كيف يساهم التحول إلى الاقتصاد الأخضر في خلق فرص عمل للنساء والشباب؟

11:00 ص | الأربعاء 12 أكتوبر 2022

يتعرض العالم إلى عدد كبير من الأزمات المتتالية، على رأسها أزمة التغير المناخي، التي لم تقتصر آثارها على البيئة فقط، بل تمتد لتصبح اجتماعية واقتصادية، ما دفع العالم إلى التكاتف وخلق حلول لهذه الأزمة.

مخاطر تغير المناخ والتكاليف المرتبطة بها

وأظهرت دراسات دولية، أن مخاطر تغير المناخ والتكاليف المرتبطة بها، سيكون لها تأثيرًا على معدلات النمو العالمية وتفاقم عدم المساواة بين البلدان ذات الدخل المرتفع والمنخفض.

وكشف استطلاع أجراه معهد نزاهة السياسات بجامعة نيويورك، شمل 738 اقتصاديًا حول العالم، أن نحو 76% من الاقتصاديين الذين شملهم الاستطلاع، وافقوا على أن أزمة المناخ قد يكون لها تأثيرًا على معدلات النمو الاقتصادي العالمي، فيما أكد 89% مممن شملهم الاستطلاع على أن تغير المناخ سيؤدي إلى تفاقم عدم المساواة بين البلدان، واتفق 66% من الاقتصاديين على أن الفوائد الناجمة عن الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050، من الممكن أن تفوق التكاليف المرتبطة بها، بينما رأي نحو 12% عكس ذلك.

خلق 60 مليون وظيفة بحلول 2030

وأشارت منظمة العمل الدولية إلى أن الانتقال إلى اقتصادات منخفضة الكربون أكثر صداقة للبيئة، يسهم في خلق نحو 60 مليون وظيفة بحلول عام 2030.

خلق فرص عمل للنساء والشباب

ووفقًا لدراسة قام بها برنامج دعم المساهمات المحددة وطنيًا التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن تأثير سياسات دعم المناخ والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، يساهم في خلق فرص عمل للنساء والشباب، ففي زيمبابوي أدت الاستثمارات في الزراعة المحافظة التي تعمل إنتاج محاصيل زراعية موفرة للموارد بما يحافظ على البيئة ويحقق الاستدامة، إلى خلق نحو 30 ألف فرصة عمل مقابل كل مليون دولار جرى استثمارها فيها، بينما جرى خلق 100 وظيفة فقط لكل مليون دولار تم استثمارها في إنشاء سد مائي، و25 وظيفة في محطات الطاقة الشمسية التجارية.

وأشارت الدراسة أيضًا، إلى أنه من المتوقع خلق حوالي 25 ألف فرصة عمل في نيجريا، من خلال مبادرات النقل العام، بفضل السياسات الخضراء المتبعة، و12 مليون وظيفة من خلال زيادة الاستثمارات في الطاقة المتجددة، ومتوقع أن تسهم مبادرات الكفاءة في استخدام المياة في خلق المزيد من فرص عمل للنساء على المدى الطويل.

التحول نحو اقتصادات صديقة للبيئة

ويمكن للعديد من الدول معالجة تلك الأزمة وغيرها، من خلال التحول نحو اقتصادات صديقة للبيئة ومنخفضة الكربون، ويدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة العمل الدولية، الحكومات الوطنية لإجراء تحول فعلي نحو الاقتصاد الأخضر.

جدير بالذكر أن التحول نحو الاقتصاد الأخضر لا يهدف فقط إلى خفض إنبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بل يهدف أيضًا إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي، وخلف فرص عمل وضمان انتقال عادل ومنصف لاقتصاد أخضر يعود بالفائدة على البشر والمناخ.