عاملات اليومية في حقول القطن: من الفجر للظهر «بنحصد الذهب»

كتب: ياسمين عزت الرزاز

عاملات اليومية في حقول القطن: من الفجر للظهر «بنحصد الذهب»

عاملات اليومية في حقول القطن: من الفجر للظهر «بنحصد الذهب»

فرحة تعتلي وجوه الفلاحين في حقول الذهب الأبيض بمحافظة الشرقية، وزغاريد تطلقها عاملات اليومية، وأغنيات يرددنها أثناء ساعات العمل الشاق في جني القطن، وتعاون جماعي، وأخوّة وروح محبة علَّها تلطِّف حرارة الشمس، إذ يبدأ العمل فى الخامسة فجراً، مقابل 70 جنيهاً، كأجر يومى يتسلمنه فى نهاية كل يوم مع خروجهن من الأرض ظُهراً.

يبدأ يوم عاملات اليومية بالحقول الزراعية مختلفاً عن غيرهن من النساء، فهن يستيقظن مع أول خيوط الفجر ليبدأن يوم عمل شاق، إذ ينهين أولويات العمل فى منازلهن فى 30 دقيقة، حسب تعبيرهن، من إفطار ورعاية الأبناء وباقى ما تطلبه أسرهن، لتتوجه كل منهن إلى عملها فى الحقل فى تمام الساعة الخامسة فجراً.

فاطمة: أعمل بواقع 7 ساعات في الحقول

فاطمة حسين، تبلغ من العمر 34 عاماً، تقول لـ«الوطن»: «أجرة اليوم 70 جنيه، ونصحى قبل الفجر، يا دوب نخلص شغل بيتنا ونفطّر ولادنا، ونروح الغيطان لبدء يوم جديد». وأضافت: «تزوجت بعد أن أنهيت دراستى بالأزهر الشريف، ومنذ 4 أعوام قررت العمل لمساعدة زوجى، فدخلنا من عمله كسائق توك توك لا يكفى حاجتى وأطفالنا الثلاثة»، لافتة إلى أنها تعمل يومياً بواقع 7 ساعات فى الحقول، تبدأ مع الفجر وتنتهى بعد الظهر، معلقة: «وبارجع البيت أكمل شغل لحد ما أنام الساعة 9 مساء».

عبير: أعمل منذ أكثر من 25 عاما في الحقول

وقالت «عبير»، إحدى العاملات باليومية، إنها تعمل منذ أكثر من 25 عاماً فى الحقول الزراعية بأجر يومى، ومؤخراً عملت كمقاول أنفار، تتفق مع الفلاح مالك الأرض وتحاسب العاملات، ولا تتقاضى أجراً مقابل عملها الإضافى، فقط تتقاضى 70 جنيهاً، لافتة إلى أن الأجر قليل مقابل جهدهن البالغ، إلا أنهن يرأفن بحال الفلاح فهو يتكبد أعباء وتكاليف زراعة أرضه.

وعلقت: «أجر قليل ولا قعدة فى البيت، وأهو نلاقى نجيب طماطم ونغير أنبوبة البوتاجاز». وقال فوزى رجب، فلاح ومالك أرض زراعية: «بازرع أرضى من أيام ما كانت أجرة العمال 25 قرش، والنهارده بقت الأجرة 70 جنيه»، لافتاً إلى أنه يزرع فدانين من القطن يستغرق جنى محصولهما نحو أسبوع، وتصل أجرة النساء العاملات، التى يبلغ عددهن 20 سيدة، نحو 1500 جنيه، وقال: «بندفع كتير فى أجرة العمال والرش ومتابعة المحصول، لكن الحمد لله بنبيع بتمن حلو فى المزاد».

أما «شيماء» فتعمل منذ 10 سنوات، وقالت: «الأجر مش كبير وبنشتغل كتير، لكن مالناش شغل تانى»، لافتة إلى حبها للعمل بالحقول، ورغم الجهد الذى تبذله، فإنها تجد ما تساعد به زوجها الذى يعمل فى إحدى شركات العاشر من رمضان، وتسد حاجة أبنائها الأربعة، معبرة عن سعادتها بأنه لا وقت لديها إلا لعملها ومنزلها، معلقة: «عاوزين الصحة والستر وحامدين ربنا».


مواضيع متعلقة