الأخلاق المحمدية.. قيم حضارية أساسها «الحق والصدق والأمانة والإخلاص»

كتب: سعيد حجازى

الأخلاق المحمدية.. قيم حضارية أساسها «الحق والصدق والأمانة والإخلاص»

الأخلاق المحمدية.. قيم حضارية أساسها «الحق والصدق والأمانة والإخلاص»

كانت الأخلاق المحمدية -ولا تزال- تشريعا لتعاملات المسلمين المجتمعية، فشملت مجموعة مبادئ يجب أن نربى عليها أبناءنا اليوم، وهى ما يسميها البعض بـ«أخلاق البقاء» منها الحق والصدق والأمانة والإخلاص واحترام الكبير والطاعة، وغيرها من الصفات الحسنة التى يجب العمل على نشرها.

رمضان عبدالرازق: العقيدة قائمة على الأخلاق و1500 آية بالقرآن الكريم تتحدث عنها

الدكتور رمضان عبدالرازق، أحد علماء الأزهر الشريف، قال لـ«الوطن»: الأخلاق فى الدين الإسلامى ليست قسماً من أقسامه، بل الروح التى تسرى فى الدين كله، فالعقيدة فى الإسلام قائمة على الأخلاق، فقال النبى الكريم «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لأهله».

وأضاف: كل العبادات والمعاملات فيما بيننا قائمة على الأخلاق، بما فى ذلك الاستثمار والبيع والشراء، ومعاملاتنا مع العدو قائمة على الأخلاق، فلا نعتدى أبداً، وعند رد الاعتداء لا يُقتل شيخ أو طفل أو امرأة أو راهب، كذلك هناك أخلاق فى ذبح الحيوان، فالغاية من بعث النبى هى أن يعلمنا مكارم الأخلاق، فقال الله عز وجل «وإنَّكَ لعَلََى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، وقال أيضاً «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».

آيات العبادات لا تتجاوز 130 آية مقابل 1500 للأخلاق

وقال جل فى علاه «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ»، ولو نظرنا للقرآن الكريم، لوجدنا أن آيات العبادات لا تتجاوز 130 آية فى حين أن عدد الآيات التى تتحدث عن الأخلاق تتجاوز 1500 آية، يعنى أن العبادات لا تتجاوز الربع والباقى للأخلاق. وتابع: الأخلاق التى دعا إليها النبى تنقسم إلى 3 أقسام؛ أولها الأخلاق والقيم العليا وهى التى تعلو بالإنسان كالحق والخير والجمال والأخلاق، والثانية القيم الحضارية التى تعنى بتحضر الإنسان وتقدمه وانضباطه فى العمل والإتقان والطموح، ثم القيم والأخلاق السلوكية وهى التى تضبط سلوك الإنسان كالحلم والعفو والتسامح وسعة الصدر والتعايش مع الجميع واحترام المخالف فى الرأى أو الدين كذلك التحلى بالصدق والأمانة.

كذلك نستطيع أن نقسم القيم والأخلاق إلى 4 دوائر: الأولى القيم والأخلاق بين الإنسان وبين رب العالمين، كالرجاء وحسن الظن والثقة، والثانية القيم والأخلاق بين الإنسان وبين نفسه، وهى الأخلاق الذاتية كمحاسبة النفس ومراجعتها وتزكيتها وانضباطها، والقيم والأخلاق بين الإنسان وبين الجميع، وهناك القيم والأخلاق بين الإنسان وبين غير الإنسان كالحيوان والجماد، وقبل هذا كله الأخلاق والتعامل مع غير المسلمين، والقائمة على البر والإحسان والعدل، فقال تعالى «لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ».

واختتم حديثه بقوله: كل الأخلاق قابلة للتغيير كالبخيل يصير كريماً والعصبى يصير رحيماً، فقط عليه البدء بتاء التطبيق والتنفيذ والتعلم والتحلم والتدريس، كذلك أدعو لوجود برامج إعلامية قائمة على نشر الأخلاق المحمدية والمثل العليا، كذلك تدريس مادة للأخلاق فى المدارس بدءاً من الحضانة، كذلك نشر الأخلاق على السوشيال ميديا.

البراء بن عازب

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير

 


مواضيع متعلقة