رئيس «طاقة النواب»: مصر حققت الاكتفاء الذاتي من الغاز.. وتصديره جلب عملة صعبة

09:46 م | الخميس 29 سبتمبر 2022

أكد النائب حسام عوض الله، رئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أن هناك هدفاً للوصول إلى 42% من الطاقة المتجددة من إجمالى حجم الطاقة فى مصر بحلول 2035، وهى النسبة التى تقترب من 30% فى العام الحالى. وقال «عوض الله»، فى حوار لـ«الوطن»، إنه عندما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية كانت مصر على شفا كارثة اقتصادية، وكانت أوضاع الطاقة فى أدنى مستوياتها، إلا أن مصر نجحت مصر فى حل الأزمة... وإلى نص الحوار:

ما رأيك فى إدارة الدولة لملف أزمة الطاقة مع الارتفاع الكبير فى الأسعار العالمية؟

- عندما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية كانت مصر على شفا كارثة اقتصادية، وأوضاع الطاقة كانت فى أدنى مستوياتها مع انقطاع دائم بالساعات للكهرباء، ونذكر جميعاً تلك الأيام، وكان البنزين والمنتجات البترولية تُهرّب، وطوابير السيارات على محطات البنزين صورة لا تُنسى، إلا أن مصر نجحت فى حل الأزمة، بل والاتجاه إلى مشروعات الطاقة الجديدة. وجميعا نذكر جهود الرئيس من أجل البحث عن الغاز فى شرق المتوسط، ولم يفهم كثيرون ما يفكر فيه الرئيس وقتها.

هل نجحت الاستراتيجية المصرية فى مواجهة أزمة الطاقة حتى الآن؟

- مع الحرب الروسية- الأوكرانية ظهرت أزمة أكبر تجتاح العالم وسط ارتفاع كبير وتقلبات فى أسعار الطاقة، ونجحت مصر فى إدارة ملف الطاقة رغم الظروف العالمية، كما نجحت فى تحقيق طفرة هائلة فى قطاع الطاقة على مدى السنوات الماضية، وتُعد مصر من أنجح دول العالم فى إدارة ملف الطاقة رغم الأوضاع العالمية، حتى إن هناك هدفاً بالوصول إلى 42% من الطاقة المتجددة من إجمالى حجم الطاقة فى مصر بحلول 2035، وهى النسبة التى تقترب من 30% فى العام الحالى.

وهل هناك نجاحات أخرى؟

- نعم، نجحت مصر فى ضخ استثمارات ضخمة، وجرى إعادة إنتاج الكهرباء بجودة أكبر وطاقات أكبر، مما أتاح لمصر أيضاً تصدير الكهرباء، ومع بداية الأزمة الأخيرة للطاقة فى ظل آثار وخيمة للحرب الروسية- الأوكرانية كانت هناك استراتيجية ورؤية مصرية واضحة فى ظل المشروعات التنموية الضخمة فى مصر والمشروعات القومية التى تحتاج إلى طاقة لاستمرارها، وذلك بناءً على توجيهات الرئيس السيسى لوزراء البترول والكهرباء لزيادة اعتماد قطاع إنتاج الكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بالتعاون والشراكة مع الخبرات الأجنبية والشركات العالمية الكبرى، إضافة إلى ترشيد الطاقة التقليدية فى الاتجاه نفسه.

