«المشاط» بمنتدى الشرق الأوسط: 60% من أفريقيا تتأثر بالتغيرات المناخية

كتب: حسن عثمان

«المشاط» بمنتدى الشرق الأوسط: 60% من أفريقيا تتأثر بالتغيرات المناخية

«المشاط» بمنتدى الشرق الأوسط: 60% من أفريقيا تتأثر بالتغيرات المناخية

شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي في جلسة نقاشية حول «تعزيز الأمن الغذائي في أوقات الأزمات»، وذلك خلال فعاليات منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي نظمه معهد الشرق الأوسط، وشركة الأبحاث «Think Research and Advisory»، خلال اجتماعات الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

شهد المنتدى مشاركة رفيعة المستوى من ممثلي الحكومات ومؤسسات التمويل الدولية والقطاع الخاص، لبحث الدور الذي يمكن أن تقوم به منطقة الشرق الأوسط في مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي، وأمن الطاقة والأمن المائي، وإلى جانب وزيرة التعاون الدولي، شارك في الجلسة النقاشية أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، والعديد من ممثلي الأطراف ذات الصلة.

تحقيق الأمن الغذائي

وفي كلمتها، قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إن قارة أفريقيا التي تعد الأكثر تأثرًا بالأزمات التي يواجهها العالم لاسيما التغيرات المناخية، إذ يتأثر بهذه التغيرات 60% من دول القارة، في الوقت الذي تسهم القارة بنسبة 4% فقط من الانبعاثات الضارة على مستوى العالم، لافتة إلى أنَّ قارة أفريقيا تعد مستوردًا صافيًا للغذاء بتكلفة سنوية تصل إلى 43 مليار دولار، متوقع لها الزيادة لنحو 110 مليارات دولار سنويًا بحلول عام 2025.

وأضافت أنَّ تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بتحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الجوع بحلول عام 2030، بات يواجه تحديات غير مسبوقة في الوقت الراهن، نتيجة ما حدث خلال العامين السابقين، وعلى رأس هذه التحديات الأزمة الروسية الأوكرانية، إذ تعد الدولتان من الموردين الرئيسيين للقمح والحبوب في العالم، إلى جانب ذلك التغيرات المناخية التي تنعكس سلبًا على قدرة الدول على الحفاظ على الأمن الغذائي.

828 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي يوميًا

وأشارت إلى الإحصائيات والتقارير الدولية التي تشير إلى أنَّ 828 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي يوميًا بفعل هذه التحديات، مبينة أنَّ نسبة الأنفاق على الغذاء من إجمالي الدخل تصل إلى 15% في الدول المتقدمة، بينما تجاوز 50% في الدول الفقيرة وهو ما يظهر حجم الأزمة التي يواجهها قطاع كبير من السكان في العالم على مستوى الأمن الغذائي.

وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أنَّه من أجل تحقيق الأمن الغذائي ومواجهة الأزمات الراهنة، فإنّه يجب جهود مشترك ومنسقة من أجل تحفيز الزراعة المستدامة، والعمل المشترك بين المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وزيادة الاستثمارات في مشروعات التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية، بما يعزز قدرة الدول على الصمود ومواجهة التحديات التي تحول دون تحقيق التنمية.

وحددت المشاط، 4 محاور رئيسية يجب أن يعمل عليها المجتمع الدولي إلى جانب الحكومات الأفريقية للخروج من هذه التحديات وهي الاستثمار في الأمن الغذائي، وتعزيز النفاذ إلى الأسواق، والحد من تقلب أسعار المواد الغذائية، وزيادة الاستثمار في مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية.

رؤية التنمية الوطنية 2030 تضع الأمن الغذائي من بين المحاور والأهداف الأساسية

وفيما يتعلق بالوضع على الصعيد الوطني، أكّدت وزيرة التعاون الدولي، أنَّ رؤية التنمية الوطنية 2030 تضع الأمن الغذائي من بين المحاور الرئيسية والأهداف الأساسية التي يجب تحقيقها، من خلال التحول إلى الزراعة المستدامة والتوسع في الرقعة الزراعية، والاستثمار في مشروعات الأمن المائي، وزيادة مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية، إذ يتمّ تنفيذ العديد من المشروعات في مجال الموارد المائية والزراعة المستدامة بالتعاون بين الجهات الوطنية وشركاء التنمية من بينهم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وإيطاليا والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وألمانيا، بتمويلات تنموية تصل إلى 1.2 مليار دولار.

التخفيف من تداعيات التغيرات المناخية في مجالات المياه والغذاء والطاقة

وتطرقت المشاط، إلى المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي»، الذي تمّ إطلاقه تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، ويضم عدد من مشروعات التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية في مجالات المياه والغذاء والطاقة، في ظل الأهمية القصوى والترابط الوثيق بين هذه القطاعات الثلاثة، لافتة إلى أن البرنامج يستهدف من خلال التعاون مع شركاء التنمية والقطاع الخاص توفير التمويلات التنموية والدعم الفني والمنح وآليات التمويل المبتكر، التي تحفز القطاع الخاص على ضخ الاستثمارات.

وشاركت المشاط في اجتماعات الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تُعقد بنيويورك، تحت شعار «الحلول من خلال التضامن والاستدامة والعلوم»، وسط تداعيات عالمية غير مسبوقة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، والآثار الاقتصادية لجائحة كورونا، إذ تناقش الاجتماعات عددًا من الملفات الهامة التي تشغل المجتمع الدولي، وعلى رأسها انعدام الأمن الغذائي، وأزمة أسعار الطاقة، واضطرابات سلاسل التوريد العالمية.

منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي

جدير بالذكر أنَّ وزارة التعاون الدولي، بالتعاون مع وزارات الخارجية والمالية والبيئة، واللجنة الاقتصادية لأفريقيا بالأمم المتحدة، نظمت منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي «Egypt-ICF2022» في نسخته الثانية، واجتماع وزراء الاقتصاد والمالية والبيئة الأفارقة، تحت رعاية وبحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، إذ شهد حضورًا دوليًا وإقليميًت رفيع المستوى من منظمات الأمم المتحدة ورؤساء مؤسسات التمويل الدولية، والقطاع الخاص، وبمشاركة أكثر من 23 حكومة أفريقية تمّ عقد نحو 20 جلسة نقاشية وورشة عمل ومائدة مستديرة حول توحيد الرسائل والرؤى، لحشد جهود المجتمع الدولي لدعم أجندة المناخ بقارة إفريقيا، والاستعداد لـ«يوم التمويل».


مواضيع متعلقة