دراسة لـ«المركز المصري»: الدولة أنفقت 9 مليارات جنيه لترسيخ الهوية والنهوض بالذوق العام خلال 3 سنوات

كتب: حسام حربى

دراسة لـ«المركز المصري»: الدولة أنفقت 9 مليارات جنيه لترسيخ الهوية والنهوض بالذوق العام خلال 3 سنوات

دراسة لـ«المركز المصري»: الدولة أنفقت 9 مليارات جنيه لترسيخ الهوية والنهوض بالذوق العام خلال 3 سنوات

أكدت هالة فودة، الباحثة ببرنامج السياسات العامة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الدولة بذلت جهوداً متنوعة بمحاور عدة فى إطار سعيها لتحقيق تنمية بشرية مستدامة بمفهومها الشامل لتأسيس أركان الجمهورية الجديدة، بما يتماشى وأجندة «2030»، وفى ضوء ذلك أطلقت الحكومة برنامجها تحت عنوان «مصر تنطلق»، الذى كانت أبرز ركائزه محور بناء الإنسان، الذى انبثقت منه 4 أهداف أساسية تتمثل فى: «ترسيخ الهوية وتفعيل دور المؤسسات الثقافية، نشر العلوم والابتكار، حماية المجتمع من التطرف الفكرى، ترسيخ أسس الولاء والانتماء والمواطنة».

ويتجلى سعى الدولة لترسيخ الهوية الثقافية والحضارية، من خلال تفعيل دور المؤسسات الثقافية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى، وتنفيذ البرامج والأنشطة الثقافية المختلفة، التى بلغت تكلفتها الإجمالية نحو 9 مليارات جنيه، حيث تم تنفيذ 113 ألف نشاط ثقافى فى تعزيز القيم الإيجابية والنهوض بالذوق العام للمجتمع، وترسيخ الهوية الوطنية وفقاً للهيئة العامة للاستعلامات، وقد استفاد منها بشكل مباشر نحو 4.5 مليون مواطن، إلى جانب البرامج الخاصة بتطوير المؤسسات الثقافية، والتى تضمنت إحلال وتطوير 940 مؤسسة ثقافية، بإجمالى تكلفة 1.44 مليار جنيه.

«هالة»: الثقافة شهدت طفرة وجهوداً متنوعة لتحقيق تنمية بشرية مستدامة وتأسيس أركان الجمهورية الجديدة

وأشارت «هالة»، فى دراستها تحت عنوان «جهود الدولة فى ترسيخ الهوية والثقافة المصرية»، إلى أن الثقافة المصرية شهدت طفرة غير مسبوقة، منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى زمام القيادة، حيث حرص على النهوض بالقوى الناعمة للدولة بالاهتمام بالثقافة والفكر والإبداع وبناء الإنسان، حيث تمت ترجمة رؤية القيادة السياسية إلى جهود وخطوات ملموسة على أرض الواقع، تتمثل أبرز ملامحها فى تنظيم فعاليات الدورة 21 لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الإليسكو)، وحملت شعار القدس فلسطينية عام 2018، أيضاً إطلاق العام الثقافى المصرى الفرنسى 2019، وافتتاح الرئيس دورة اليوبيل الذهبى لمعرض الكتاب بمركز مصر للمؤتمرات الدولية لأول مرة، بمشاركة 35 دولة عربية وأجنبية، وحلت عليها جامعة الدول العربية ضيف شرف.

ولفتت إلى أنه تم تتويج تلك الجهود باختيار القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامى، من قبل منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، والذى عكس المكانة الحضارية الرائدة للدولة، بهدف تعميق الأواصر وتعزيز التواصل الثقافى وتجسيد القيم الإنسانية للتعايش والتسامح وتقديم صورة حقيقية عن الحضارة الإسلامية للعالم أجمع.

إطلاق مبادرات ثقافية لبناء الوعى وترسيخ الثقافة والهوية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى أبرزها «خليك فى البيت» 

كما أطلقت الدولة، ممثلة فى مؤسساتها المعنية وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى، العديد من المبادرات الثقافية مستهدفة بذلك بناء الوعى وترسيخ الثقافة والهوية، على الصعيدين المحلى والدولى، وأبرز تلك المبادرات «خليك فى البيت.. الثقافة بين إيديك»، بهدف بث نوادر أرشيف الإبداع الوطنى والمعرفى التراثى والمعاصر، وهى مبادرة إلكترونية تم إطلاقها عام 2020 تماشياً مع الإجراءات الاحترازية لجائحة «كورونا» الرامية إلى الحفاظ على الصحة والسلامة العامة.

