سفير السويد بالقاهرة: مبادرة «حياة كريمة» رائعة وبلادي تؤيدها.. ونشارك مصر في مشروعات تخص المناخ (حوار)

سفير السويد بالقاهرة: مبادرة «حياة كريمة» رائعة وبلادي تؤيدها.. ونشارك مصر في مشروعات تخص المناخ (حوار)
- سفير السويد في القاهرة
- مؤتمر المناخ
- حياة كريمة
- السيسي
- إنهاء قوائم الانتظار
- مصر والسويد
- سفير السويد في القاهرة
- مؤتمر المناخ
- حياة كريمة
- السيسي
- إنهاء قوائم الانتظار
- مصر والسويد
مصر والسويد.. تتمتعان منذ أوائل القرن العشرين بتاريخ طويل من التعاون الثقافي والاقتصادي، فعلى سبيل المثال، تعد مصر ثاني أكبر سوق للسويد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والواردات الرئيسية لمصر إلى السويد في قطاع الزراعة والمنسوجات الذي يتكون من خيوط الغزل والنسيج والأقمشة والملابس والإكسسوارات، لتكون العلاقات المصرية السويدية طيبة وعميقة طوال تاريخهما.
داخل مقر السفارة السويدية بمنطقة الزمالك، التقت «الوطن» بالسفير السويدي بالقاهرة هوكان إيمسجورد، للحديث عن تاريخ العلاقات بين البلدين، وأبرز الاستثمارات الحالية بينهم، ورأيه في مشروعات الجمهورية الجديدة والعاصمة الإدارية، ورؤيته لمبادرة "حياة كريمة" والمبادرات الطبية، كذلك كيف تعاملت السويد مع الأزمة الاقتصادية العالمية وتجربة السويد في التحول للأخضر وتحويل القمامة إلى مصدر للثروة.
وإلى نص الحوار:
- بدأت عملك منذ يونيو 2021 .. كيف ترى الحياة في مصر خلال هذه الفترة؟
قضيت فترة رائعة جدا في مصر منذ وصولي إليها، لقد التقيت بالتأكيد بالكثير من المصريين، سواء كانوا من المسؤولين أو الجهات الرسمية، وأيضا تعاملت مع المصريين في يومي في الكثير من نواحي الحياة، ومنذ وصولي وأنا أجد الاستقبال الجيد والحفاوة، دائما ما أجد المصريين متعاونين للغاية و إيجابيين واستمتع حقا العمل معهم والعيش بينهم.
- أول زيارة لك في مصر كانت قبل 25 عاما، هل من الممكن أن تخبرنا عنها وما سببها؟
السفير السويدي: أول زيارة لي إلى مصر كانت منذ 25 عاما
نعم، أول زيارة لي إلى مصر كانت منذ 25 عاما، كنت برفقة زوجتي، وكانت الزيارة لغرض السياحة، كانت زيارة رائعة واستمتعنا بها كثيرا، ذهبنا لرؤية الكثير من المعالم الأثرية، بدأت بجولة في القاهرة، ثم رحلة في نهر النيل بين محافظتي الأقصر وأسوان، واستمتعنا جدا بزيارتنا إلى مصر وبشعبها، ورغم أننا نهوى السفر كثيرا، وزرنا الكثير من المعالم الأثرية في العالم، إلا أننا نرى أن الأهرامات والآثار الأخرى ووادي الملوك كلها فريدة ورائعة حقا مقارنة بأي شيء آخر، لذلك نتذكر هذه الزيارة دائما.
- ما أهم المعالم في مصر التي زرتها قبل وبعد عملك سفيرا لمصر وانطباعك عنها؟
زرت الكثير من المعالم الأثرية المصرية، ولكن «أبو سمبل» رائعا، كما قلت لك، لقد زرته قبل 25 عاما، وزرته مرة أخرى العام الماضي، وهو أثر رائع، وله مكانة خاصة في قلبي المصري السويدي، لأنه عندما تم نقل أبوسمبل، عند نقل «أبوسمبل» كانت هناك مناقشة حول كيفية القيام بذلك إنه مشروع هندسي مميز للغاية، وجاء الحل من شركة استشارية سويدية وأعتقد أنه من الرائع أن أرى كيف تم ذلك، وكيف تم تقطيعه إلى أجزاء، وكيف تم تجميع هذه القطع مرة أخرى، وكيف تم تشييده مره أخرى بهذه الصورة الرائعة، وعندما تزوره الآن، وأعتقد أن هذا إنجاز رائع ثانية للمهندسين الذين فعلوا ذلك لمصر، وللعالم كله أيضا، إنه تراث عالمي مذهل.
