«أبو منجل والفراشة الزرقاء».. نباتات وطيور نادرة مهددة بالانقراض في جنوب سيناء (صور)

08:33 ص | السبت 01 أكتوبر 2022

لم يكن اختيار شرم الشيخ لاستضافة قمة المناخ COP27 وليد المصادفة، فمدينة السلام تتمتع بمقومات طبيعية أسهمت في فوزها بتنظيم هذا الحدث العظيم، كما تعد جنوب سيناء هي المحافظة الوحيدة في مصر التي تحتوي على 5 محميات طبيعية، تمثل ثلث مساحة المحافظة البالغة 30 ألف كيلو متر مربع.

ويقول اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، لـ«الوطن»، إن شرم الشيخ تتمتع بمقومات جعلتها تستحق الفوز بتنظيم قمة المناخ COP 27، من أبرزها تمتعها ببيئة نظيفة شبه خالية من التلوث، علاوة على التنوع البيولوجي الذي تحظى به المدينة، التي تضم محميتين هما الأشهر عالميا وهما رأس محمد، و«نبق»، علاوة على محميات «أبو جالوم، وطابا، وسانت كاترين».

وعلى الرغم من أن جنوب سيناء غنية بموارد الحياه البرية والبحرية، إلا أنها تواجه مخاطر بيئية عديدة تتمثل في تعرض بعض الحيوانات والطيور والنباتات للانقراض نتيجة التغيرات المناخية.

فراشة سيناء.. الزرقاء القزمة

الدكتور إسماعيل حطب مدير محمية سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، قال إن التغيرات المناخية التي تتعرض لها البلدان لها تأثير كبير وقوي على الحياة البرية للطيور والحيوانات والنباتات، مشيرا إلى أن هناك نباتات وطيور حيوانات وحشرات معرضة للانقراض بسبب ارتفاع درجات الحرارة الشديد أو انخفاضها بشكل لافت للنظر.

وأضاف حطب، أن مدينة سانت كاترين ترتفع نحو 1600 متر فوق سطح البحر، وتضم ثلاث قمم جبلية في سانت كاترين، حيث تعيش فراشة نادرة في العالم، من إبداعات الخالق عز وجل.

فراشة سيناء «الزرقاء القزمة»، تعد أصغر فراشه في العالم وتعيش فوق جبال سانت كاترين، جرى اكتشفاها عام 1979، وأثارت الانتباه بحجمها الصغير، فيبلغ طول جناحها الواحد 6.5 ملي، وتتغذى على البراعم الزهرية لنبات الزعيتران، الذي يعد نباتا طبيا متوطنا بمحمية سانت كاترين ولا ينمو إلا على الارتفاعات العالية.

وبحسب حطب، ترتبط حياة الفراشة الصغيرة بنبات الزعيتران الذي ينمو على قمم جبل سانت كاترين، بالتالي فإن أي تأثير على هذا النبات يلقي بأثره على الفراشة الزرقاء وعلى دورة حياتها، وارتفاع درجات الحرارة نتيجة التغيرات المناخية، يؤثر على نمو هذا النبات.

خص الجبل والزعيتران والورد العربي

يؤكد مدير محمية سانت كاترين، إن المحمية تتميز بوجود 17 نوعا من النبات النادرة التي لا تنمو إلا في سانت كاترين ويطلق عليها النباتات المتوطنة، لافتا إلى أن التغير في بيئة هذه النباتات له تأثير سلبي عليها، مما يعرضها للانقراض، وأبرز هذه النباتات خص الجبل، الزعيتران، العورور، الورد العربي.

«أبو منجل» يعود لعصر قدماء المصريين

وتطرق حطب، للحديث عن الطيور النادرة في جنوب سيناء، مشيرا إلى طائر أبو منجل الذي جرى رصده على الحد الجنوبي الشرقي لمحمية سانت كاترين، بالقرب من منطقة الخروم بمدينة شرم الشيخ، فهو من الطيور المائية واشتهر عند قدماء المصريين.

وتابع: هذه الطائر المهدد بالانقراض جرى رصده في مصر عام 1962 في منطقة وادي فيران بجنوب سيناء، ويتسم بأنه في حاجة دائمة إلى المياه لأنه طائر مائي، يحتاح إلى مناطق رطبة، ويتغذى على الحشرات.

«أبو منجل».. مهدد بالانقراض

وأكد أن «أبو منجل» مهدد بالانقراض بسبب قلة الغذاء، موضحا أن دولا أوروبية تعمل على تربيته في حديقة خاصة، لزيادة معدلات تكاثره والحفاظ عليه من الانقراض، بخاصة أنه مدرج بالقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN، كأحد أهم الأنواع المهددة بخطر الانقراض منذ 24 عاما، وتعمل دول أوروبية مثل إسبانيا وإيطاليا وتركيا على حمايته.