«ريفو» الحب والأحلام والمزيكا.. حدوتة ضد الزمن
- الأسر المصرية
- الاستثمار والتعاون
- البنك الأفريقى
- التعاون الدولى
- التنمية الأفريقى
- الدكتور محمد
- العام الحالى
- الكشف المبكر
- المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى
- أبو
- الأسر المصرية
- الاستثمار والتعاون
- البنك الأفريقى
- التعاون الدولى
- التنمية الأفريقى
- الدكتور محمد
- العام الحالى
- الكشف المبكر
- المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى
- أبو
هناك تعبير فى قسم البلاغة باللغة العربية هو «السهل الممتنع»، والذى يصف الشعر أو النصوص النثرية التى يصل معناها إلى القلب والعقل بسهولة وتضع بصمتها الأبدية به، حتى يعتقد الإنسان أنه يمكنه الإتيان بمثلها لكنه يعجز بسبب جمالها وعمقها، هذا التعبير هو الأنسب لوصف المسلسل الموسيقى الدرامى «ريفو» الذى نجح فى تقديم الدراما الموسيقية فى مصر لأول مرة منذ فترة طويلة بتفاصيل إنسانية رقيقة تأخذ المرء بعيداً عن الضجيج والسطحية التى تنتشر فى ذلك النوع من الدراما.
فى مسلسل «ريفو»، من إخراج يحيى إسماعيل، يلتقى الحب مع الأحلام مع الفن مع سطوة المال بشكل رومانسى، فيترك المشاهد جهاز التحكم من يده ويدخل فى تفاصيل المسلسل ويرى نفسه بين أبطاله، وقد يسرح قليلاً.. هل يتعاطف مع مروان أم مع شادى أم مع مريم التى يبدأ من عندها المسلسل؟! فبعد وفاة والدها فخر الدين، المؤلف المشهور، تكتشف وجود عمل درامى كان قد بدأ تأليفه، تحاول مريم المخرجة أن تكمل هذا العمل الفنى الذى يُسمى «ريفو»، ولكنها تكتشف أنه مثل بئر صغيرة تقودها إلى اكتشاف تفاصيل مربكة عن والدها وحقائق توضح للمشاهد حقيقة صعود فرقة ريفو فى التسعينات.
وجمال المسلسل الذى تم إنتاجه من قبَل منصة watch it أنه لم يقتصر فقط على الجانب الموسيقى، بل كان عبارة عن شبكة عنكبوتية من الحكايات المتوازية، صنعها المؤلف محمد ناير بطريقة تثير الدهشة والإعجاب، لا يمل المشاهد منها بل ينهل منها بلا انقطاع، فالحكاية الموسيقية تسير جنباً إلى جنب رصد التطورات الاجتماعية التى شهدها المجتمع المصرى فى التسعينات وتغيُّر أحلام الشباب فى العصر الحالى، مع مناقشة خصوصية علاقة الآباء مع الأبناء، والأهم من وجهة نظرى تقديم التقبل لفكرة العلاج من المرض النفسى والتعامل معها بعيداً عن الوصم المعهود وأن البشر بحاجة للاعتراف بحقيقة مشاعرهم وتعبهم النفسى.
ومثل تعبير السهل الممتنع لوصف البناء الدرامى للمسلسل، هناك تعبير فى البلاغة هو «وحدة بيت الشعر» والمقصود به أن بعض القصائد يكون فيها بيت شعر يمكن فهمه سواء قُرئ وحده أو كان وسط القصيدة، وهو مناسب لوصف أبطال المسلسل وأدائهم، فكل بطل له حكايته الخاصة المليئة بالتفاصيل والرتوش التى قد تصلح لعمل درامى كامل بعيداً عن المسلسل، ولكنهم فى نفس الوقت يتكاملون معاً كأنهم لوحة فيسفاء ليقدموا شكل الأحلام التى كانت تسيطر على جيل التسعينات ثم اصطدامهم بالواقع وتماشيهم معه، فهناك من قرر السفر، وهناك من الهروب إلى الدين، وهناك من لم يتحمل التغيير فأصابه المرض النفسى، ومن اتجه إلى عالم الاستثمار والبيزنس، ولكن بقى شادى رمز الحلم وأساسه الذى لم يتغير ولكنه اختفى بالموت.
أداء الممثلين «صدقى صخر، أمير عيد، ركين سعد، حسن أبوالروس، تامر هاشم، سمر عبدالرحمن، مينا النجار» كان بارعاً، ظهر بشكل واضح أنه غير متصنع، يتميز بالطازجة كأننا لم نشاهدهم من قبل فى أعمال درامية، بل لأول مرة يقدمون أنفسهم للمشاهد فيصدقهم ويتوحد معهم ويظل طوال الـ10 حلقات يتساءل عما حدث لـ«شادى» ويرغب فى معرفة سبب وفاته، ليظهر المؤلف «محمد ناير» فى أحد اللقاءات التليفزيونية، مؤكداً أن هناك جزءاً ثانياً للمسلسل سيوضح هذه التفاصيل، وكان أداء الممثل حسن أبوالروس مثالاً واضحاً على هذه الطزاجة فلأول مرة يظهر فى دور الشاب الذى يتحول من الملحن «الروش» إلى شيخ المسجد الذى لا يترك صلاة.
يبقى الحديث عن الموسيقى التى قدمها المسلسل، والتى تُعد البطل الحقيقى، تنقل المشاهد على بساط سحرى إلى عالم الماضى، أبدع فيها «سارى هانى» بقوة، واستطاع بنغماته الرقيقة أن يوقظ الحنين فى قلب أبناء جيل الثمانينات والتسعينات لتلك المرحلة المليئة بالأحلام، وأن يعبّر عن عالم مريم الذى يتداعى ركناً وراء ركن بهدوء حزين، وكانت فكرة ختام كل حلقة من المسلسل بأغنية، يطرحها المغنى أمير عيد بمثابة ملخص للأحداث بطريقة رومانسية تمزج هذا الحزن بالحنين والحب.
فى الحقيقة أن الحديث عن مسلسل «ريفو» يحتاج إلى صفحات وليس إلى سطور، فقد نجح المسلسل فى إعادة الرونق للدراما المصرية، وكأنه يزيح الستار عن جمالها وقوتها، وهو ما كاد يختفى فى زحام دراما صارت تقدم شكلاً لا مضموناً، ومناظر لا قصة، لذا فـ«ريفو» كان له من اسمه نصيب بعد أن صار بمثابة المسكن الجميل الذى يُخفى قبح تلك الأعمال، ويُظهر أننا ما زلنا يمكننا التصدُّر من جديد بحكايات تمس القلب والروح وتجعل العقل يتأمل ماضيه ليدرك ما يصنعه فى مستقبله.
- الأسر المصرية
- الاستثمار والتعاون
- البنك الأفريقى
- التعاون الدولى
- التنمية الأفريقى
- الدكتور محمد
- العام الحالى
- الكشف المبكر
- المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى
- أبو
- الأسر المصرية
- الاستثمار والتعاون
- البنك الأفريقى
- التعاون الدولى
- التنمية الأفريقى
- الدكتور محمد
- العام الحالى
- الكشف المبكر
- المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى
- أبو