مصر تشهد تقدما ملحوظا أمام العالم
- ومن وجهة نظر ما الفارق بين أول زيارة قبل 25 عاما والزيارة الآن؟
طبعا حدثت أشياء كثيرة في مصر منذ زيارتي قبل 25 عاما، أعتقد أن ما تراه الآن في مصر هو أكثر ديناميكية، وأكثر تطلعا وطموحا، وأعتقد أن ما تقوم به مصر ملحوظا في السويد وفي كل العالم، هناك تحديات تواجه مصر، لكنني أشعر بالحماس عندما أرى، على سبيل المثال، ما يتم عمله في قطاع الصحة في مصر، من مبادرات وطنية في التأمين الصحي وهي مؤثرة جدا وستغير كثيرا، وهناك مبادرات أخرى منها «حياة كريمة» فهي بالطبع مهمة ورائعة جدا، لذلك أعتقد أن مصر قد تغيرت كثيرًا خلال 25 عامًا. وأعتقد أنه إذا تجرأنا على النظر إلى المستقبل لمدة 25 عامًا، فسنرى تغييرات أكبر وأفضل، وحتى تغييرات أكثر أهمية في مصر.
- شاركت في مناسبات أخرى مع المصريين اجتماعية ودينية.. فما رأيك في الحياة الاجتماعية بمصر؟
حاولت زيارة أجزاء مختلفة من مصر والمجتمعات المختلفة والثقافات المختلفة فيها، دعيت إلى احتفال الكنيسة القبطية بعيد الميلاد بالعاصمة الإدارية الجديدة بالكاتدرائية، وأعتقد أن ذلك كان مثيرًا للإعجاب، كيف تم ذلك. جاء الرئيس وأبدى تضامنه مع المسيحيين واحتفال معهم، وهو ما أعتقد أنه في غاية الأهمية، كان مذهلا رؤية كيف يمكن للمجتمع الإسلامي والمجتمع المسيحي أن يتعايشا في مصر بطريقة سلمية، رغم أنه في العالم اليوم يوجد الكثير من النزاعات بين الدول والأديان وما إلى ذلك، وفي تلك الزيارة أرى أن هذه كانت تجربة إيجابية للغاية بالنسبة لي.
- ما أهم المشروعات القومية في مصر التي قمت بتفقدها وما انطباعك عنها؟
قمت بزيارة اثنين من المشروعات القومية في مصر، وتم إنجازه بهم كان رائعا، منهم مشروعا كان بمنطقة الدلتا، وهو عبارة عن إنتاج الغاز الحيوي للاستخدام محليا، ورغم أنه منتج جانبي من الإنتاج الزراعي، وأعتقد أنه رغم أنه مشروع صغير، لكنه يوضح كيف يمكنك، بوسائل صغيرة نسبيًا، أن يكون لديك تأثير إيجابي للغاية من مشاريع كهذه، وهناك العديد من الأمثلة الأخرى، لكنني أعتقد أن ذلك كان مثالًا جيدًا جدًا.
- مصر والسويد لديهما علاقات قوية.. ما أهم مجالات التعاون الحالية بين مصر والسويد على مختلف الأصعدة؟
العلاقات المصرية السويدية قوية ومنذ سنوات طويلة، على كافة المستويات سواء في القضايا السياسية أو الاقتصادية، وهناك تبادل ثقافي وتجاري مهما للغاية، فنخطط لإطلاق منتدى الأعمال المصري السويدي في وقت لاحق من هذا الخريف، وأعتقد أن هذا المنتدى سيكون قويا ومتميزا، ويعد علامة مهمة على التقدم الذي نحرزه في علاقاتنا الاقتصادية، وهناك تعاون على مستوى قطاعات عديدة منها الطاقة المستدامة، والقضايا المتعلقة بالمناخ، بالطبع، لأننا نقترب من اجتماع كوب 27 (Cop27)، وهناك تعاون مصري سويدي في قطاع الصحة، والنقل، وهذه هي المجالات التي أعتقد أنها دليلا على قوة العلاقة بين البلدين، وستسهم في مزيد من التواصل وتعميق العلاقات بين البلدين.
