كيف يؤثر تسريب الغاز من «نورد ستريم» على تغير المناخ في العالم؟.. خبراء يجيبون

كتب: محمد علي حسن

كيف يؤثر تسريب الغاز من «نورد ستريم» على تغير المناخ في العالم؟.. خبراء يجيبون

كيف يؤثر تسريب الغاز من «نورد ستريم» على تغير المناخ في العالم؟.. خبراء يجيبون

يعتقد عدد كبير من المسؤولين الدوليين وخبراء الأمن العالميين، أن روسيا خربت خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الخاصة بها «نورد ستريم» تحت بحر البلطيق، ما أدى إلى إطلاق ما يقدر بنحو 300000 طن متري من غاز الميثان في الغلاف الجوي.

الميثان أقوى 81 مرة من ثاني أكسيد الكربون في تدفئة الكوكب

وقال الباحثون إن هذا يمثل أكبر إطلاق بوجه عام لغازات الاحتباس الحراري القوية خلال حدث واحد، مع تأثير مماثل للانبعاثات السنوية لمليون سيارة، نظرا لأن الميثان أقوى بـ 81 مرة من ثاني أكسيد الكربون في تدفئة الكوكب على مدى 20 عاما، فإن تمزق خطوط أنابيب نورد ستريم، التي تنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا الغربية، ويمكن اعتبارها كارثة مناخية في حد ذاتها.

ويمكن رؤية الغاز يرتفع إلى سطح المحيط يوم الاثنين الماضي، بعدما قال علماء الزلازل إنهما انفجاران لا يبدو أنهما نتاج قوى طبيعية مثل الزلزال أو الانهيار الأرضي تحت الماء.

وقال مسؤولون أمنيون أوروبيون أيضا، إنهم لاحظوا وجود سفن وغواصات تابعة للبحرية الروسية في محيط تسرب خط الأنابيب يومي الإثنين والثلاثاء.

وأصدر سفراء الناتو بيانا رسميا يوم الخميس الماضي، أعلنوا فيه أن «جميع المعلومات المتاحة حاليا تشير إلى أن هذا ناتج عن أعمال تخريب متعمدة ومتهورة وغير مسؤولة، والتي تسبب مخاطر للشحن وأضرارا بيئية كبيرة».

ويمكن أن تشير حادثة نورد ستريم أيضا إلى اتجاه جيوسياسي مشؤوم حذر منه دعاة المناخ وخبراء الأمن لسنوات يتمثل في أن العالم الأكثر دفئا قد يعني أيضا عالما أقل تعاونا، مدفوعا بالصراع المتزايد على الأراضي والموارد والتغلغل من الأيديولوجيات الانعزالية والقومية.

الاحتباس الحراري غالبا ما يكون بمثابة «مضاعف للمخاطر»

«يكون لتغير المناخ العالمي تداعيات واسعة النطاق على مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة في المستقبل المنظور لأنه يؤدي إلى تفاقم المشاكل الحالية، مثل الفقر والتوترات الاجتماعية والتدهور البيئي والقيادة غير الفعالة والمؤسسات السياسية الضعيفة التي تهدد الاستقرار المحلي في عدد الدول»، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية إلى أعضاء الكونجرس في تقرير عام 2015.

كما كرر المسؤولون في الأمم المتحدة هذه المخاوف العام الماضي، خلال محادثات المناخ العالمية COP26 في اسكتلندا.

وعلى الرغم من أن الاحترار العالمي نفسه قد لا يكون دائما سببا مباشرا للصراع، إلا أنه غالبا ما يكون بمثابة «مضاعف للمخاطر»، من خلال تفاقم الأعباء المالية للمجتمعات والحكومات التي تتعامل مع الطقس القاسي، ما يؤدي إلى النزوح وتقويض حقوق الإنسان في المناطق التي تساهم الكوارث المتكررة في زيادة الهجرة، فضلاً عن ترك النساء بشكل خاص عرضه للأذى في المواقف التي تنهار فيها القوانين المجتمعية وشبكات الأمان الاجتماعي.


مواضيع متعلقة