أستاذ روماتيزم: لدينا 454 ألف إصابة كسور ناتجة عن هشاشة العظام سنويا

كتب: محمد أيمن سالم

أستاذ روماتيزم: لدينا 454 ألف إصابة كسور ناتجة عن هشاشة العظام سنويا

أستاذ روماتيزم: لدينا 454 ألف إصابة كسور ناتجة عن هشاشة العظام سنويا

هشاشة العظام تعتبر من أخطر أمراض العظام المفاجئة، تصيب المريض في صمت ويشعر بها حال تعرضه لكسر أو وعكة صحية، وكلما كان الاكتشاف مبكرا كلما كان العلاج أسرع وأدق وكانت إمكانية الشفاء أعلى، وهو ما أوضحه الدكتور ياسر الميداني خبير الأمراض الروماتيزمية بجامعتي كانتربيري بإنجلترا وعين شمس بمصر، رئيس الأكاديمية المصرية لصحة العظام، في حواره مع «الوطن»، وإلى نص الحوار..

- بداية، ما سبب مرض هشاشة العظام وعلاقته بالخلايا العظمية؟

الإنسان يمر بعدة مراحل في حياته تبدأ بتكوين الكالسيوم في العظام خلال فترة نمو العظام التي تستمر في النمو من خلال إحلال وتجديد جميع الخلايا، وخلايا العظام مثلها مثل باقي خلايا أجهزة الجسم تتطور وتنمو ويعاد تجديدها بشكل تلقائي كل فترة ، ودورة تجديد خلايا العظام تصل إلى 10 سنوات، وعن تغذية خلايا العظام. وأن هرمون التستوستيرون لدى الرجال وهرمون الاستروجين لدى السيدات هما المسؤلان عن إمداد العظام بالكالسيوم ويساعد في ذلك المجهود الرياضي المبذول والتغذية السلمية التي تتضمن فيتامين د الذي يعتبر من أهم العناصر التي تساعد على امتصاص الكالسيوم من الدم.

ومع كبر السن لدى السيدات بعد سن الـ50 عاما يقل وجود هرمون الاستروجين، وما ينتج عنه صعوبة على امتصاص الكالسيوم ووجوده في الدم فقط دون الوصول إلى العظام، والكالسيوم له أهمية أيضا في انقباض القلب والعضلات وتوصيل النبضات العصبية لجميع أجزاء الجسم، وفي حال ضعف الكالسيوم الناتج عن سوء التغذية يتجه الجسم مباشرة إلى سحب الكالسيوم من خلايا العظام والذي يؤدى إلى وجود هشاشة العظام في النهاية.

- حدثنا عن حجم التطور الذي وصل إليه علاج هشاشة العظام ومدى نجاحه؟  

علاج هشاشة العظام له تطورات سريعة في ظل التطور التكنولوجي، فكان قديما تقاس كمية الكالسيوم في العظام ويتم تحديدها وفقا لـ3 مستويات «طبيعي – ما قبل الهشاشة- مريض هشاشة»، وفي الفترة الأخيرة اكتشف العلماء أن مرضى هشاشة العظام يتعرضون لكسور صعبة في مرحلة ما قبل الهشاشة بما يعنى أن قياس نسبة الكالسيوم في العظام وحدها ليست كافية، ولابد من تقييم احتماليات حدوث كسر عند المريض ومن ثم وضع العلاج المناسب لحالة المريض.

- هل سعر أدوية الهشاشة في متناول المواطن البسيط؟

مريض الهشاشة يتم تشخيصه ومنحه علاجا لإيقاف هدم العظام وفي المرحلة المتطورة يتم تخصيص برنامجا علاجيا يتضمن عناصر لبناء العظام، وسعر الأدوية في متناول المواطن البسيط، ومعظم مرضى هشاشة العظام يتلقوا علاجهم بشكل طبيعي ونتيجة العلاج تكون من عامين إلى 5 سنوات، وقد أصدرت الأكاديمية المصرية لصحة العظام توصيات علاجية للمريض تناسب علاجه مهما كانت حالته.

