أستاذ «مسرح غنائي» يفسر بصمة صوت منير: سفير للفن النوبي ووصل به إلى العالمية

أستاذ «مسرح غنائي» يفسر بصمة صوت منير: سفير للفن النوبي ووصل به إلى العالمية
- محمد منير
- محمد عبدالعزيز
- أكاديمية الفنون
- المسرح الغنائى
- اللهجة النوبية
- الوطن
- محمد منير
- محمد عبدالعزيز
- أكاديمية الفنون
- المسرح الغنائى
- اللهجة النوبية
- الوطن
صوت محمد منير «قماشة خاصة جداً ومتفرّدة ومختلفة»، له وقع على الأذن يمكن تمييزه بين آلاف الأصوات، ويُحسب له أنه احتفظ باللكنة واللهجة النوبية فى أغانيه وأضاف إليها مكمّلات موسيقية عالمية، ومن بين مطربى جيله صنع منير لنفسه عالماً وهوية فنية.
يرى الدكتور محمد عبدالعزيز، أستاذ المسرح الغنائى بأكاديمية الفنون، أن هناك عدة مقومات ضمنت له البقاء على القمة، فضلاً عن ذكائه الفطرى والقدرة على التجدّد، وبمرور الوقت أصبح أيقونة، مؤكداً أن صوته يزداد رسوخاً وثقة مع الزمن، وفى وجداننا جميعاً وليس الشباب فقط أو النوبيين وحدهم.
وأضاف «عبدالعزيز» لـ«الوطن»: «يعتمد منير فى موسيقاه على السلم الخماسى النوبى، الذى يختلف عن الموسيقى العربية (العريضة)، وكان أول من استمع إليه المثقف الشيوعى زكى مراد، وسلّمه للشاعر الكبير عبدالرحيم منصور، الذى تبنّاه، وأدخل فى حياته الفنان الكبير هانى شنودة، والملحن محمد الشيخ، الذى كان له دور فى بدايات منير، وكذلك أستاذه أحمد منيب، الذى درّبه على الفن النوبى، وقبل منيب أيضاً تأثر منير بالمطرب محمد حمام، الذى يعتبر مرشداً مهماً فى تجربته الفنية».
حرص على الاستغراق في المحلية
وأشار أستاذ المسرح الغنائى إلى أنه «حرص على الاستغراق فى المحلية (التراث النوبى والمصرى)، فكان أميناً على هذا التراث، وتميّزه ليس بموسيقى النوبة وحدها، ولكن بذكائه الذى مكّنه من خلق حالة تجريبية خاصة قادرة على الاستمرار والانتشار، من بيئة النوبة ثم القاهرة ثم العالمية، فضلاً عن أن دراسته لأبعاد الألوان وتعدّدها والهارمونى، استفاد منه «منير» فى خلق توافق خاص فى الموسيقى والغناء، والمزج بين الحضارات الفنية وباقتدار، كما استفاد من دراسته للفنون التطبيقية، فخلط بين ثقافات موسيقية بإتقان».
وتابع «عبدالعزيز»، قائلاً: «منير أهم فنان يشتغل على أدواته ومتجدّد لا يقف عند لون واحد، ليتمكن من مواكبة المتغيرات، ومن بعد الألبوم الخامس أعاد توزيع أبرز أغانى الألبومات السابقة، فى ألبوم (مشاوير)، كما أدخل الإيقاع الشرقى المقسوم مع الموسيقى الإلكتروليك، وأدمج إيقاع الراب مع الموسيقى النوبى فى (الليلة يا سمرا وسيا يا سيا)، كما يعد أول مطرب يقدم أغنية مصرية بموسيقى عالمية (وسط الدايرة)، وأول مطرب يستخدم بيز جيتار مع إيقاع بركشين فى أغنية (تعالوا نلضم أسامينا)، وكذلك أول من استخدم موسيقى الجاز فى أغنية (قد وقد)».
أبرز محطات تميّز منير في الموسيقى
وعن أبرز محطات تميّز «منير» فى الموسيقى، قال أستاذ المسرح الغنائى «هو أول مطرب مصرى يقدّم أغنية بريتم إيقاع دائم فى أغنية (حكمة الأقدار)، وأول مصرى يقدّم أغانيه بموسيقى روك ممزوجة بإيقاع نوبى (جننى طول البعاد)، وموسيقى الريجو فى أغنية (شتا)، ومزج بين الموسيقى الصوفية والإيقاع النوبى فى ألبوم (الأرض والسلام) وبه أغنية (مدد)».
نقل «منير» موسيقاه بعد إضافة توزيعات جديدة إلى العالمية، حسب «عبدالعزيز»، مضيفاً أنه «كان أول مطرب يتعايش فنياً مع الموسيقى الأجنبية، وخلال سفره إلى ألمانيا فى 1986 قدم أغانيه على فرق ألمانية، وقدم أعماله الخاصة هناك فى إطار عالمى، وكان أول مطرب مصرى يشارك فى احتفاء دورة ألعاب البحر المتوسط فى فرنسا 1993، كما قدم حفلاً خاصاً «أكوستيك» فى أوبرا ألمانيا فى 2007.
وبالنسبة لاختيار «منير» كلمات أغانيه، يقول أستاذ المسرح الغنائى إن «منير يختار الكلمات التى تلمس الحالة الشعبية، حتى لما قال (ربك لما يريد)، التى تبدو كلماتها من الكلمات المتداولة فى الشارع، أو لو بطلنا نحلم نموت، وأغنية (على صوتك) التى تعتبر رسالة لجيل كامل بالتمسّك بالطموحات، (نعناع الجنينة) استغراق فى المحلية، لمس الجذور المصرية».