السفير السويدي: لدينا مشروعات مشتركة مع مصر.. منها ما يتعلق بالمناخ
- ما أهم المشروعات التنموية المشتركة بين الدولتين؟
هناك مشروعات عديدة مشتركة بيننا، لعل من بينها المناخ والمشروعات المتعلقة بهذا المجال، كنت قبل أيام قليلة أشارك في منتدى عرضت مصر كيف تعتزم الحكومة التعامل مع المناخ وتغيراته، وعرضت الخطة الوطنية للمناخ، وما فعلته الحكومة تحت رعاية وزارة التعاون الدولي هو تحويل هذه الخطط إلى مشاريع قابلة للتمويل، وقد جمعت أيضًا مجموعة رائعة جدًا من المؤسسات المالية، والمؤسسات الخاصة، والمؤسسات متعددة الأطراف، وما إلى ذلك، لتمويل هذه المشروعات، ومن أيضا مجالات التعاون في التنمية مجالات المياه والطاقة والغذاء، كل هذه مجالات رئيسية في التنمية، ومصر في تجربتها للمناخ أوضحت الطريق أيضًا للعديد من البلدان الأخرى، كيف يمكنك تحويل طموحاتك في مجال المناخ إلى مشروعات ملموسة، ونحن الآن في الجانب السويدي ننظر إلى كيف يمكننا المشاركة وكيف يمكننا، من خلال برامج المساعدة المختلفة وما إلى ذلك.
- مع مرحلة البناء في العاصمة الإدارية والجمهورية الجديدة بمصر.. هل من الممكن أن نرى تعزيز الاستثمارات السويدية بمصر؟
نحن نتابع عن قرب وباهتمام وعناية شديدة البناء والتشييد في الجمهورية الجديدة، وهناك العديد من الفرص المثيرة للاهتمام للشركات السويدية في هذا المجال، للتعاون في بناء الجمهورية الجديدة بمصر، وأفهم أن مصر تهتم أيضًا في خططها الخاصة بالعاصمة الإدارية الجديدة، تم تعيين قيادة جديدة للعاصمة الإدارية الجديدة، وأعتقد أن هذا يمنحنا العديد من الفرص المثيرة للاهتمام، ويمكنني أن أرى أنه ستكون هناك بداية جديدة لهذا المشروع ونود بشدة أن نكون جزءًا من ذلك من الجانب السويدي.
- ماذا عن مشاركة السويد في قمة المناخ القادمة.. وما رؤيتكم لقضية التغيرات المناخية؟
بالتأكيد قمة المناخ مهمة بالنسبة للسويد، أنا واثق من أنه سيكون لدينا وفد رفيع المستوى وأعتقد شخصيًا أنه سيكون بحضور رئيس الوزراء من المرجح جدا، بالإضافة إلى عدد من الوزراء السويديين الآخرين، ففي قمة المناخ الماضية التي أقيمت في مدينة «جلاسكو»، كان لدينا وفد من حوالي 45 شخصًا من مختلف مناحي الحياة، من الحكومة، والبرلمان، والمجتمع المدني، ومن مختلف الخبراء، وممثلي الأعمال التجارية وما إلى ذلك، وكانت السويد تمتلك فيه جناحا خاصا لأهميتها بهذا المؤتمر.
كذلك هو الحال في «كوب 27» الذي سيقام في مدينة شرم الشيخ، نحن نتطلع للمشاركة الفعالة فيه، وأيضا للتأكد من أنه يمكننا التحدث عن الاستثمارات والمشروعات التجارية في مصر، وتوضيح المزيد عن الحلول السويدية للحد من التغيرات المناخية والتعامل الأمثل مع الوضع الحالي للأزمة.
