الحوار الوطني.. مصر تعبر بوابة «الإصلاح الاقتصادي»

كتب: محمد يوسف

الحوار الوطني.. مصر تعبر بوابة «الإصلاح الاقتصادي»

الحوار الوطني.. مصر تعبر بوابة «الإصلاح الاقتصادي»

أكد الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، مقرر لجنة الاستثمارات العامة وسياسة ملكية الدولة بالحوار الوطنى، أن الحوار الوطنى خطوة مهمة نحو الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وفرصة تاريخية لمشاركة جميع قوى المجتمع بكل أطيافه واتجاهاته الفكرية والأيديولوجية لصناعة المستقبل، منوهاً بتراجع حجم الاستثمارات بعد 2011.

مُقرِّر لجنة الاستثمار: «الحوار» آلية وطنية لمواجهة التحديات  

وقال «محسب»، فى حوار لـ«الوطن»، إنه كان ينبغى بدلاً من التركيز على التشكيك والضمانات وغيرها، الاهتمام بإجراء مناقشات واعية وفعّالة داخل المؤسسات الحزبية لصياغة رؤى مميزة شرط أن تكون واقعية وقابلة للتنفيذ وتراعى الظروف الراهنة.. وإلى نص الحوار:

د. أيمن محسب: الرئيس «السيسى» أعاد مصر إلى مكانتها الطبيعية عربياً وإقليمياً وعالمياً

كيف ترى الوضع العام محلياً ودولياً فى ظل الدعوة إلى إجراء «الحوار الوطنى»؟

- قبل الحديث عن الحوار الوطنى وأهميته، لا بد من نظرة عامة إلى الوضع الراهن، سواء محلياً أو عالمياً، حيث عملت الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، على مدار سنوات على إصلاح حالة الانهيار التى أصابت الكثير من المؤسسات وتراجع البنية التحتية فى ظل زيادة سكانية مرعبة، وأيضاً تراجع الاستثمار خلال الفترة بعد 2011 بسبب الأوضاع السياسية غير المستقرة، فكان العمل على خطين متوازيين، الأول: تنمية وتطوير جميع المجالات، وعملية إصلاح اقتصادى كانت ضرورية حتى نتمكن من مواجهة أى أزمات أو صدمات عالمية كما حدث، والثانى: دعم منظومة الحماية الاجتماعية وتحسين حياة المواطنين، فانهالت برامج الدعم والحماية لتشمل 65 مليون مواطن، إضافة إلى مبادرة «حياة كريمة»، التى استفاد منها ما يزيد على 60 مليون مواطن فى الريف، وعمل الرئيس على إعادة مصر إلى مكانتها الطبيعية إقليمياً وعالمياً، وقد نجح فى ذلك بشكل مثير للإعجاب، فأصبحت مصر قوة إقليمية لا يُستهان بها، وتلعب دور الريادة عربياً وقارياً، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن فقد أثرت الأحداث العالمية المتتالية سلباً على الحالة المصرية، بداية من جائحة كورونا والإغلاق العام وانسحاب الاستثمارات، وصولاً إلى الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع معدلات التضخّم وغيرها من الآثار السلبية التى يشعر بها كل مواطن فى العالم، وليس فى مصر وحدها.

الإصلاح الاقتصادى كان ضرورة لمواجهة أى أزمات أو صدمات عالمية 

 ماذا عن توقيت اختيار موعد الحوار؟

- كل الظروف فى المرحلة الراهنة، جعلت هناك ضرورة لمواجهة الظروف الاستثنائية التى يمر بها العالم من خلال «حوار وطنى» جاد للانفتاح على جميع الآراء من أجل الوصول إلى رؤى يمكن ترجمتها إلى آليات تُنفّذ على أرض الواقع، وتحديد أولويات أجندة العمل الوطنى خلال الفترة المقبلة، ومن ثم صناعة مستقبل يشارك فيه الجميع، فالحوار آلية وطنية لتوحيد الجبهة الداخلية فى مواجهة التحديات، التى تعمل على تقريب وجهات النظر، وتخلق حالة من التكاتف والالتفاف على هدف وحيد هو المصلحة الوطنية، وترسّخ لمبادئ حرية الرأى والتعبير وتمهّد الطريق للتحول الديمقراطى، وتقبّل الاختلاف ما دام لصالح الوطن والمواطن.

ما رأيك فى تشكيل مجلس الأمناء والمحاور واللجان؟

- الحقيقة أن مجلس أمناء الحوار الوطنى تحمل مسئولية ضخمة، بداية من دراسة الرؤى التى تقدّمت بها الأحزاب والنقابات والقوى المجتمعية المختلفة، والتى وصلت إلى 700 رؤية، وتم حصرها فى 3 محاور رئيسية هى «السياسى، الاقتصادى، الاجتماعى»، وإصدار لائحة داخلية تنظم إجراءاته، وكانت الطفرة الحقيقية بالنسبة لى وضع مدونة سلوك تحكم المناقشات حتى نضمن خروج الحوار فى أفضل صورة، الأمر الذى يعكس أيضاً صورة جيّدة عن القوى السياسية والاجتماعية، ومن ثم الترسيخ لحالة التوافق والالتفاف حول الوطن شعبياً أيضاً، فالمجلس كان جاداً ويعمل باحترافية شديدة، فنجاح الحوار مرتبط بالتحضيرات والتجهيزات حتى ينطلق على أرضية صلبة، وفى تقديرى أنه نجح فى هذه المهمة الثقيلة.

ماذا عن أهم اللجان واختيارات المعارضة والخبرات؟

- فى البداية، أؤكد أنه لا توجد لجنة أهم من أخرى، فهناك تلامس كبير بين محاور وقضايا الحوار، ولكن بحكم الظروف الراهنة فى العالم يكتسب المحور الاقتصادى أولوية لدى الجميع، أما بالنسبة لاختيارات اللجان فأنا ضد توصيف مؤيد ومعارض، ولا بد هنا أن أؤكد أن الحوار الوطنى لن يكون مناظرة بين مؤيد ومعارض، وإنما بين مجموعة من الوطنيين يختلفون من أجل مصلحة الوطن، فجميع الأسماء المطروحة قامات وطنية، أثق أن مصلحة الوطن هى الهدف الأساسى لهم، فجميع الاختيارات بلا استثناء من أصحاب الخبرات الكبيرة وجميعهم متخصصون فى المجالات التى تولوا مسئولياتها، وسيكونون إضافة قوية لمائدة المناقشات.

أنا لا أجد سبباً لهذه الحالة من التشكيك، فالدعوة إلى الحوار صادرة من رأس الدولة برغبة منه شخصياً، تقديراً منه لضرورة خلق حالة من التوافق لمصلحة الوطن، وكنت أتمنى بدلاً من التركيز على التشكيك والضمانات وغيرها من الأمور، الاهتمام بإجراء مناقشات واعية وفعّالة داخل المؤسسات الحزبية لصياغة رؤى مميزة شرط أن تكون واقعية وقابلة للتنفيذ وتراعى الظروف الراهنة.

اقرأ ايضا:

مُقرِّر «صناعة الحوار الوطني»: وضعنا خطة عمل تتوافق مع رؤية مصر 2030

مُقرِّر لجنة الزراعة: الاكتفاء الذاتي من الغذاء قضية أمن قومي

مُقرِّر مساعد لجنة الصناعة: نسعى لإيجاد حلول سريعة لإنهاء أزمة المصانع المغلقة

مُقرِّر مساعد «الاستثمارات العامة»: الأولوية لـ«الزراعة والصناعة ووثيقة ملكية الدولة»


مواضيع متعلقة