من فوق كرسي متحرك.. الشيخ «إبراهيم» 31 عاما يُحفظ ويعلم أحكام القرآن

من فوق كرسي متحرك.. الشيخ «إبراهيم» 31 عاما يُحفظ ويعلم أحكام القرآن
- القرآن الكريم
- الشيخ إبراهيم مراون
- مكتب تحفيظ القرآن
- قرية برطباط
- مغاغة
- القرآن الكريم
- الشيخ إبراهيم مراون
- مكتب تحفيظ القرآن
- قرية برطباط
- مغاغة
«الصبر نصف الإيمان والمحنة تتحول إلى منحة، فحلاوة القرآن عوضتني مر المرض».. كلمات قالها الشيخ إبراهيم محمد مروان، الذي لم يستسلم للكرسي المتحرك الذي أجُبر عليه بعد مرض طارده منذ الطفولة، وظل يكافح ويعافر في الحياة، حتى تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا بالأحكام، ثم فتح مكتبا للتحفيظ «كُتاب» في قرية برطباط التابعة لمركز مغاغة في شمال محافظة المنيا، وظل يعلم أطفال القرية على مدار 31 عاما، بالمجان، ليتخرج على يده أجيالا من الحفظة من كافة قري مغاغة.
رحلة معاناة مع المرض انتهت بالجلوس على كرسي متحرك
الشيخ «مروان»، يبلغ من العمر 55 سنة، وحينما كان يدرس بالصف السادس الابتدائي أصيب بوعكة صحية «ألم مفاصل»، لتبدأ رحلة علاج استمرت لسنوات، وعندما وصل إلى المرحلة الإعدادية تفاقم الوضع الصحي، وفي الصف الثاني الثانوي هاجمه ألم المفاصل بشراسة، وهنا توقف عن دراسته لظروف مرضه، وانتهى به المطاف إلى الجلوس على كرسي متحرك، فعاد ليكمل دراسته بالصف الثالث الثانوي علمي رياضة «نظام قديم» ولم يوفق لظروف مرضه، فشق طريق «القرآن الكريم» ولحسن حظه كانت أسرته «الأب والأم» حريصة على تربيته تربية دينية سليمة منذ طفولته، فأرسلوه إلى الـ«كُتاب»، لحفظ القرآن، ثم ارتبط بإذاعة القرآن الكريم ومتابعة المجلات الدينية، وكان يقرأ 5 أجزاء من القرآن يوميا، ثم فتح مكتبًا لتحفيظ القرآن «كُتاب»، في عام 1991، بحسب حديثه لـ«الوطن».
يضيف الشيخ أن المحنة تحولت لمنحة فالقرآن الكريم خفف عني الأوجاع حتى نسيت المرض، وتقدمت بطلب إلى شيخ الأزهر الأسبق جاد الحق علي جاد الحق، لفتح «كُتاب»، ووافق أن أؤدي الاختبارات في قريتي بدلا من الذهاب للقاهرة نظرا لظروفي المرضية، ليبدأ المشوار الذي امتد لنحو 31 عاما، حتى تخرج على يدي أطباء ومهندسون ومعلمون، ومن بعدهم أبناؤهم بل وأحفادهم.
الارتباط بإذاعة القرآن الكريم ومتابعة كبار العلماء والقراء
وتابع الشيخ الخمسيني: أنه سيظل يتعلم ويعلم تفسير وأحكام القرآن الكريم حتى اللحد، فطلب العلم فريضة، والقرآن غالب لا مغلوب، مؤكدا أنه تابع الكثير من برامج إذاعة القرآن الكريم ودروس كبار القراء والعلماء والمشايخ وتعلم منهم الصبر على البلاء، وأن الدنيا متاعها زائل، فرغم أن المرض حبسه عن التعليم، لكنه سلك طريقا آخر للعلم هو «القرآن»، وخرج أجيالا من المحفظين والمحفظات.
في حين قال، كريم محمد عبوده، 19 عاما، أحد تلامذة الشيخ الخمسيني، إنه يعتبره الأب والقدوة فلم يحفظ عددًا من أجزاء القرآن الكريم على يده فحسب، بل تعلم منه الكثير من الطيبات، حيث كان يشجعه على الالتزام بالصلاة والطاعة والأخلاق الحميدة، ومساعدة الآخرين، وبر الوالدين، والاستمرار والاهتمام في نفس الوقت بمدرسته وتعليمه، وكان يوزع عليه وزملائه الحلوى.