- كيف تم التعامل مع قضية المناخ في السويد قبل عشر سنوات وكيف يتم التعامل معها اليوم؟
هنا فارق في تعامل السويد مع الأزمة في الفترتين، والفرق هو أن القطاع الخاص يقود اليوم إلى حد كبير هذا الجهد نحو التعامل مع تحديات تغير المناخ التي نواجهها، كان من المعتاد أن يكون العكس، فكانت الحكومة هي التي كانت تشجع الشركات الخاصة على بذل المزيد من الجهد من أجل المناخ، فالقطاع الخاص في السويد أصبح لديه مشروعات كبيرة للحد من أزمات المناخ.
طورنا طريقة لإنتاج الفولاذ دون استخدام الكربون
سوف أشرح لك بعض الأمثلة على ذلك، الأول هو صناعة الصلب لأنه تقليديًا عندما تنتج الصلب، فإنك تستخدم الكثير من الكربون لهذا الغرض، الآن لدينا شركتان سويديتان طورتا طريقة لإنتاج الفولاذ بدون استخدام الكربون، لقد حدث هذا بالفعل، والتقنية موجودة وتعمل، إذن واحدة من هذه الشركات، لديهم تركيب تجريبي حيث يقومون بالفعل بإنتاج كميات صغيرة من هذا الفولاذ، وهذا الفولاذ له نفس جودة الفولاذ العادي تمامًا، وأنتجت «فولفو» سيارة تستخدم هذا الفولاذ، لذلك فهو يعمل بالفعل.
هناك شركة أخرى تقول إنها بحلول عام 2030 ستنتج 5 ملايين طن من الفولاذ الخالي من الكربون، ولديهم عقد لتسليم هذا إلى مصنع سيارات BMW في ألمانيا، لديهم تعاون مع شركة هياتشي للطاقة، وكيفية استخدام هذا وكيفية توسيع نطاق الإنتاج لهذا الغرض، وهناك أمثلة أخرى.
وهناك شاحنات تعمل بخلايا الوقود، والتي تتعاون «فولفو» مع بعض الشركاء الألمان في هذا الشأن، نحن نبني أكبر مصنع للبطاريات في أوروبا في شمال السويد لإنتاج جميع البطاريات المطلوبة في صناعة السيارات، فماذا يعني هذا؟ ما هو دور الحكومة في ذلك؟ وللحكومة دور مهم للغاية، الأول بالطبع، أنك بحاجة إلى الكثير من الطاقة لإنتاج هذا الشيء الخالي من الكربون، فأنت بحاجة إلى شيء ما بين 20 و60 تيرابايت في السنة للقيام بذلك، وعلينا بالطبع أن ننظر إلى إنتاج الطاقة، علينا أن ننظر إلى شبكة التوزيع، وغيرها من هذه الأشياء،
لكن علينا أيضًا التأكد من أن البيئة القانونية التي نمتلكها مواتية لهذا النوع من المشاريع، فيجب تقصير الوقت المستغرق للحصول على جميع التصاريح، وهذا يحتاج إلى القيام به على المستوى الوطني وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي. إذن، هناك مهام مهمة للحكومة، لكن الأمر ليس من اختصاص الحكومة، على سبيل المثال، لتقول عن مصنعي الصلب هذين ، من سيفوز؟ من سيكون صاحب النصيب الأكبر؟ هذا ليس لنا. هذا للسوق، وأنا أعتقد أن هذا إشعار مهم جدًا لقضية المناخ على المستوى العالمي أيضًا، أننا بحاجة إلى التعاون بين القطاع الخاص وبين الحكومة، والمجتمع المدني. لكن كل منهم له أدوار مختلفة.
لدينا تجربة مهمة في التحول للأخضر بدأت قبل 20 عاما
- أخبرنا عن تجربة السويد في التحول للأخضر والحفاظ على البيئة؟
السويد لديها تجربة مهمة في التحول إلى الأخضر، إذا عدنا إلى الوراء في الزمن 20 عامًا، تم اعتبار الاستدامة والتحول إلى الأخضر لمدة الـ30 عامًا القدمين بمثابة تكلفة يتحملها المجتمع، لشيء يضعه في ميزانية الدولة من بين التكاليف الأخرى التي تهتم بها الحكومة، وكنا ننظر في شيئين هما انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، انبعاثات الملوثات الأخرى، وهكذا يمكنك أن نرى أن هذا المنحنى ينخفض بشكل كبير، وإذا نظرت إلى منحنى النمو الاقتصادي لنفس الفترة الزمنية يمكنك رؤية هذا المنحنى في حالة السويد ولكن أيضًا في حالة العديد من البلدان الأخرى في تقدم مستمر، لذا فمن الواضح أن الاستدامة مفيدة للاقتصاد، والاستدامة جيدة للنمو الاقتصادي، إذن هذا يسير جنبًا إلى جنب، في الواقع. وهذا بالطبع هو سبب انخراط الصناعة في هذا الأمر، لذلك أعتقد أن هذه هي أهم تجربة لدينا في هذا الشأن.
