استشاري تكنولوجيا معلومات: نشر الشائعات أولى حروب هدم الثقافات ومحو الهوية (حوار)

استشاري تكنولوجيا معلومات: نشر الشائعات أولى حروب هدم الثقافات ومحو الهوية (حوار)
- تكنولوجيا المعلومات
- الإعلام الرقمى
- محمد الحارثى
- الوطن
- تكنولوجيا المعلومات
- الإعلام الرقمى
- محمد الحارثى
- الوطن
قال المهندس محمد الحارثى، استشارى تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمى، إن لكل زمن متطلباته ومفرداته التى تمكن أفراده من بناء ثقافتهم وحضارتهم، وقبل أن يظهر عصر التكنولوجيا والتحول الرقمى، كان لكل مجتمع هويته الخاصة وعاداته وثقافته وخصوصياته التى يعيش بها، ولا يؤثر فيها آخرون أيّاً ما كانت قوتهم، خاصة الدولة المصرية.
وأضاف «الحارثى»، فى حواره لـ«الوطن»، أنه مع تحول العالم إلى قرية صغيرة تقع بين راحتى التكنولوجيا الحديثة أصبح الجميع يتأثر بالأفكار السيئة والأخلاقيات التى لا تتماشى مع موروثات مجتمعاتنا العربية، والتى يجب مواجهتها من خلال بناء جسر رقمى للتواصل مع الشباب والأطفال وفهم متطلباتهم واحتياجاتهم.. وإلى نص الحوار..
بداية، ما حروب الجيل الرابع، ومضمونها؟
- حروب الجيل الجديد مختلفة، ساحاتها فى عمق المجتمع، يتمحور صراعها حول هدم الثقافات والقيم واقتصادات الدول والروح المعنوية والأخلاق والأديان وكسر التماسك الاجتماعى، لهدف أساسى، وهو السيطرة على الإنسان، وتتضمن محاولات لهدم بعض الركائز الأساسية لأى مجتمع والمفاهيم الخاصة به، بالإضافة إلى خلخلة الارتباط ما بين الأجيال الجديدة ومجتمعها ووطنها، وهذه النوعية تستهدف الاختراق المباشر للأفكار والمعتقدات والمفاهيم الراسخة فى المجتمع المصرى، والجيل الجديد يعتمد أساساً فى الحصول على المعلومة على وسائل رقمية حديثة، تتنوع ما بين منصات التواصل الاجتماعى، والتطبيقات المختلفة، وقنوات الاتصال عبر الإنترنت، والمواقع الإلكترونية وخلافه، بالإضافة إلى وسائل التواصل المباشر.
ما أهداف هذه الحروب وما تسعى إليه.. وكيف تتسلل إلى أعماق الإنسان؟
- تستهدف زعزعة وتفكيك الهوية والارتباط ما بين الأجيال ووطنها ومجتمعاتها وثقافتها وتعتمد على أنماط منها الاستهداف بأخبار كاذبة، والاستمرار فى نشرها، وتزييف محتوى معين، وترويج أخبار من شأنها شحن أجيال تابعين لهذه النوعية من الأخبار ضد المجتمع، ومحاولة تصدير صورة سيئة دائماً، وتسليط الضوء على بعض الأفكار المصنّفة سياسية، واجتماعية، أو اقتصادية، وهذا من شأنه التأثير المباشر على تفكيك طبيعة المجتمع المصرى.
ماذا عن خطورة حروب الهوية؟
- تكمن خطورة هذه الحروب فى نشر الشائعات المغرضة، التى من شأنها تمزيق الدول، وتهيئة ظروفها لكى تنتحر وتنهار بإرادتها، فبعض الدول مصلحتها تكمن فى حدوث خلخلة، وبعد ارتباط المجتمعات العربية بدينها السليم الصحيح، فنرى تياراً وافداً جديداً غريباً على مجتمعاتنا العربية يشجع المثلية الجنسية، ويدعم التحرر، ضارباً الحائط بالمعتقدات الأصيلة والراسخة فى المجتمع كافة، وتهميش الأخلاق وأنماط الأسرة وتكوينها، فهناك الكثير من منصات التواصل الاجتماعى وعرض المحتوى، تستهدف النيل من المجتمع وثقافته، فالدول تنهار فـى توتر وتحت ضغط عصبى ونفسى؛ ليصير المواطن تائهاً بين الصواب والخطأ، والحلال والحرام، والقيم والانحلال، والشهامة والندالة.
لا بد من وجود منصة للمحتوى العربى تتمكن من تقديم مساعدتها فى الإطار الثقافى ومعايير مجتمعاتنا العربية
كيف نواجه هذه الحروب ونحمى النشء والشباب منها؟
- لا بد أن تكون هناك منصة للمحتوى العربى، تتمكن من تقديم مساعدتها فى الإطار الثقافى والمعايير الخاصة بمجتمعاتنا العربية، من خلال صناعة وإنشاء محتوى هادف يضمن حفظ الهوية العربية وثقافتها، بالإضافة إلى تشجيع أنماط المحتوى الجيد والملائم للمجتمع، خصوصاً دعم الشركات العاملة فى المحتوى الرقمى، على الإنتاج والمشاركة فى صناعة محتوى موجه للطفل، مدروس بشكل جيد ويعتمد على فهم احتياجات الأطفال واحتياجات المؤسسات البصرية التى تنال إعجاب شباب المستقبل، حتى تستطيع منافسة المحتويات التى تستهدف النيل من ثقافاتنا، بحيث يكون المحتوى جاذباً وفعالاً، ويتمكن من إبعاد الفئات العمرية الصغيرة عن المحتوى السيئ، لمواجهة العدو.
المواجهة
مواجهة الشائعات وخلخلة الأفكار، تحتاج إلى مجهود كبير من الدولة وأجهزتها، من خلال استخدام آليات واستراتيجيات جديدة فى الترويج والتسويق للمشروعات الجديدة، وبناء جسر رقمى للتواصل مع الشباب وفهمهم من خلال المنصات الموجودين عليها، لمواجهة الشائعات والتشكيك المستمر.