بليغ حمدي «نغمات لا تنضب».. 29 عاما تمر على ذكرى وفاة ساحر الألحان

بليغ حمدي «نغمات لا تنضب».. 29 عاما تمر على ذكرى وفاة ساحر الألحان
- بليغ حمدي
- الفنان بليغ حمدي
- ألحان بليغ حمدي
- بيانو بليغ حمدي
- تكريم بليغ حمدي
- بليغ حمدي
- الفنان بليغ حمدي
- ألحان بليغ حمدي
- بيانو بليغ حمدي
- تكريم بليغ حمدي
نغمات بليغ حمدي، تعرف طريقها إلى الآذان بسهولة، تخترق القلوب بسلاسة، ساحر الألحان الذي يخطفك إلى عالم متفرد لا ينازعك فيه أحد، تعيش مع موسيقاه «لوعة الحب.. تتنهد آهات الفراق.. تبكي من الشوق..وتطير من السعادة»، سنوات طويلة عاشها البليغ حاضنًا العود بين يديه، كأنه قطعة من الجسد النحيل، يغذي فنه بدمائه الغزيرة المحملة بخلايا الإبداع.
29 عامًا تمر على ذكرى وفاة بليغ حمدي، الذي فارق الحياة في مثل هذا اليوم 12 سبتمبر عام 1993، ووفقًا لقانون الفن الأصيل «يرحل المبدع ويبقى إبداعه»، إرثًا موسيقيًا سُجل بحروف مضيئة في سجل الفن المصري والعربي، تركه وراءه لأجيالِِ مازالت تنعم بنغماته، وتعيش على قصصه وحكاياته المليئة بالمفاجآت.
29 عامًا تمر على ذكرى وفاة بليغ حمدي
فنان عاش ملء السمع والبصر، إلى متورط رغم أنفه في مقتل سيدة لايعلم عنها شيئًا، وبسببها يترك مصر وجنتها التي طالما تغنى بها ليعيش سنوات في فرنسا، منكبًا على البيانو الخاص به تارات وحاضنًا عوده مرات أخرى، ليشكو همه إلى موسيقاه وكيف تحول من نجم يزين الصحافة الفنية، إلى متهم تلهث وراءه أخبار الحوادث والنميمة، وفي الوقت الذي أنتج في عزلته ألحانًا لم تر النور حتى هذه اللحظة، كان القضاء يبرئ ساحته من التهم التي لاحقته، دليلًا على أن من علمنّا الحب يومًا لا يعرف للعنف أي طريق.
«شخصية عجيبة جدًا.. حكاياته وألحانه مش بتخلص» كلمات وصف بها الناقد الفني أيمن الحكيم، مبدعًا كبيرًا بحجم بليغ حمدي، في تصريحات لـ«الوطن» واصفًا إياه بالفنان الذي يدهشك طيلة الوقت حتى بعد رحيله «الإذاعي الكبير وجدي الحكيم كشف قبل ذلك أن هناك أكثر من 16 مشروع فني لـ بليغ، لم ير أي لحن منهم النور حتى الآن، قام بتلحينهم والعمل عليهم خلال فترة تواجده في باريس».
ناقد فني: بليغ حمدي موسيقاه لا تعرف التقليد
«ربنا منحه فيض غزير من المزيكا لم يكن ينضب يومًا»، بهذه العبارة دلل «الحكيم» على قدرة بليغ حمدي الإبداعية «حكى لي الشاعر محمد السيد محمد بأنه أول تعاون مع بليغ كان من خلال أغنية سلطانة للفنانة شريفة فاضل، وعند تسجيلها لم يكن موجودًا، وفوجئ بعد إذاعتها، تغيير كوبليه كامل بها، ومن ثم ذهب إلى بليغ حمدي ليسأله عن السبب خاصة وأن الكلمات كانت تعجبه ولم يعترض عليها».
وكانت المفاجأة عندما كشف له بليغ حمدي، أنه أثناء تسجيل الأغنية، وجد أن المذهب فقط معه وليس معه الكوبليه الثاني، واضطر وقتها إلى كتابة مقطع آخر وتلحينه على الفور، وحسب الناقد الفني أيمن الحكيم، كان «بليغ» عبقريًا من طراز مختلف، يُشع فنًا وألحانًا في كل لحظة بدون مجهود.
لحن جديد لـ بليغ حمدي يرى النور بصوت علي الحجار
وعن مصير اللحن الجديد الخاص بـ بليغ حمدي، والذي تم الكشف عنه مؤخرًا، قال أيمن الحكيم، إن الفنان علي الحجار، يعمل على الأغنية بالفعل في الوقت الحالي، ومن المتوقع طرحها مع الاحتفالات نصر أكتوبر، خصوصًا وأنها من الأغاني الوطنية، مضيفًا: هذه الأغنية تحتاج لبعض التعديلات في الكلمات، لأن وقت كتابتها سابقًا كانت تناسب ظرفًا وطنيًا بعينه، فضلًا عن أن تلحينها كان على العود وليس نوتة موسيقية مكتوبة وتحتاج إلى توزيع.
أيمن الحكيم يطالب بتكريم بليغ حمدي في ذكراه الـ30 العام المقبل
«أفضل من قدم أغاني وطنية مازالت تعيش في الوجدان، وبالتالي يستحق التكريم على هذا الفن الذي نفخر به»، دعوة أطلقها «الحكيم» مطالبًا بضرورة تكريم بليغ حمدي، بشكل لائق والاستعداد لهذا الحدث في ذكرى وفاته الـ30 العام المقبل، لأنه يستحق ذلك، في ظل ما نردد من أغاني وطنية حتى اللحظة «يا حبيبتي يا مصر، يا أم الصابرين، وأنا على الربابة بغني».
رفض بليغ حمدي، أن يتقاضى أي أجر نظير أغانيه الوطنية التي تم تسجيلها في أكتوبر عام 1973، وحسب مذكرات وجدي الحكيم، ذهب إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون بصحبة الفنانة وردة، واستقبلهما محمد محمود شعبان «بابا شارو» وأخبرهما في البداية بعدم وجود ميزانية، وما كان من «بليغ» إلا أن أهدى أغانيه الوطنية للإذاعة، وتنازل عن أجره، وأنفق على الفرقة الموسيقية من جيبه الخاص.
بيانو آثري ملك عبقري الألحان ينتظر العودة لمصر
«متوقع نلاقي أغاني جديدة كثيرة مستقبلًا لهذا العبقري.. بليغ حمدي لا ينتهي أبدًا»، خصوصًا وأن له ألحانًا وأوراقًا كثيرة في كل بلد كان يزورها ويعيش فيها، وأشار أيمن الحكيم، إلى أن محسن خطاب الصديق الشخصي لـ بليغ حمدي، أخبره أن البيانو الخاص به والذي طالما أبدع عليه أعظم مقطوعاته مثل أغنية بودعك، موجودًا داخل المطعم الذي يمتلكه، لأنه لم يستطع إعادته إلى مصر بسبب عدم قدرته على دفع قيمة الجمارك، باعتبار هذه الآلة أثرية.
واقترح أيمن الحكيم، أن تتولى وزارة الثقافة هذه المهمة لاستعادة «البيانو» الآثري المزين باسم بليغ حمدي، ووضعه داخل دار الأوبرا المصرية، بخلاف العود الشخصي له، بشكل يليق بهذا المبدع الوطني الذي طالما أحب مصر حتى الرمق الأخير من حياته.