رقص ومزمار في كل غيط فرحا بالخير.. احتفالات الصعيد بالذهب الأبيض: نورت يا قطن النيل

رقص ومزمار في كل غيط فرحا بالخير.. احتفالات الصعيد بالذهب الأبيض: نورت يا قطن النيل
- احتفالات الحصاد
- استعاد القطن عرشه
- تكاليف الإنتاج
- القطن طويل التيلة
- احتفالات الحصاد
- استعاد القطن عرشه
- تكاليف الإنتاج
- القطن طويل التيلة
تتحول المنازل والحقول في أسيوط إلى ساحات للأفراح، إذ يشارك الجميع -كبارا وصغارا- في عملية قطف القطن وتنظيفه، وسط حلقات للرقص بالعصي والخيول على الطبل والمزمار البلدي، بعدما حقق المحصول إنتاجا كبيرا تخطى 12 قنطارا للفدان الواحد.
«سيد»: «الفدان عدَّى الـ12 قنطار»
بفرحة عارمة يحكي محمد سيد، مزارع، لـ«الوطن» عن زيادة إنتاج المحصول هذا العام، دون إصابته بأي آفات أو أضرار: «الفدان جاب أكتر من المتوقع، وعدَّى الـ12 قنطار، وده ما حصلش قبل كده، بنشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمامه ودعمه للزراعات الاستراتيجية وتوفير تقاوي، حققت نجاحا كبيرا في تربة الصعيد، وحرارة الجو المرتفعة في الصيف».
«أبو المعارف»: التسويق الجيد للمحصول ضاعف مساحة الزراعة
قال خالد أبو المعارف، مزارع من مركز أسيوط، إن زراعة القطن هذا العام، زادت بشكل كبير، في ظل اهتمام الدولة بهذا الملف: «مساحة زراعة القطن تضاعفت السنة دي، وعلى المستوى الشخصي زرعت العام الماضي فدانين قطن، والحالي 5 أفدنة، فهناك تسويق جيد من الدولة للمحصول بنظام المزادات».
المهندسة هدى إسماعيل، وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، قالت إن مساحة القطن المنزرعة بقرى ومراكز المحافظة، بلغت 3034 فدانا، مقابل 1500 فدان العام الماضي، أي بزيادة تخطت الـ100%، نتيجة اهتمام الدولة بالفلاح وزراعات القطن.
وفي محافظة المنيا، بدأت زراعة القطن تتوسع تدريجياً لتنعش «جيوب الفلاحين»، وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية فى عروس الصعيد، لتصل مساحة زراعات القطن هذا العام 433 فداناً، مقابل 185 فداناً العام الماضى.
محمد إبراهيم، مزارع بمركز العدوة، قال لـ«الوطن» إن «معظم أراضى المحافظة كانت تزرع بهذا المحصول الحيوى، نظراً للمكاسب التى يجنيها الفلاحون منه، إلا أن صعوبة تسويقه لاحقاً أدت لابتعادهم عنه، إلا أن الأمر تغير تماماً خلال العامين الماضيين، إذ اختفت مشكلات التسويق وارتفعت الإنتاجية والأرباح».
فى مركز «مطاى» نفذت مديرية الزراعة بالتعاون مع كلية الزراعة بجامعة المنيا أول تجربة من نوعها على مستوى الجمهورية، لزراعة «شتلات قطن»، تسهم فى رفع الإنتاجية وتوفير تكاليف الإنتاج.
نقيب الفلاحين بسوهاج: القطن متوسط التيلة قلل تكلفة زراعة الفدان وزاد من إنتاجيته
واستعاد القطن عرشه من جديد فى محافظة سوهاج، حيث تضاعفت المساحات المزروعة به، خلال العامين الأخيرين، ليصبح مصدراً للسعة والسعادة على المزارعين، يُدر عليهم خيراً وفيراً ينتظرون حصاده كل عام لقضاء حوائجهم وتيسير أمورهم.
السيد الشندويلى، نقيب الفلاحين فى محافظة سوهاج، أكد في تصريحاته لـ«الوطن» أن القطن متوسط التيلة قلل تكلفة زراعة الفدان وزاد من إنتاجيته، ومن سعر القنطار، لكثرة الطلب على «متوسط وقصير التيلة»، لافتاً إلى أن القطن طويل التيلة ظل يُزرع في المحافظة لسنوات عديدة، وكان يحتاج إلى عناية فائقة وكثرة الرش والمبيدات للحماية من «الدودة»، ما يضاعف تكلفة الزراعة، كما يقل الطلب عليه، فكان الحل فى سوهاج هو زراعة القطن متوسط وقصير التيلة.