وأعلنت دار الكتب والوثائق القومية، عن انطلاق مبادرة «تراثك أمانة» فى 2018، بمثابة خطوة جادة تهدف لجمع وتوثيق التراث المصرى بكل المجالات بتفعيل المشاركة المجتمعية، وقد وصل إلى الدار حتى الآن ما لا يقل عن 16 مخطوطة تُعد من أندر المخطوطات.

وتهدف مبادرة «ذاكرة المدينة»، التى تم إطلاقها فى يوليو 2020، إلى توثيق الهوية المعمارية للمناطق التراثية فى مصر وترصد الأحوال الاجتماعية لأبنائها فى الماضى، وتضم سلسلة كتب تلقى الضوء على المناطق التى تحمل قيمة تاريخية وتراثية وتضع حدود وأسس الحفاظ عليها، كما تروى قصصاً متعددة جمعت بين المبانى وسكانها والمجتمع المحيط، باعتبارها تمثل جزءاً مهماً من التراث الحضارى.

كما يهدف مشروع «عاش هنا» إلى توثيق المبانى والأماكن التى عاش بها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية التى ساهمت فى إثراء الحركة الثقافية والفنية عبر تاريخ مصر الحديث.

كما يهدف مشروع «حكاية شارع» إلى التعريف بالشخصيات المهمة التى أُطلقت أسماؤها على بعض الشوارع باللغتين العربية والإنجليزية، بوضع لافتات باسم وتاريخ الأعلام الذين أطلقت أسماؤهم على الشوارع، والذين يشكلون قيمة تاريخية وقومية ومجتمعية وثقافية لمختلف فئات الشعب، يتم تنفيذ المشروع بلجنة علمية تضم خبراء فى مجال التوثيق والتاريخ والتراث الثقافى.

وتعد جائزة الدولة للمبدع الصغير إنجازاً جديداً للدولة بهدف رعاية وتشجيع النشء على حرية الإبداع للنهوض بالفنون والآداب وحماية الإنتاج الثقافى والفنى وتوفير الوسائل اللازمة لتشجيع ذلك، وقد صدّق الرئيس على إصدار القانون رقم 204 لسنة 2020 باستحداث الجائزة، إذ تُمنح سنوياً، لمن يُقدم منتجاً فكرياً أو مادياً مبتكراً ولم يتجاوز عمره 18 عاماً فى مجالات الثقافة والفنون، ويتم عقد المسابقة على مستوى الوطن العربى تحت رعاية السيدة انتصار السيسى.

وتم افتتاح وإعادة تأهيل ما لا يقل عن 56 منبراً ثقافياً ما بين قصور الثقافة ومنافذ بيع الكتب ومتاحف على مستوى محافظات الجمهورية ليصل عدد قصور وبيوت الثقافة إلى 600 قصر وبيت ثقافة حالياً بعد أن كان 594 عام 2016، وفقاً للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، بجانب ذلك تم افتتاح مدرسة الفنون وأكاديمية الفنون للتكنولوجيا التطبيقية الأولى من نوعها فى مصر.

كما تم إطلاق مشروع «سينما الشعب»، بالتعاون بين الهيئة العامة لقصور الثقافة ومؤسسة حياة كريمة، بهدف تقديم الأعمال السينمائية المعاصرة والحديثة بأسعار رمزية فى متناول كل فئات المجتمع والمواطن البسيط من خلال قصور وبيوت الثقافة المنتشرة، ويتم تنفيذ المشروع بدور العرض السينمائى التابعة للهيئة.

وأطلقت وزارة الثقافة و«حياة كريمة»، مسرح «المواجهة والتجوال» فى 2018، تحقيقاً لمبدأ العدالة الثقافية والوصول بالمنتج الثقافى والفنى إلى ربوع مصر والمناطق الحدودية والأكثر احتياجاً، على أيدى مجموعة من شباب المسرح، وحققت أكثر من 250 ليلة عرض مسرحى فى أكثر من 35 قرية مصرية، واستفاد من المبادرة نحو 6 ملايين مواطن فى قرى الريف. وأطلقت «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية»، العام الحالى، مبادرة «أخلاقنا الجميلة»، والهدف منها تربية أجيال جديدة على القيم والعادات والتقاليد الأصيلة، وتذكير الأجيال الحالية بما تربينا عليه من قيم إنسانية، وتنطلق المبادرة على عدة مراحل، عبر وسائل المتحدة المختلفة.v


مواضيع متعلقة