تمتلك السويد تجربة رائدة في إعادة تدوير القمامة وتحقيق أقصي استفادة منها
- السويد لها تجربة مهمة في مجال القمامة.. كيف نجحت السويد في تحويل القمامة من عبء إلى ثروة؟
نعم، هناك العديد من الطرق التي اتبعتها السويد لكي تكون رائدة في مجال تدوير القمامة وتحقيق أقصي استفادة منها، منها الغاز الحيوي الذي تطرقنا للحديث عنه سابقا، وهذه الطريقة تعتمد إذ كان هناك نفايات عضوية، في السويد يتم جمعها، فلدينا نظام على مستوى الدولة بأكملها حيث نجمع أنواعًا مختلفة من النفايات، بما في ذلك النفايات العضوية، ومن النفايات العضوية يمكنك إنتاج الغاز الحيوي، ويمكننا استخدام هذا الغاز الحيوي للتدفئة في المنطقة المحلية حيث توجد هذه النفايات، وفي السويد التدفئة هي ما نستخدم طاقتنا من أجله إلى حد كبير جدًا، الأمر مختلف بعض الشيء في مصر، تحتاجه للتبريد، يمكنك أيضًا تخزين هذه الطاقة، أو استخدمها في صور أخرى على سبيل المثال، جميع الحافلات المحلية في السويد تعمل بالغاز الحيوي.
العالم كله تأثر من الأزمة الاقتصادية لكن حالفنا الحظ في الطاقة
- هناك تحديات اقتصادية كبيرة في جميع أنحاء العالم.. هناك تأثرت بها السويد؟ وماذا فعلت لمواجهتها؟
بالتأكيد تأثرت السويد بالأزمة الاقتصادية العالمية، فنحن نتأثر بشكل أساسي بنفس الطريقة التي نتأثر بها العديد من البلدان الأخرى، على وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بأسعار الطاقة التي حالفنا الحظ في طريقة اعتمادنا على الطاقة في أننا لا نستخدم أي غاز روسي في السويد، نحن لا نتأثر بشكل مباشر، ولكننا نتأثر بشكل غير مباشر لأن سعر الطاقة في أوروبا آخذ في الارتفاع ونحن مرتبطون بأوروبا من خلال كابلات الكهرباء التي تنتقل من السويد إلى الدول الاسكندنافية الأخرى إلى دول البلطيق إلى ألمانيا وهكذا، لم ترتفع أسعار الكهرباء في السويد بنفس القدر في ألمانيا وفرنسا، لكن لا يزال لها تأثير كبير على الأسر في السويد، وأعتقد أنه سيتعين علينا جميعًا إعادة النظر في سياسة الطاقة الخاصة بنا في هذا السياق وفي سياق قضايا المناخ، نحن ننفق الكثير من المال بهدف التوسع طاقة الرياح في السويد، وهناك نقاش حول استخدام الطاقة النووية والتي من الممكن أن نتوسع في استخدامها، لن يحدث هذا على المدى القصير ولكن على المدى الطويل يمكن أن يكون ذلك أيضًا جزءًا مهمًا من مزيج الطاقة لدينا.
