«نادية» تستضيف الطالبات المغتربات في العريش مجانا: «صدقة جارية بعد وفاتي»

كتب: حسين ابراهيم

«نادية» تستضيف الطالبات المغتربات في العريش مجانا: «صدقة جارية بعد وفاتي»

«نادية» تستضيف الطالبات المغتربات في العريش مجانا: «صدقة جارية بعد وفاتي»

شعرت نادية الدسوقي بمشاعر الحيرة والخوف التي تنتاب الطالبات وأسرهن القادمات من محافظات أخرى خلال فترة التقديم للدراسة بكليات وجامعات العريش، فهن لا يجدن مكانًا للإقامة والمبيت خلال الفترة بين عملية التقديم والقبول في المدينة الجامعية التي تستغرق عدة أيام، ما جعلها ترأف بحالهن وتقرر توفير استضافة مجانية لأولئك الفتيات تبدأ من 4 أيام وتصل إلى أسبوع مع الطعام والشراب، رافعة شعار: «بناتي وأمانهن أهم».

«القصة بدأت من 4 سنوات، حين رأيت أم وابنتها من إحدى المحافظات تبحث عن مكان للمبيت فيه، وكانت الفنادق صعب الوصول لها، فعرضت عليهما المبيت عندي، وبعد إلحاح مني وافقا على المبيت لمدة أسبوع» بتلك الكلمات، روت الحاجة نادية الدسوقي البالغة من العمر 62 عامًا، موظفة على المعاش بجامعة العريش، فكرتها التي روجت لها على حسابها على «فيس بوك» وقتها: « ذكرت أنني أمتلك مكان وعلى استعداد لإستضافة الطالبات بالمجان، مهما كان العدد، وأعادت عدد من الطالبات المغتربات نشر البوست، وأصبحت معروفة بين الطالبات».

«نادية» تفتح بيتها لاستضافة الطالبات الجامعيات 

لا تعد هذه المرة الأولي للحاجة «نادية» في فتح بيتها أمام المغتربات من الطالبات، بل يعد العام الرابع على التوالي من حيث توفير استضافة مجانية لمدة 4 أيام أو أسبوع، وتشمل نوم وطعام حتى تتمكن الطالبات من دخول المدينة الجامعية: «الفترة بين القبول في المدينة وعملية تقديم الأوراق تكون فيها الطالبات حائرات أين تذهب»، بحسب حديثها لـ«الوطن».

تستضيف «نادية» الطالبات وأسرهن كصدقة جارية لبعد وفاتها، فبعد خروجها على المعاش أصبحت متفرغة تمامًا: «أقضى يومي في عمل الأكلات البيتي وتوزيعها، وذلك يدر هامش ربح بسيط، ولكني أهدي جزءا منه للفقراء والمساكين، وللضيوف من الطالبات المغتربات».

وتحرص السيدة الستينية على معاملة الطالبات كأنهن «بناتها» بحسب تعبيرها: «أخاف عليهن وأتابعهن، فهن أمانة في رقبتي، ويساعدن في المطبخ وتنظيف البيت، فأنا لا أشعرهن على الإطلاق بأنهن ضيوف عندي، وأرفض الحصول على أجر مادي، فذلك العمل لوجه الله تعالى».

طالبات استضافتهن الحاجة «نادية»

تحكي ياسمين فتحي في ثالثة تربية بيولوجي لـ«الوطن» من جنوب سيناء، أنها اعتادت الحضور على استضافة «نادية» منذ 3 سنوات:«والدتي عرضت عليها أن أبقى لديها بأجر مادي، ولكنها رفضت، فأنا أتي هنا حتى ينتهي التقديم في المدينة الجامعية»، بينما تمنت أسماء منصور من سكان محافظة الشرقية، أن تصبح السيدة الستينية قدوة لغيرها: «أول مرة أقيم عند السيدة نادية هذا العام، وأنا أدرس في سنة ثانية أداب فرنسي بجامعة العريش، وعرفتها عن طريق إحدى الطالبات، وأتمنى أن تصبح الحاجة نادية قدوة لغيرها، فما تفعله رغم بساطته مهم جدا، خصوصًا للفتيات القادمات من المحافظات البعيدة».

«أحسست بأمان هنا».. بتلك الكلمات عبرت ميرنا جمال أحد الطالبات من جنوب سيناء، وتدرس في ثالثة تربية بيولوجي، عن شعورها خلال إقامتها في بيت «نادية»: «صاحبة المنزل تعاملنا مثل أولادها وتخاف علينا، وهذا ما رغبنا في أن نمكث عندها بكل أريحية وعدم خوف».

الصدفة هي من دلت ضحى وليد من الغربية في سنة أولى هندسة، على مكان السيدة «نادية»: «بعد أن تعبنا في البحث عن مكان للمبيت في العريش، قابلتنا السيدة نادية صدفة عند مبنى الجامعة، ونحن نقدم الأوراق، وقد ساعدتنا كثيرًا في تقديم أوراقنا فهي على علاقة بموظفات بالجامعة، لأنها موظفة سابقة، وعرضت علينا المبيت عندها، وقالت إن لديها مكانًا للمبيت وهناك طالبات أخريات، وبالفعل تم العرض على أسرتي، وجئنا لنجد بيت الكرم والأمان».


مواضيع متعلقة