أدباء ونقاد يصفون جلال عامر: نموذج لن يتكرر.. وفنان في «قُصر الكلام»

كتب: إلهام زيدان

أدباء ونقاد يصفون جلال عامر: نموذج لن يتكرر.. وفنان في «قُصر الكلام»

أدباء ونقاد يصفون جلال عامر: نموذج لن يتكرر.. وفنان في «قُصر الكلام»

«نموذج فريد بين الكتّاب الساخرين فى مصر».. هكذا يرى عدد من النقاد الكاتب الساخر جلال عامر، الذي قدم تجربة إبداعية مهمة ومتميزة، بجانب التجارب التى قدمها كُتاب مثل عبدالعزيز البشرى، وفكرى أباظة، ومحمود السعدنى، وأحمد رجب، وغيرهم، مطالبين بضرورة إعادة نشر مقالاته، كونها ثروة أدبية ينبغى الاحتفاء بها.

فيقول الدكتور حسين حمودة، الناقد الأدبى، إن كتابات جلال عامر المتنوعة ومنها «قُصر الكلام»، و«مصر على كف عفريت»، وغيرهما، هى سلسلة للروح الساخرة المصرية الراسخة، كما أنها تعبر عن آراء جادة، وأحياناً مؤلمة، لكن من خلال نبرة لطيفة تدعو إلى الابتسام ثم إلى التفكير والتأمل.

ويضيف «حمودة» لـ«الوطن»: «انطلقت هذه الكتابات من نزعة فلسفية تقريباً، تهتم بالتحليل والاستكشاف، وربما يتصل هذا بدراسته للفلسفة، ومن هنا نجد الكثير من صياغات هذه الكتابات يتوقف عند وقائع وتفاصيل جزئية، تنتمى إلى فترة بعينها، ولكنها تتخطى إلى بلورة أفكار كبيرة، كما تتجاوز هذه الفترة إلى فترات أخرى لاحقة، ومن هنا قدرة هذه الكتابات على أن تخاطبنا حتى الآن، بعد رحيل صاحبها، وعلى أن تمنحنا إمكانات غنية لكى نستكشف فيها أبعاداً جديدة ومتجددة».

جلال عامر راهن على الاختصار والتركيز

ويتابع: «راهن جلال عامر فى كتاباته على الاختصار والتركيز والاختزال إلى الحد الأقصى، وهو ما جعله يلتقى من هذه الناحية مع أحمد رجب ومحمد عفيفى، كما راهن على بلورة أسلوب خاص به، مشبعاً بالحيوية، مما يجعل كتاباته تنتسب إليه وحده، على الرغم من أنها تنطلق من روح السخرية العامة المشتركة، مضيفاً: «ولعل بعض كتابات جلال عامر، التى كانت تنشر فى صحف متعددة، بحاجة إلى البحث والتجميع، والنشر فى كتب، كما أنها بحاجة أيضاً إلى دراسات معمقة تتناول الأبعاد الثرية المتنوعة فى هذه الكتابات».

فيما يقول الدكتور محمد السيد إسماعيل، الناقد الأدبى، إن الكتابة المصرية حالياً تفتقد النزعة الساخرة للكاتب جلال عامر المتميز والفريد، خاصة مع قلة الكُتاب الساخرين فى مصر، فالسخرية فن عبقرى، كان «جلال» يسخر من الواقع ومن بعض البلاءات كنوع من المقاومة، كما كان ساخراً فى حياته الشخصية وحتى من نفسه.

يحكى أن جلال عامر كان ينتمى إلى اليسار المصرى، وكان يحمل قيم التقدم والاستنارة والعدالة الاجتماعية، مضيفاً: «التقينا عدة مرات فى حزب التجمع سنة 2000، خلال تأسيس جريدة «التجمع»، وكان يأتى إلينا وينشر بها أحياناً، وكنا نستفيد منه ومن أفكاره وخبراته».

استطاع التعبير عن كثير من الأفكار بإيجاز وتكثيف

ويشير إلى أن مقالات الراحل كانت تركز على الهموم الاجتماعية للمواطن المصرى، كما أنه قدم القيم التى يؤمن بها من دون أسلوب نضالى صارخ، ولكن بأسلوب مصرى يميل إلى السخرية، لافتاً إلى أن الكاتب الساخر قدم إسهامات كثيرة ويدعو المؤسسات الثقافية الرسمية إلى تجميع وإعادة نشر أعماله، باعتباره مدرسة كبيرة.

ويضيف أن الراحل استطاع التعبير عن كثير من الأفكار بإيجاز وتكثيف ومفارقة وعمق، موضحاً أن السخرية عنده تتسم بالجمل القصيرة المتلاحقة، التى يتم استحضار بعضها حالياً خاصة عند انتقاد بعض الهموم الاجتماعية، كما يتم استدعاء أشعار أمل دنقل وأحمد فؤاد نجم.

بينما قالت الكاتبة الساخرة رشا عبادة «إن جلال عامر لعب أكبر دور فى حياتى، ربما لعب برأسى وأفكارى ومنحنى مفتاحاً سحرياً لتخطى ارتباك الكلام على لسانى»، لافتة إلى أنه كان صنايعى السخرية الذى «يُمسرح» لغته كأنك تراه وتسمعه على المسرح وهو يغمز بعينه أو يرفع حاجبه أو يبتسم بمكر فى نفس التوقيت الذى يوجه فيه جملته بجرأة فى موضع قوى ومثير للضحك.


مواضيع متعلقة