بليغ حمدي.. ملك الموسيقى صاحب النبوغ المبكر «بروفايل»

كتب: نورهان نصرالله

بليغ حمدي.. ملك الموسيقى صاحب النبوغ المبكر «بروفايل»

بليغ حمدي.. ملك الموسيقى صاحب النبوغ المبكر «بروفايل»

يلتحم جسده بالعود الخشبي تداعب أنامله الأوتار ينساب لحنا ملائكيا تنتشي به القلوب قبل الأذان، لا يعلم أحد السر وراء عبقريته الفنية، هل هي هبة إلهية خصها به الله دون غيره، هل كان «ممسوسا» كما أيقن المقربون منه، هل كان ظاهرة خارقة للطبيعة تتكر كل 100 ألف عام، لا يعلم أحد السبب الحقيقي ولكن يعلم الجميع أنه حالة استثنائية في تاريخ الفن المصري والعربي جعلت منه واحدا من أهم أعمدة الموسيقى الشرقية، وفي الذكرى الـ 29 لغياب جسد «البليغ» الذي لن يتكرر، ويعرفه الجمهور بـ بليغ حمدي.

محاولة الدراسة في معهد فؤاد الأول للموسيقى

كان للطفل المولود في أكتوبر 1931 حظا وفيرا من اسمه الذي اختاره له والده عبد الحميد حمدي أستاذ الفيزياء بجامعة فؤاد الأول، وهو أيضا من تنبأ بعبقرية نجله وموهبته عندما رأى طفله الرضيع الذي لم يتجاوز العام يدق على الأرض بمعلقة مصدرا أصواتا متناغمة، ليقسم أن الطفل سوف يكون موسيقيا عندما يكبر، وفقا لرواية «صفية» شقيقة بليغ حمدي الكبرى، وبالفعل صدقت نبوءة الأب حيث أتقن العزف على العود وهو لم يتجاوز التاسعة من عمره، وقبل أن يصل لـ 12 عاما كان يحاول الالتحاق بالدراسة في معهد فؤاد الأول للموسيقى ولكن صغر سنه حال دون ذلك.

بذرة الفن ضربت جذورها أكثر قوة وعمقا داخل روح «البليغ»، فلم يثنيه الرفض عن تعلم الموسيقى وفنونها، فبدأ في دراسة أصول الموسيقى في مدرسة عبد الحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، وتتلمذ بعد ذلك على يد درويش الحريري قبل أن يصل للسن المناسب للدراسة بـ «فؤاد الأول» للموسيقى، لتكون الموهبة الكامنة بدخله نضجت وفي انتظار من ينهل منها.

قدم ألحانه لأساطير الغناء

لم يكن تجاوز بليغ حمدي الـ 30 عاما حين قدم ألحانه لأساطير الغناء في تاريخ الفن الشرقي يتسع القوس ليضم أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، وردة، فايزة أحمد، شادية، نجاة، صباح، محمد رشدي، محرم فؤاد، فايزة أحمد، ولم يتوقف إبداعه عند نوع بعينه فأجاد تلحين القصائد، والألوان الشعبية والفلكلورية، والرومانسية والوطنية حتى الدينية بـ «مولاي» للشيخ النقشبندي، وكان أيضا للأطفال نصيبا من إبداعه.

الإبداع لم يكن له موعد محدد لدى «بليغ» فمجرد أن يزوره شيطان الألحان يدون مسه على أي شيء أمامه قد تكون ورقة فارغة أو فاتورة الهاتف، وأحيانا على «كم» قميصه.

غزارة الإنتاج وتميز الألحان لم تكن فقط ما مميز بليغ حمدي، ولكنه كان «جواهرجي» باحثا عن المواهب الشابة ليقدمها، وهي الأسماء التي أصبحت نجوما لامعة في سماء الأغنية العربية منها سميرة سعيد، عفاف راضي، ميادة الحناوي وعلي الحجار الذي اكتشفه «بليغ»، وقدم له أغنية «على قد ما حبينا» التي قدمها في أول حفل جماهيري له عام 1977.

«مات ملك الموسيقى» هكذا أعلنت صحيفة «الأهرام» وفاة بليغ حمدي في 12 سبتمبر 1993، عن عمر يناهز الـ 62 عاما، ولكن بعد سنوات ثبت أن الخبر غير صحيح «البليغ» لم يرحل فهو حي بتراث لن يمحوه الزمن.


مواضيع متعلقة