فن الممكن في السياسة دروس وعبر!
«شُفت الدنيا كيف بتدور؟!».. طبعاً يا عزيزى هىّ بتدور فعلاً، نهار يليه ليل وشتاء ثم ربيع، وأنا لست من المؤمنين بأن الأرض مسطحة، وحتى إن كتب علماؤنا السابقون بسطحية الأرض، فمع تقدم العلم دُحِضت هذه الأقاويل.. ولكن يا عزيزى هل سمعت يوماً بأن «السياسة فن الممكن»؟
عندما وقّع الرئيس الشهيد أنور السادات على معاهدة كامب ديفيد 1979 كان فى قرارة نفسه يؤمن بمبدأ «بلدى أولاً»، رغم عدم إغفاله للقضية الفلسطينية، ولكن قاطعته الدول العربية ونقلت اجتماعات جامعة الدول إلى تونس، وظلت القلوب تهفو باتجاه مصر صاحبة الثقل العربى، وبعد 10 سنوات كسر المقاطعة الشيخ «زايد» عام 1987 بدعوته للرئيس «حسنى مبارك» لزيارة الإمارات، مؤذناً بعودة العلاقات مع مصر لتتشجع بقية الدول للعودة.
لا يوجد فى السياسة «تطابق وجهات النظر»، وغير مطلوب من الدول أن تكون كذلك، بل هناك مستوى من التفاهم والاحترام والمصالح المشتركة وحُسن النوايا، وبعد ذلك فليسلك كلٌ مسلكه.
وعندما انسحب وزير الخارجية المصرى، سامح شكرى، من جلسة افتتاح مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى بالقاهرة فى سبتمبر الجارى، لاحتجاجه على رئاسة الدورة «نجلاء المنقوش»، وزيرة خارجية ليبيا المنتهية ولايتها، بسبب موقف بلاده من هذه الحكومة، لم يطلب من شركائه الانسحاب معه، وأن مغادرة الوفد الوزارى حق سيادى لكل دولة، وكل دولة تقدر موقفها وفقاً لسياساتها.
لقد أصبحنا أكثر نُضجاً فى العلاقات بين بعضنا، ومصر العظيمة تعرف أين تضع قدمها، ولطالما أسندت كتفها بكتف شقيقتها الإمارات، واستندت الإمارات على شقيقتها مصر.. وزيارة الرئاسة المصرية لقطر مثال آخر للمصالح المشتركة وتعزيز التعاون بين الدول المتجاورة، وحتماً ستعود بالنفع على البلدين.
سنجتمع جميعنا فى الدوحة لحضور كأس العالم ونحن على يقين بانبهارنا، وسيستمتع جماهير الكرة المستديرة بأجواء دبى باحتضانها مليون مشجع فى أجواء كرنفالية مصاحبة لكأس العالم لم تشهدها من قبل، ويتنقلون عبر 60 رحلة جوية يومية لحضور المباريات فى قطر والعودة إلى الإمارات فى اليوم نفسه، فى مثال آخر للتعاضد واستفادة تنظيم كأس العالم بقبلة السائحين دبى، صاحبة الاحتفاليات والمعارض المليونية، فقد حققت أكثر من 24 مليون زيارة لمعرض إكسبو دبى 2020.
هذه أمثلة ودروس بأننا إذا أردنا، فإننا نستطيع أن نجعل كل شىء ممكناً.