- ماهي معدلات إصابة السيدات والرجال بهشاشة العظام؟

لدينا مايقرب من 50% من السيدات فوق الـ50 عاما تصبن بهشاشة العظام و40% منهن يصبن بالكسر، ومصر بها 2.6 مليون سيدة فوق الـ65 سنة و2.1 ومليون رجل فوق سن الـ70، موضحا أن احتمالية إصابة السيدات بهشاشة العظام تكون أعلى عند سن الـ65، ومتوسط حدوث كسر الفخد 68 سنة، و83% من مرضى هشاشة العظام المصابين بكسور كان من الممكن اكتشاف حالتهم قبل تعرضهم لكسور في حال الكشف عليهم، و25% من مصابي كسر الفخذ يموتون في ثاني عام من الإصابة و60% لا يستطيعون العيش بشكل طبيعي ويحتاجون إلى مساعدة داخل وخارج المنزل.

والفرصة الذهبية متاحة لنا لمعرفة احتمالية إصابة الإنسان بهشاشة العظام واحتمالية حدوث كسر من خلال استبيان مكتوب والإجابة على بعض الأسئلة، لتكون خطوة مسبوقة لاكتشاف المصابين بهشاشة العظام مبكرا.

- بصفتك أستاذا بالخارج، كيف يرى العالم المبادرات الرئاسية في قطاع الصحة؟

المبادرات الرئاسية لها أهمية كبيرة جدا في دعم القطاع الصحي، وعملي كعضو اللجنة القومية للأدوية ووضع التوصيات العلاجية لبعض أمراض الروماتيزم أوضح لي أهمية المبادرات الرئاسية التي تعمل على حماية السيدات المصابات بسرطان الثدي من هشاشة العظام لأن أدوية السرطان تسبب هشاشة، فقد منحت المبادرة السيدات علاجا لهشاشة العظام أيضا، متمنيا أن تشمل المبادرات الرجال المصابين بسرطان البروستاتا لأن أدوية الهرمونات تؤثر على هشاشة العظام بشكل كبير، وهناك إشادة وإعجاب من الكثيرين بالخارج بمدى نجاح تلك المبادرات في السيطرة على الأمراض المزمنة وتوفير العلاج لكل مواطن.

- ما الدور الذي تقوم به الأكاديمية المصرية لصحة العظام في خدمة المرضى بمصر؟

الأكاديمية المصري لصحة العظام تعمل بالتعاون مع المؤسسة الدولية لهشاشة العظام، والهدف هو الارتقاء بالرعاية الطبية المقدمة للمريض في مصر، وتهتم بالعمل المجتمعي ورفع الوعي العام من خلال فئة عمرية تبدأ بكبار السن فوق الـ50 عاما لأنهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة، والأطفال في مرحلة بناء العظام لحمايتهم من التعرض للإصابة في الكبر، وهناك قوافل قدمتها الأكاديمية في أسيوط والإسكندرية وطنطا مجانية لفحص المواطنين سريعا وتحديد خريطة العلاج في حال الإصابة بهشاشة العظام.

والكشف المبكر يتم من خلال الاستبيان مع مخاطبة الجميعة المصرية للقلب والضغط للتنسيق مع بروتوكولات العلاج التي تجمع المرضى في هشاشة العظام، مع ضرورة علاج الضغط تدريجيا للحماية من هشاشة العظام،  لافتا إلى أن الجميعة تتعاون مع الجامعات وأسست مراكز تنسيق خدمات الكسور لربط الجامعات على المحلية بالمؤسسة الدولية لهشاشة العظام ونقل الخبرات الأجنبية للمجتمع الطبي المحلي.

- كم بلغت أعداد المصابين بالأمراض الشهيرة مثل السرطان والقلب والكسور؟

الأكاديمية تمارس دورها المجتمعي من خلال إتاحة جهاز قياس الكالسيوم في العظام وفحص المواطنين في أماكن التجمعات والأماكن العامة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني مثل أندية روتاري لإتاحة الفحص بشكل أكبر في كل الأقاليم والقرى، وبدأ العمل في الإسكندرية وأسيوط وطنطا، ووجدنا أن هناك 22 ألف حالة إصابة بسرطان الثدي، 150 حالة ألف شلل شلل نصفي وجلطة في المخ والسكتة الدماغية، و 174 الف جلطات في القلب، بالإضافة لـ 454 ألف حالة كسور ناتجة عن هشاشة العظام من إجمالي الإصابات في مصر، بما يؤكد أن عدد الإصابات بكسور الهشاشة التي تعد المرض الصامت وهو الأعلى على مستوى مصر.


مواضيع متعلقة