وكيف نقيس نجاح مصر فى إدارة ملف الطاقة؟

- مصر من أنجح دول العالم حتى الآن فى إدارة ملف الطاقة، ويتضح هذا من استقرار السوق، فالكهرباء ذات جودة عالية، مع توفر المنتجات البترولية بأسعار معقولة فى الوقت الذى نرى فيه الدول الأوروبية الكبرى تعانى أزمات فى الكهرباء والطاقة، فى ظل الارتفاعات الكبيرة فى أسعار الغاز والبترول، خاصة أن الاستراتيجية المصرية لمواجهة أزمة الطاقة تعتمد على الطاقة المتجددة وتعظيم قيمتها لتنويع مصادر إمدادات الطاقة التى تعتمد عليها عملية التنمية فى مصر، من خلال الوحدات عالية الإنتاج لتوليد الكهرباء واستخدام أحدث التكنولوجيات فى هذا السبيل بالتعاون مع شركات عالمية كبرى، إلى جانب وجود أكبر محطة للطاقة الشمسية بالعالم، وهى محطة بنبان فى أسوان، وذلك فى إطار الاستراتيجية المصرية للتعامل مع تداعيات الأزمة الروسية- الأوكرانية، وتقلب أسعار الطاقة عالمياً، التى أطلقتها وزارة البترول وتعتمد على تطوير وإنشاء مصافى ومعامل تكرير البترول وزيادة إنتاج المنتجات البترولية محلياً.

وماذا عن الغاز الطبيعى وأهميته بعد الاكتشافات الأخيرة؟

- كانت توجيهات الرئيس «السيسى» أيضاً واضحة بالاعتماد على الغاز الطبيعى والتوسع فى مشروعات إنتاج الغاز الطبيعى، والبحث والتنقيب، كما أن حقل ظُهر وإنتاج مصر من الغاز أنقذ البلاد من أزمة كبرى أخرى وهى استيراد الغاز. وتضمنت استراتيجية وزارة البترول تحويل السيارات إلى الغاز وإنشاء ألف محطة جديدة لتموين السيارات بالغاز الطبيعى لتوفير المنتجات البترولية والبنزين والسولار.

حسام عوض الله: استضافة مصر لـ COP27 انعكاس لمكانتها الإقليمية والدولية

وما أهم المكاسب من استضافة مصر لقمة المناخ فى نوفمبر المقبل؟

- تُعد استضافة مصر لقمة المناخ «COP 27» فى شرم الشيخ انعكاساً لمكانتها الإقليمية والدولية، وتعود بمكاسب فى عدة مجالات، منها تنشيط السياحة بشكل كبير، بينما تأتى القمة فى ظل تحديات غير مسبوقة يواجهها العالم فى مجالات المناخ والبيئة والتنمية والطاقة، مع وجود أزمات ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. ويساعد المؤتمر أيضاً فى جذب استثمارات فى تنمية مجالات الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر النظيف. واتجهت الدولة المصرية إلى تعظيم هذا الاتجاه والدخول فى استثمارات مع شركات عالمية، إذ عُقدت 9 اتفاقيات وعقود جديدة باستثمارات ضخمة، مع استراتيجية الدولة فى تبنى استراتيجية تعظيم عائد الطاقة الجديدة والمتجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فى ظل توجيهات من الرئيس السيسى، حيث إنه من المستهدف الوصول إلى نسبة تقترب من 50% من الطاقة الجديدة والمتجددة فى مصر بحلول عام 2035.

جهود مصر لتقليل الانبعاثات الكربونية

مصر من أقل الدول فى العالم من حيث الانبعاثات الكربونية، ويُعد خفض الانبعاثات الكربونية من أهم أهداف مؤتمر قمة المناخ المقبل COP27، حيث سيبحث كافة السبل للقضاء على انبعاثات الكربون والتعاون الدولى فى هذا المجال وسبل استخدام أفضل التكنولوجيات لخفض تلك الانبعاثات. كما طبقت الدولة، ضمن استراتيجية التغيرات المناخية التى أطلقتها مصر، استراتيجية خفض الانبعاثات الكربونية، وتتضمن التعاون مع الشركات العالمية للتكنولوجيات المتطورة، التى تساعد على الوصول لأفضل الممارسات والنماذج المطبقة لخفض الكربون وتخزينه، بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة وبناء القدرات البشرية وتوفير التمويل المالى، للمساهمة فى دفع جهود خفض الانبعاثات الكربونية إلى الأمام.