«صميدة»: «أصغر عيالى هيتجوز منه»
بوجوه ضاحكة، وروح متفائلة، جلس الرجل الستيني سيد صميدة، في أرضه المزروعة بالقطن على طريق «القاهرة- الفيوم» بمركز سنورس فى الفيوم، يحث «الأنفار» على الجد فى جمع القطن، وقطف أكبر قدر ممكن خلال اليوم: «يلّا يا واد انت وهو، شدوا حيلكم خلوني أجوز أصغر عيالي».
«السيد»: رجع لعرشه زي زمان
تبدو الفرحة على وجه «صميدة»، إذ زاد سعر القنطار في مزادات القطن 1400 جنيه عن العام الماضي، ليصبح سعره 5155، قال لـ«الوطن»: «السعر زاد وكمان الإنتاجية، زرعت السنة دي قطن (جيزة 95) طويل التيلة، الذي غاب عن الفلاحين سنوات طويلة، ومتوسط إنتاج الفدان الواحد وصل لـ10 قناطير، يعني عائد جيد جداً للفلاح زي القطن زمان».
أشار «صميدة»، إلى أن أكثر ما أسعده هذا العام، مساندة مديرية الزراعة له، بمتابعة محصوله منذ بداية زراعته حتى حصاده، ومنحه أدوية داخل علب بلاستيكية يضعها على مسافات محددة داخل الحقل للقضاء على الأمراض والعفن ودودة القطن، ما حقق له إنتاجية كبيرة هذا العام. وشهدت «الفيوم» هذا العام، فى أول مزاد لبيع قطن الموسم الجديد ضمن منظومة تداول الأقطان الجديدة، بيع 2151 جوال قطن بإجمالى وزن 2600 قنطار، تم توريدها إلى 4 مراكز تجميع، فيما تضم المحافظة 10 مراكز تجميع.
من الفيوم إلى محافظة بني سويف، يظل حصاد القطن موسما لإقامة الأفراح وإتمام الزواج، حتى يخصص المزارعون أموال بيع القطن لزواج أبنائهم وتجهيزهم بالأثاث والفرش والأجهزة، أو لتوسعة المنازل أو لإضافة قراريط جديدة إلى أرضهم.
عاطف فؤاد، أحد كبار المزارعين في محافظة بني سويف، قال إن القطن كان أحب المحاصيل إلى الفلاح: «زمان لما كانوا يحبوا يزوجوا شاب فى القرى، يحددوا موعد الزفاف بعد جنى القطن، الفلاح بيبقى حصل على مبلغ مالى كبير يستطيع الزواج منه، ويكون أنهى موسماً من التعب فى الزراعة والفلاحة، خاصة أن القطن يحتاج إلى عناية كبيرة».
يُرجع «فؤاد» فى حديثه لـ«الوطن»، سبب تراجع اهتمام الفلاح بزراعة القطن فى السنوات الماضية، إلى عدم اهتمام الدولة بالمحصول، وإهمالها للقطن والصناعات التى تقوم عليه، إلا أن انتباهها للأمر مؤخراً، وتوجيهات الرئيس السيسى بإحياء زراعة القطن المصرى وصناعات الغزل والنسيج، ودعم المزارعين بتوفير الأسمدة وشراء المحاصيل منهم بأسعار مناسبة، جعلهم يقبلون عليه، وأعاد القطن المصرى إلى عرشه.
يؤيده فى الرأى محمد إسماعيل السيد، أحد مزارعى القطن بمركز بنى سويف، قائلاً: «اهتمام الدولة بزراعة القطن أسعدنا كثيراً، نفسنا القطن المصرى يعود للأسواق العالمية ولعرشه زى زمان».
«صالح»: حققت فى الجَنية الأولى نتائج مبشرة جداً
سيد صالح، مزارع بقرية أهناسيا الخضراء فى بنى سويف، قال إنه زرع هذا الموسم ٤ أفدنة بالقطن طويل التيلة «جيزة ٩٥»، وحقق فى الجنية الأولى نتائج مبشرة جداً، وتفوق فى كميات الإنتاج زراعات القطن، بفضل جهود المرشدين الزراعيين فى مديرية الزراعة.
زادت مساحة زراعات القطن هذا العام فى بنى سويف 3.174 فداناً، لتصبح 7 آلاف و963 فداناً، مقابل 4 آلاف و789 فداناً العام الماضي، هذا ما أكده المهندس رمضان الشافعي، إخصائي القطن بمديرية زراعة بني سويف: «هناك إقبال من الفلاحين على زراعة القطن فى ظل ما تقدمه لهم الدولة من الأسمدة ومستلزمات الإنتاج وإرشادات وندوات دورية، لرفع الكفاءة الإنتاجية، ومع مواسم قطف القطن تشترى الشركات منهم المحصول فى المزادات بأسعار مجزية».