«العمدة»: تنمية سيناء «ملف أمن قومي».. والحياة عادت إلى طبيعتها

كتب:  محمد مجدى

«العمدة»: تنمية سيناء «ملف أمن قومي».. والحياة عادت إلى طبيعتها

«العمدة»: تنمية سيناء «ملف أمن قومي».. والحياة عادت إلى طبيعتها

أكد اللواء مهندس أركان حرب عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن الدولة المصرية اتبعت استراتيجية شاملة ومتكاملة لمواجهة الفكر الإرهابى، والمتطرف، والتطرف العنيف، بحيث تتكامل جهود كل أجهزة ومؤسسات الدولة، سواء داخل سيناء، أو مختلف محافظات الجمهورية، تحقيقاً للهدف الاستراتيجى الأسمى، وهو القضاء على الإرهاب فى مصر. وأضاف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أن المواجهة الأمنية جزء من الاستراتيجية الشاملة لمكافحة الإرهاب، لكن لا يقتصر الأمر عليها فقط حسبما كان الأمر فى أوقات سابقة، وإنما تتم المواجهة الفكرية، والتنموية أيضاً، مؤكداً أن تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين أحد الأركان والركائز الأساسية للأمن القومى لأى دولة.

وشدد اللواء عادل العمدة على أن شبه جزيرة سيناء تشهد أضخم حجم من جهود التنمية الشاملة طوال تاريخها على مدار السنوات الماضية، باعتبار أن القيادة السياسية والدولة تنظر إليها باعتبارها «ملف أمن قومى»، لافتاً إلى إنشاء 6 مدن جديدة فى سيناء، ومشروع لاستصلاح وزراعة 1.1 مليون فدان بداخلها، وغيرها من المشروعات فى جميع القطاعات، وإلى نص الحوار:

مستشار بـ«أكاديمية ناصر»: مصر لا تواجه «التطرف العنيف» بالأمن فقط

كيف ترى جهود الدولة فى محاربة الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء؟

- بداية، فإن الدولة المصرية نجحت فى القضاء على البنية التحتية للعناصر الإرهابية فى سيناء، وقضت على الصفوف الأربعة أو الخمسة الأولى من العناصر الإرهابية التى كانت موجودة فى وقت سابق، ومن ثم فإن فلول العناصر الإرهابية الحالية فى المواجهة، وليسوا بقدر كفاءة العناصر الإرهابية الأولى، وهم قلة قليلة، ونحن فى طريق القضاء عليهم، فشبه جزيرة سيناء تنعم بالأمن والأمان، وتلك البقايا من العناصر الإرهابية لا تؤثر على الأمن والأمان هناك؛ فالحياة عادت إلى طبيعتها، كما أن العملية التنموية تسير على قدم وساق.

القوات المسلحة والشرطة تمشّط انكل شبر في أراضي شبه جزيرة سيناء لتحقيق التطهير الكامل

وكيف نجحت الدولة المصرية فى تحقيق ذلك؟

- عبر اتباع الاستراتيجية الشاملة لمكافحة الإرهاب، والتى تقوم على مجابهة الفكر المتطرّف، وبذل الجهود التنموية المختلفة، ونشر الفكر الصحيح والقويم، وتطهير البلاد من فلول العناصر الإرهابية المختبئة فى المناطق الجبلية والوعرة، إذ تمشّط قوات إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة المدنية كل شبر فى أراضى شبه جزيرة سيناء، تحقيقاً لتطهيرها بشكل كامل، وعموماً نقول إن العمليات الاستباقية والضربات الناجحة التى قامت بها قواتنا المسلحة «تُدرس»، ويحرص الكثير من القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب والجيوش الكبرى على إقامة تدريبات عسكرية مشتركة، لتبادل الخبرات القتالية، والاستفادة من أحدث التكتيكات والمهارات للقوات المشاركة فى تلك التدريبات.

وكيف ترى المشروعات التنموية العملاقة التى تقوم بها الدولة المصرية فى سيناء؟

- الحقيقة أن توجيهات القيادة السياسية، بالاهتمام بتنمية سيناء، تزامناً مع عودة الأمن والاستقرار فيها، وتطهيرها من فلول العناصر والتنظيمات الإرهابية، بمثابة دعم وتحقيق الأمن القومى المصرى، فسيناء هى البوابة الشرقية لمصر، وتنميتها والحفاظ عليها، وخلق حالة استقرار فيها، لا تتأتى إلا مع تحقيق المشروعات التنموية، وبيئة حياة كريمة وآمنة وصالحة للحياة لكل أهالينا فى شمال سيناء، تكفل لهم العيش الكريم، وخلق بيئة آمنة، تشهد توافر جميع الخدمات لهم، وهو ما عملت وتعمل عليه الدولة المصرية خلال السنوات الثمانى الأخيرة، عبر رؤية متكاملة للعملية التنموية فى شبه جزيرة سيناء.

استراتيجية الدولة لتنمية سيناء تقوم على تحسين البنية التحتية

وما أبرز ملامح هذه الرؤية؟

- تقوم استراتيجية الدولة لتنمية سيناء على تحسين البنية التحتية، وتنفيذ مشروعات فى مختلف القطاعات، من طرق وموانئ وكبارى وأنفاق ومجمّعات صناعية، ومشروعات للرى والزراعة وغيرها من المشروعات والقطاعات المهمة، فضلاً عن مشروعات ربط سيناء بالوادى والدلتا، وهى المشروعات التى تتكلف قرابة 700 مليار جنيه.

وما أبرز تلك المشروعات؟

- تضم المشروعات المنفّذة فى سيناء استصلاح وزراعة 1.1 مليون فدان، وإنشاء 18 تجمعاً زراعياً، وتنفيذ ورفع كفاءة أكثر من 5 آلاف كيلومتر من الطرق والأنفاق، وإنشاء 5 كبارى عائمة أعلى قناة السويس، وتنفيذ 5 أنفاق لربط سيناء بمدن القناة، فضلاً عن إنشاء وتطوير 6 مدن جديدة فى سيناء، فضلاً عن تنفيذ محطة المحسمة، التى حصلت على أفضل مشروع عالمى فى عام 2020، ومحطة مصرف بحر البقر، التى حصلت على أفضل مشروع عالمى فى عام 2021، والتى تُعد أكبر محطة معالجة فى العالم.

توزيع العملية التنموية جغرافياً في سيناء

يتم تنفيذ مشروعات تنموية فى شبه الجزيرة فى مختلف اتجاهاتها الاستراتيجية، فمثلاً فى ما يتعلق بالمدن الجديدة، يتم تنفيذ مدينة رفح الجديدة فى شمال شرقها، ومدينة الإسماعيلية الجديدة فى غرب سيناء، ومدينة «سلام مصر» شمال غرب سيناء، ومدينة بئر العبد الجديدة وسط «أرض الفيروز»، ومدينة سانت كاترين التى يتم تطويرها، فضلاً عن مشروعات تنموية فى مختلف القطاعات، وهذا ما يعنى وجود اهتمام كبير بكامل شبه جزيرة سيناء، وليس منطقة على حساب أخرى.


مواضيع متعلقة