أستاذ تربية بيئية: مصر تبذل جهودا كبيرة للحد من تغير المناخ «حوار»

كتب: غادة شعبان

أستاذ تربية بيئية: مصر تبذل جهودا كبيرة للحد من تغير المناخ «حوار»

أستاذ تربية بيئية: مصر تبذل جهودا كبيرة للحد من تغير المناخ «حوار»

أكد الدكتور عبدالمسيح سمعان، أستاذ التربية البيئية بجامعة عين شمس، أن مصر تبذل جهوداً حثيثة للحد من التغيرات المناخية، وأن حملة «اتحضر للأخضر» فرصة للنجاة، مشيراً إلى أن هذه الأزمة قد تضاعف فرصة انتشار الأمراض فى العالم.

وقال فى حوار لـ«الوطن»، على هامش مشاركته فى دورة تدريبية بعنوان «دور الإعلام وإدارة الأزمات فى كورونا والتغير المناخى»، بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بالإسكندرية، إن التغيرات المناخية قد تؤثر سلبياً على الإنتاج الزراعى فى مصر، إذ تقل إنتاجية محصول القمح حوالى 9٪ إذا ارتفعت الحرارة 2 درجة مئوية، ولكن قد يكون لهذه التغيرات تأثير إيجابى أيضاً بزيادة إنتاجية محصول القطن حوالى 17٪.

ما مفهوم التغيرات المناخية وكيف تؤثر على الإنتاج الزراعى فى مصر؟

- التغير المناخى هو اختلال فى الظروف المناخية المعتادة كالحرارة والرياح والمتساقطات التى تميز كل منطقة على وجه الأرض. وهناك تأثيرات سلبية جراء التغير المناخى على الإنتاج الزراعى فى مصر، إذ ستقل إنتاجية محصول القمح حوالى 9٪ إذا ارتفعت الحرارة 2 درجة مئوية، ويصل معدل النقص إلى حوالى 18٪ إذا ارتفعت الحرارة حوالى 3.5٪ ويزداد الاستهلاك المائى لهذا المحصول حوالى 2.5٪ مقارنة بالاستهلاك المائى له تحت الظروف الجوية الحالية.

زيادة إنتاجية محصول القطن حوالى 17٪ مؤشر إيجابى وحيد لتغير المناخ 

هل هناك تأثيرات للتغيرات المناخية فيما يخص الإنتاج الزراعى؟

- نعم هناك أشياء تدعو للتفاؤل، وهى زيادة إنتاجية محصول القطن حوالى 17٪ عند ارتفاع درجة الحرارة حوالى 2٪ وسيرتفع معدل الزيادة نحو 31٪ عند ارتفاع درجة الحرارة 4 درجات مئوية، ومن ناحية أخرى سوف يزداد استهلاكه المائى نحو 10٪ مقارنة باستهلاكه المائى تحت الظروف الجوية الحالية.

كيف يؤثر التغير المناخى على الصحة.. وهل ستنتشر المزيد من الأوبئة؟

- الكثير من الأوبئة والأمراض المختلفة ستغزو العالم إذ يعد انتشار مرض الملاريا من مشكلات أزمة تغير المناخ، نتيجة الهجرة، بخلاف الكوليرا والطُفيليات، بجانب انتشار الذباب الذى ينقل للإنسان نحو 42 مرضاً، وتفشى مرض الفيلاريا أى مرض تورم الأرجل، والأمراض الصدرية والحساسية.

ما الجهود المبذولة فى مصر فى مجال تغير المناخ؟

- تكمن فى عدة نقاط وإنجازات كبيرة بينها حضور الرئيس السيسى، معظم الفعاليات التى تتم فى مجال تغير المناخ، مثل مؤتمر باريس 2015، مؤتمر جلاسكو 2021، قمة برست فى فرنسا، فى فبراير الماضى، بخلاف اجتماع بروكسل من الشهر ذاته، وقمة بيترسبرج للمناخ برئاسة مصر وألمانيا فى يوليو 2022. ولم تتوقف المجهودات المبذولة على هذا وحسب، بل تمثلت أيضاً فى إنشاء المجلس الوطنى للتغيرات المناخية برئاسة مجلس الوزراء وعضوية كل الوزارات المعنية وممثلين عن القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى والمراكز البحثية، ووضع الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ فى مصر 2050. كما أن هناك مشروع تمويل الطاقة المتجددة بالتعاون مع وزارة الكهرباء والتى تتمثل فى الطاقة الشمسية والرياح وطاقة الهيدروجين الأخضر الذى يعنى استخدام الوقود الذى يأتى من مصدر نظيف، وغير ملوث للبيئة ويحافظ على الموارد، مع الانتهاء من المرحلة الأولى من إنشاء الخريطة التفاعلية لمخاطر ظاهرة التغيرات المناخية على مصر، والتى تتم وفق 3 مراحل بالتعاون مع إدارة المساحة العسكرية وهيئة الأرصاد الجوية ومركز بحوث المياه، التى تكمن أهدافها فى مساعدة متخذى القرار على تحديد المناطق المعرضة للخطر من تغير المناخ.

ما الطرق التى يمكن اتباعها لمواكبة التغير المناخى وما يحتاجه المجتمع؟

- لابد من التكاتف من الأفراد داخل المجتمع، لمحاولة التصدى للتغير المناخى، وتجنب مصير البلاد الأخرى، من خلال الحد من قطع وإزالة الأشجار والتوسع فى المساحات الخضراء، والمشى على خطى مبادرة وحملة «اتحضر للأخضر»، أول مبادرة رئاسية فى تاريخ مصر تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى تهدف لنشر الوعى البيئى بين المواطنين وحثهم على الحفاظ على بيئة نظيفة وعلى الموارد الطبيعية، فى إطار الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة «مصر 2030».

كما يمكن استخدام تكنولوجيا حديثة فى الصناعة والاتجاه لاستخدام الفلاتر، فضلاً عن التوسع فى بدائل جديدة بالطاقة الشمسية والرياح وطاقة الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، إلى جانب الحد من استخدام المبيدات فى الزراعة.

كيف تسهم مبادرة وحملة «اتحضر للأخضر» فى نشر الوعى البيئى ومواجهة تغير المناخ؟

- تعد مبادرة «اتحضر للأخضر» واحدة من أكثر المبادرات التى انطلقت فى الفترة الماضية وتؤتى ثمارها على المجتمع، إذ تهدف إلى نشر الوعى البيئى وحث المواطنين على المشاركة فى الحفاظ على الموارد الطبيعية والحفاظ على بيئة نظيفة خالية من التلوث، يحيطها الأخضر من جميع الجهات، كما أن زيادة المساحات الخضراء تكمن فى امتصاص ثانى أكسيد الكربون وتزويدنا بغاز الأكسجين اللازم للحياة، كما أن الابتعاد عن قطع الأشجار والغابات يؤثر بشكل كبير على المناخ.

تأثير التغير المناخى

أبرز الآثار ظاهرة اللجوء والهجرة البيئى، أى انتقال الناس من أماكنهم لأماكن أخرى، فضلاً عن انتشار العدوانية وخلل فى إنجاز الأعمال ومشكلات فى الصحة النفسية، بجانب فقدان السياحة، وهلاك البشر وموت الحيوانات والطيور، كما سيحدث انهيار فى حركة السفن ونقل البضائع وبالتالى ستقل التجارة، وستعانى الدول من فقر المنتجات.  


مواضيع متعلقة