الرئيس المصري نفذ مبادرات رائعة في الصحة ونتطلع للتعاون في مجال الصحة
- اجتمعت مع مسؤولي وزارة الصحة بشأن الرعاية الصحية.. كيف ترى مبادرات الرئيس الطبية؟
نحن نهتم بالبيئة الصحية والمجال الطبي في مصر، ولقد التقيت بالدكتور أحمد السبكي عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، وتحدثنا عن خطط مصر لتقديم التأمين الصحي العام والتحديات المرتبطة بذلك، وأعرب عن اهتمامه بمعرفة كيف قمنا بحل بعض هذه المشكلات في السويد والتجربة التي قد نتمكن من مشاركتها مع مصر في هذا المجال، لذلك قمنا بدعوته وفريقه للحضور لزيارة السويد ولقاء النظراء السويديين وأيضًا للالتقاء بشركات الأعمال السويدية في هذا القطاع، هناك، كما أعلم، اهتمام قوي من تلك الشركات بتأسيس نفسها في مصر، لدينا شركة واحدة تقوم بعمل معدات للعلاج الإشعاعي لعلاج السرطان، لذا فهذه صناعة ذات تقنية عالية وقد قرروا الآن إنشاء مركز إقليمي في مصر لخدمة المعدات في كل من مصر ولكن أيضًا في أجزاء كبيرة من إفريقيا والشرق الأوسط، ومصر قامت بالعديد من المبادرات الطبية الرائعة منها الذي يهدف لإنهاء قوائم انتظار المرضي أو الكشف المجاني عن الأمراض المختلفة، لذلك نحن نتطلع إلى التعاون من مصر في المجال الطبي.
معجبون بالتقدم الذي تحرزه مصر في تمكين المرأة
- مصر تعمل على تمكين المرأة منذ سنوات.. هل تابعت هذه الإجراءات؟ وكيف تراها؟
نحن نتابع عن كثب المبادرات والإجراءات المصرية في مجال تمكين المرأة، ونتعاون أيضا مع المجلس القومي للمرأة منذ عدة سنوات، نحن معجبون جدا بالتقدم الذي تحرزه مصر في مجال تمكين المرأة، نرى العديد من النساء المهنيات ذوات الكفاءة العالية في مصر، أرى العديد منهم في الحكومة وغيرها من المجالات الأخرى، وأعتقد أن هذا سيكون مهمًا جدًا لتنمية الاقتصاد في مصر، أن كل هؤلاء النساء المتعلمات جيدًا، والملتزمات بالعمل في الشركات، والعمل من أجل البلد، وأنهن قادرات على القيام بذلك والمساهمة في الاقتصاد، فالتقدم الذي تم إحرازه في مصر في هذا المجال مثير للإعجاب للغاية وأود أن أكون جزءًا من ذلك بمعنى أنه أيضًا لإيصال هذا إلى أجزاء أخرى من العالم أن مصر هي حقًا دولة تقدمية للغاية عندما يتعلق الأمر بقضايا النوع الاجتماعي وحقوق المرأة وما إلى ذلك.
- كيف ترى مشروعات حياة كريمة؟
مشروعات حياة كريمة هي عنصر أساسي في إصلاح الحكومة، أرى أن الطموحات كبيرة في هذه المبادرة، وتتزايد الطموحات فيها أيضًا بمرور الوقت، وهو أمر أعتقد أنه جيد جدًا، أرى أن العديد من المؤسسات المتعددة الأطراف، الحكومة المصرية والبنك الدولي وغيرهم منخرطون في هذا المبادرة، نحن نؤيد ذلك بشدة من السويد.
- برأيك.. ما هو المشترك بين مصر والسويد؟
هناك العديد من الأمور المشتركة بين مصر والسويد، سواء على الصعيد الدولي أو التعاون المشترك، أحد أبرز المجالات المشتركة بيننا هو السلام والأمن، والذي يحدث في منظمة الأمم المتحدة، حيث نعمل معًا، وجلسنا معًا في مجلس الأمن قبل بضع سنوات، منها في لجنة بناء السلام في نيويورك حول هذا الأمر، لكننا نعمل أيضًا ونحن منذ سنوات عديدة شريك استراتيجي لمنتدى أسوان، وهو منتدى مهم جدًا لمناقشة القضايا المتعلقة بالأمن بالمعنى الواسع للكلمة في السياق الأفريقي، وهذا يتناسب تمامًا مع الطموحات التي لدينا في برنامج التطوير لدينا، وأعتقد أنه خلال السنوات القادمة، سنرى المزيد من التعاون بين السويد ومصر في الكثير من المجالات.