"الإرهاب".. من "الكهوف" إلى "الفضائيات والإنترنت"

"الإرهاب".. من "الكهوف" إلى "الفضائيات والإنترنت"
يعيشون في الكهوف وبطون الجبال.. يتحركون في ممرات صخرية ضيقة.. يحملون السلاح ويطلقون اللحى.. يعشقون حياة الظلام بين أصوات طلقات الرصاص والتفجيرات من ناحية ودماء ضحاياهم من ناحية أخرى.. لم يكن أحد يعرِّفهم إلا كونهم "إرهابيين".
استمروا في اتباع سياستهم إلى أن جاء عام 1988، حينما قرر أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، إنشاء إدارة إعلام القاعدة، كجزء من هيكل التنظيم، وذلك بغرض الاحتفاء بالمجاهدين في أفغانستان الذين كانوا يحاربون الاتحاد السوفييتي، الأمر الذي تطوَّر بعد ذلك ليصبح أداة للهجوم على إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية على رأسها السعودية.
ولم يتوقَّف الحد عند تلك الإدارة، بل اعتمدت "القاعدة" على منظمات إعلامية تدعم سياستها، من بينها مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي، والجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية، فضلًا عن شركة الكتائب الخاصة بحركة شباب المجاهدين في الصومال، والتي أُنشئت في أواخر عام 2009.
ومع التطور التكنولوجي، وانتشار شبكة الإنترنت حول العالم، استكملت أعمال مؤسسة "السحاب" بقناة الفجر التي وزَّعت إنتاجها عبر الإنترنت علي جميع المواقع في أنحاء العالم، وعادة ما تتم ترجمة المواد الإعلامية إلى العديد من اللغات، كذلك، دشنت "القاعدة" موقع "النداء" على الإنترنت في أوائل عام 2002، لنشر أفكارها حول عملياتها أثناء الحرب في أفغانستان والعراق.
ومع مرور الوقت تطوَّرت سياسة المنظمات الإرهابية، حيث لم يعد سقفها يتوقف عند التفجيرات، حيث أصبحت تمارس نوعين من التهديدات، أولها إرهاب الإنترنت، الذي يهدف إلي إلحاق الضرر بالأفراد أو بالممتلكات، وهو ما يتم عبر نشر الفيروسات، والتلاعب بالمعلومات، أما الآخر، فهو يخص استخدام الإنترنت كوسيط للاتصال، ونشر العمليات التي يرتكبونها، وهو ما يطلق عليه خبراء الإعلام "الشبكة السوداء".
وزاد استخدام التنظيمات الإرهابية لشبكة الإنترنت مع عام 2012، خاصة مع ظهور ما يسمى بـ"أنصار بيت المقدس" و"أجناد مصر"، وأخيرًا "داعش"، التي باتت تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي في تجنيد مؤيديها وضمهم لقواتها.
وبلغ عدد الشبكات السوداء 12 شبكة عام 1997، و4350 في أوائل عام 2005، و4800 عام 2006، وأخيرًا تجاوزت أكثر من ستة آلاف شبكة في نهاية عام 2008، حيث أصبحت معظم التنظيمات الإرهابية لها وجود على الإنترنت، وكان لتنظيم القاعدة السبق، وفقًا لما أكده الباحثان "فيليب سيب" و"دانا جانبيك" في كتابهما "الإرهاب الدولي والإعلام الجديد".