حصاد مكافحة «سوء التغذية» بـ3 سنوات: أطفال في أمان.. وصحتهم «حديد»

كتب: مريم الخطري

حصاد مكافحة «سوء التغذية» بـ3 سنوات: أطفال في أمان.. وصحتهم «حديد»

حصاد مكافحة «سوء التغذية» بـ3 سنوات: أطفال في أمان.. وصحتهم «حديد»

تعد أمراض سوء التغذية أحد أخطر التحديات التى تواجه التنمية فى أى مجتمع، فضلاً عن تأثيرها المباشر على معدلات الوفيات والقدرات الذهنية للأطفال وتناقص معدلات تحصيلهم الدراسى، وكشف برنامج الغذاء العالمى ومركز دعم واتخاذ القرار عام 2015 أن 1.9% من الناتج المحلى الإجمالى السنوى لمصر «حوالى 3.6 مليار دولار» فقدوا بسبب الإنتاجية المفقودة وتكاليف العلاج لحالات سوء التغذية وما ترتب عليه من أمراض أهمها الأنيميا.

ومن هنا تأتى أهمية المبادرة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل 4 سنوات، للكشف المبكر عن أمراض سوء التغذية، والقضاء على ارتفاع معدلات السمنة والتقزم والأنيميا بين طلاب المدارس، وتركز المبادرة الرئاسية على مكافحة أمراض نقص التغذية فى مراحل الطفولة المختلفة التى من ضمنها مرحلة الدراسة الابتدائية، والتى تتجلى فى حالات التقزم والهزال وأنيميا نقص الحديد والسمنة، وبالتالى يتمكن المجتمع من خلق جيل من الأطفال لديه مفهوم ثقافى صحى، ومسلح بالتوعية بأهمية الفحص الدورى واتباع نظام غذائى صحى سليم.

ووفقاً لتقرير رسمى لوزارة الصحة والسكان حصلت «الوطن» على نسخة منه، جرى وضع 6 أهداف رئيسية للمبادرة، هى: التعرف على حالات الأنيميا «نقص الهيموجلوبين» وفقاً لمعايير وقياسات منظمة الصحة العالمية للفئة العمرية من 6 لـ12 عاماً، والتعرف على حالات قصر القامة، والسمنة وفرط زيادة الوزن وفقاً للمعايير القياسية، وعلاج متابعة الحالات الإيجابية مع وضع أولويات علاج الأنيميا الشديدة وحالات سوء التغذية الثلاثية، وكذلك نشر الوعى الصحى لدى تلاميذ المدارس، واتخاذ إجراءات وقائية وتغذوية على مستوى المحافظات للحد من انتشار أمراض سوء التغذية.

المبادرة الرئاسية تستهدف، حسب التقرير طلاب المدارس الابتدائية على مستوى المحافظات، وعملت فى نحو 30 ألف مدرسة حكومية وأزهرية وخاصة ومجتمعية، بالحضر والريف من المصريين وغير المصريين الموجودين على أرض مصر.

وتضمنت فعاليات المبادرة الرئاسية إجراء مسح طبى للطلاب، وقياس الوزن والطول ونسبة الهيموجلوبين بالدم، للكشف عن الأمراض الناتجة عن سوء التغذية، ووضع الآليات اللازمة لتحسين صحة الطلاب، لتضم بعد ذلك طلاب المرحلة الإعدادية.

تحويل المصابين إلى عيادات التأمين الصحى لاستكمال الكشف والمتابعة والعلاج بالمجان

ومن بين خدمات المبادرة، تحويل الحالات المصابة بأى من الأمراض التى تشملها إلى عيادات التأمين الصحى، لاستكمال الفحوصات اللازمة وصرف العلاج بالمجان، كما يتم تسليم هؤلاء الطلاب «كارت متابعة» يحتوى على بيانات خاصة بهم، لمتابعتهم دورياً والاطمئنان على حالتهم باستمرار من خلال 255 عيادة تأمين صحى بجميع المحافظات.

وجرت زيادة عدد الفرق الطبية المشاركة فى المبادرة من 900 إلى 2400 فريق طبى مدرب على الكشف عن الأنيميا والسمنة والتقزم منذ انطلاقها حتى اليوم، وتشتمل الفرق الطبية على «تمريض - فنى معمل - مسجل طبى - مدخل بيانات» بإجمالى 5 آلاف فى الريف والحضر.

ومن جانبه كشف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، نتائج مبادرة الرئيس للكشف عن السمنة والتقزم والأنيميا، وقال إن المبادرة تكلفتها وصلت 264 مليوناً و541 ألف جنيه.

«عبدالغفار»: المبادرة خفضت معدلات الأنيميا إلى 13.4% والسمنة 4.3% والتقزم 1.8%

وتابع المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن» أن المبادرة استطاعت تحقيق الهدف الأساسى منها وهو انخفاض معدلات انتشار حالات الأنيميا بين تلاميذ المدارس بنسبة وصلت إلى 13.4%، بينما انخفضت معدلات السمنة إلى 5% تقريباً، وانخفضت معدلات التقزم إلى 1.8%.

وأضاف «عبدالغفار» أن المبادرة قاربت على إكمال 4 أعوام وخضع خلالها أكثر من 25 مليون طالب حتى الآن للكشف الطبى، واستطاعت تغيير الثقافة الصحية والعادات الغذائية الخاطئة لمعظم طلاب المدارس وما زالت مستمرة وتعمل على الوصول إلى المستهدف لها من الطلاب كل عام.

وأكد المتحدث الرسمى لوزارة الصحة أن الدولة حريصة على تحقيق هدف أساسى لها من وراء المبادرة وهو أنه بحلول 2030 ستصل إلى أنظمة غذائية صحية وآمنة ومستدامة، وبأسعار معقولة مع نظام رعاية صحية متكامل وعالى الجودة وشامل، ويدعم التغذية الصحية والأساسية، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030. 


مواضيع متعلقة