ألفت إمام: مشاركتي في «رأفت الهجان» فخر.. والوطنية مغروسة داخل المصريين (حوار)

كتب: كريم عثمان

ألفت إمام: مشاركتي في «رأفت الهجان» فخر.. والوطنية مغروسة داخل المصريين (حوار)

ألفت إمام: مشاركتي في «رأفت الهجان» فخر.. والوطنية مغروسة داخل المصريين (حوار)

تحدثت الفنانة ألفت إمام عن أدوارها الوطنية التي زيَّنت بها مسيرتها الفنية، سواء في مسلسل «رأفت الهجان» بجزأيه عام 1988 و1992، حينما جسدت شخصية «ليندا»، أو مسلسل «عابد كرمان» عام 2011 بشخصية «تسيبورا»، قائلة إنها عملت مع باقة من ألمع نجوم الفن الراحلين مثل محمود عبد العزيز ويوسف شعبان وحسن حسني، والحاليين مثل يسرا، وحقق نجاحا باهرًا، وكانت لها كواليس خاصة تذكرها في الحوار التالي لـ«الوطن» ضمن سلسلة «كواليس المسلسلات الوطنية»، حول مدى نجاح هذه الأعمال، واجتماعها مع نجوم كبار خلالها، ومواقف لا تنسى في الكواليس.

وإلى نص الحوار..

في البداية.. حدثينا عن كواليس دورك في مسلسل «رأفت الهجان»

حينما أبلغوني لكي أشارك في مسلسل رأفت الهجان كان ردي موافقة على الفور، صالح مرسي كان كاتب سيناريو لا يُرفض، جميع الأدوار كانت جميلة ولها إطار تاريخي وبُعد نفسي، في برواز وطني جميل، مثل دور «ليندا» الذي أديته.

كيف كانت ردود الفعل على العمل آنذاك؟

رغم مرور نحو 34 عاما، إلا أنني ما زلت أتذكر النجاح الكبير الذي حققه المسلسل بعد عرضه، ونجاح شخصية «ليندا» الذي فاق الحد، واستمتعت كثيرًا بأدائها، «شعور ما يتوصفش». 

ماذا لو تم تنفيذ رأفت الهجان في هذه الأيام.. كيف سيكون شكله؟ 

المخرج يحيى العلمي أعطى للناس أفضل صورة ممكنة من العمل في ظل الإمكانيات المتاحة آنذاك، ولكن بالتأكيد مع الإمكانيات الحالية، ستكون الصورة والتصوير غير.. ولكن من أين لنا بمحمود عبد العزيز ويوسف شعبان من جديد؟.

حدثينا عن دورك في عابد كرمان؟

في 2011، علمت أن العمل من كتابة السيناريست بشير الديك، وهو كاتب كبير، وأيضًا من إخراج العبقري نادر جلال، وكان لي الحظ بالتعامل معهما من قبل في مسلسل «أماكن في القلب»، وهما من الصناع الذين يهتمون بالفنان ويجيدون إظهاره بشكل جديد يليق بحجمه، فوافقت على الدور، خاصة أنني أعشق تقديم الأدوار الوطنية.

كيف انعكست أدوارك الوطنية على مسيرتك الفنية؟

إلى الآن أشعر بفخر كبير لتقديمي هذه الأدوار، والجمهور في الشارع ما زال يتذكرها، بالتأكيد ينسون أسماء الأدوار، لكنهم يعرفون المسلسلات الوطنية والفنانين الذي شاركوا بها، هي أِشياء تظل في وجدانهم وذاكرتهم دائمًا، وأحمد الله أنني كنت من الجيل المحظوظ الذي استطاع تمثيل هذه الأعمال بالمشاركة مع هؤلاء النجوم الكبار.

كيف كانت أجواء العمل في رأفت الهجان مع هؤلاء النجوم الكبار وأنتِ في سن صغير؟

شيء صعب التمثيل أمام نجوم بحجم أمام محمود عبد العزيز ويسرا ويوسف شعبان، لكن في الوقت ذاته هو قمة في المتعة، يأخذ منها الفنان دروسا في كل لحظة، فهم كانوا مدارس فنية متحركة، تعلمت منهم كثيرًا، وسعدت بالعمل معهم.

هل شعرتِ بالخوف من تجسيد شخصية إسرائيلية يكرهها المصريون؟

الجمهور المصري بطبعه عاطفي، وأحيانا يتوحد مع الشخصية ويتعامل معها على أنها حقيقية، ولا أنكر في البداية قلقت من ذلك، ولكنه كان دافعًا لي لتقديم أفضل ما لدي في الدور، وتوضيح نفسية هذه الفتاة التي أحرقت الآخرين، والفرق بينها وبين غيرها، «كنت بستعين بجوجل وأشوف الكلمات الإسرائيلية اللي مكتوبة لي في دوري، وأذاكر إزاي الإسرائيليين بيقولوها عشان أعمل زيهم، ويطلع الدور واقعي». 

إذا كان هناك عمل وطني تتمني أن يُنفذ وتشاركي به.. ماذا سيكون محتواه؟  

بالتأكيد سيكون عن أعظم يوم في التاريخ المصري، وهو نصر 6 أكتوبر، الذي أرى أنه إلى الآن لم يحظَ بالاهتمام الكافي فنيًا، فرغم أن هناك أساتذة كبار عملوا أفلاما ناقشت حرب أكتوبر، إلا أن هناك جوانب أخرى لم يتم التطرق لها إلى الآن، فالحرب استمرت لأيام وبها قصص كثيرة وتضحيات ضخمة، سردها يحتاج إلى مسلسل كامل، أو فيلم طويل بميزانية إنتاجية ضخمة، وإذا حدث ذلك من المؤكد سيكون فيلما عالميا، يؤرخ هذه الفترة، ولدينا فنانون كفاءات يستطيعون القيام بالأدوار المختلفة.

ما ذكرياتك مع حرب أكتوبر؟ وكيف أثرت على أدائك خلال العمل برأفت الهجان؟

وقت العبور كان عمري نحو 13 سنة، ورأيت فرحة عارمة من والدي ووالدتي، وأيضًا شقيقي الراحل الذي كان مجندا في الصاعقة المصرية، وأصوات تهليل في منطقة العجوزة، وبيوتها القديمة، المقاهي، والشوارع، مسلم ومسيحي، الجميع كان يرقص فرحًا بزوال الاحتلال وانتصار مصر، لذا كنت حريصة على إبراز الجانب السيئ من الشخصية الإسرائيلية لتوضيح مدى سوء هؤلاء البشر. 

كيف تؤثر الأعمال الواطنية على وعي المتفرج؟

الوطنية صفة أصيلة في المصريين، «شعب وطني بالفطرة» وحب البلد شيء يزين قلبه، لذا دائمًا ما يتابع المصريون الأعمال الوطنية، فالمواطن البسيط مغروسة بداخله الانتماء لوطنه، «يسيب كل المسلسلات ويتفرج على المسلسلات الوطنية وهو سايب إيده، مشاعر الممثلين الصادقة بتلمس قلبه، لأنها قصص حقيقية وتاريخية زي درة التاج اللي بتثلج صدره وتحسسه قد إيه هو مصري حر شريف».


مواضيع متعلقة