا بسلام مع زوجها في بيت ريفي صغير، إذ يعمل هو صباحا في الأراضي الزراعية المحيطة، بينما هي ترعي المنزل وأطفالهما الثلاثة إلى جانب مساعدته من حين لآخر في العمل والفلاحة، حتى وفاته المنية بشكل مفاجئ: «كان لازم أبدأ أدور على شغل علشان أصرف على عيالي التلاتة لأننا معندناش أي مصدر دخل أو حتى تحويشة».

ذهبت «أم رحيم» إلى ما تتقنه منذ صغرها وهو العمل في الأرض، إذ قررت العمل في البداية في جمع المحاصيل ولكن الدخل لم يكن يكفي أبنائها، لذا طورت عملها وبعد أن كانت تعتمد على جمع المحاصيل صارت تشتريها من الفلاحين بنظام «الآجل» ثم تنظفها وتسافر بها إلى القاهرة لبيعها في الأسواق الشعبية: «بصحى يوميًا الساعة 4، أروح الأرض أشتري الخضار الطازة اللي أنا حاباه، بركب أربع مواصلات وأنا رايحة وأقعد أنضف الخضار وبعد ما أخلص بيع، أركب 4 مواصلات زيهم وأنا جاية، مفيش في اليد حيلة».

بسبب «هدة الحيل» التي عانت منها «أم رحيم» خلال التنقلات اليومية بين القاهرة والفيوم وأحيانًا محافظات أخرى من أجل شراء الخضروات، قررت أن يكون هناك بديلًا للسفر اليومي، وهو السفر شبه اليومي وأحيانًا الأسبوعي، إذ تقيم عند شقيقها عدة أيام في منطقة إمبابة: «كنت بخلص بيع الساعة 11، وأروح لولادي على الساعة 1، وكانوا يصعبوا عليا، خصوصًا أني عندى طفل رضيع، وقررت أن ممكن أقعد كذا يوم في القاهرة علشان أسهل على نفسي، وبسيبهم عند أهل جوزي علشان يراعوهم خلال الأيام دي».

«أم رحيم»: نفسي في أوضة صغيرة أقعد فيها مع عيالي 

تحلم «أم رحيم» بغرفة صغيرة ليجتمع شملها مع أبنائها وتستطيع العناية بهم ورعايتهم خلال فترة الدراسة، خصوصًا أن لديها طفلة في الصف الثالث الابتدائي: «شغالة جمع المحاصيل وبيع الخضار كويس بس مش أحسن حاجة للي عندها عيال زيي ومالهاش مكان تسكن فيه، وربنا بيقول اسعى يا عبد وأنا اسعى معاك واديني أهو بحاول أشيل شيلتي وأكون قدها، علشان مخليش ولادي محتاجين حاجة»  


مواضيع متعلقة