30 عاما في جني الأرز والبرسيم والقطن.. مدد يا «أم هاشم»

كتب: نوران البرنس

30 عاما في جني الأرز والبرسيم والقطن.. مدد يا «أم هاشم»

30 عاما في جني الأرز والبرسيم والقطن.. مدد يا «أم هاشم»

بمناسبة موسم جني الذهب الأبيض، تصطف الفلاحات في الأراضي الزراعية بشكل رشيق ليلتقطن حبات القطن الناعمة كما تلتقط النحلة رحيقها من فوق الزهرة، تنهض «أم هاشم سمير» في الصباح الباكر بقلب يقظ وهمة لعملها في الأرض الذي كان مصدر أكلها و رزقها منذ أكثر من 30 عامًا.

تعمل «أم هاشم» 45 عامًا في مهنة الفلاحة منذ أن حصلت على دبلوم زراعة عندما كانت في الـ15 من عمرها، وبدأت عملها لتساعد أهلها في المقام الأول ومن ثم زوجها حاليًا، فقد استأجر «فدانين» أرض ويقوما بزراعته سويًا والاستفادة من بيع المحصول: «الأرض متأجرة بقالها حوالي 30 سنة وأنا شغالة فيها أنا وجوزي وأهله كمان ساعات».

تفخر «أم هاشم» بخبرتها الضخمة في مجال الفلاحة، فهي لا تكتفي بالعمل في الأرض التى تستأجرها هى وزوجها، بل أيضا تستغل أوقات فراغها بالعمل في حصاد المحاصيل في الأراضي الزراعية الأخرى لزيادة الرزق: «أنا بعرف أشتغل في كل حاجة سواء رز أو غلة أو برسيم، لكن دي أول سنة أشتغل في جمع القطن، بروح أجمع من الساعة 6 الصبح للمغرب وبدفع لأنفار ييجوا يساعدوني، بنوزن الكيلو بـ 6 جنيه».

تشير «أم هاشم» للمشكلات التي تواجهها في تلك المهنة وتجعل عملية الزراعة تتطلب جهدًا أكبر وتستغرق وقتًا أطول، وهي التكاليف المرتفعة للسماد وبُعد مصدر المياه عن مكان الأرض: «كل حاجة ليها علاقة بالأرض إحنا اللي بنجيبها ونشتريها على حسابنا، وللأسف الأرض مش بتطلع اللي يكفي من المصاريف دي، الكيماوي غالي ومصدر المياه بعيد عن أرضنا، بناخد 3 ساعات عشان الماكنة تتطلعلنا مياه، فإحنا بنحاول نطور فيها عشان نقصر المدة».

وتحدثت «أم هاشم» عن ابنها ودراسته للحصول على دبلوم زراعة بجانب عمله كـ«ترزي» في القاهرة ليستطيع إعالة أسرته، وذلك بسبب مدى صعوبة المهنة، فهي بالكاد تكفي لإطعام عائلتها من خبز وأرز في الآونة الأخيرة، وتوفير البرسيم كعلف لبهائمها ولكن دخل مهنتها لا يكفي لمتطلبات الحياة الأخرى: «أنا وجوزي كبرنا وجسمنا مبقاش يستحمل الشغل، بس لازم أحب الأرض لأنها رزقي واللي ربنا بيبعته بيكفينا، ولو مفيش أكل كان زمانا بنشتري من بره الأغلي، فإحنا راضيين بخيرها».  


مواضيع متعلقة