بريد الوطن.. أماكن لا تُنسى: مقهى بسترودس

كتب: رنا حمدي

بريد الوطن.. أماكن لا تُنسى: مقهى بسترودس

بريد الوطن.. أماكن لا تُنسى: مقهى بسترودس

سوف نستلهم الماضى فى حديثنا اليوم عن مكان من الأماكن الراقية، التى تذكرنا بالجو الكلاسيكى، حيث تجد نفسك محاطاً باليونانيين الذين عشقوا الإسكندرية، وما زالوا يتذكرونها إلى يومنا هذا، ويستلهمون الحنين إلى الماضى، حيث المدينة التى عاشوا فيها منذ الصغر، وعشقوا ترابها وحزنوا لتركهم لها، سوف نتحدث اليوم عن مقهى «بسترودس» الذى كان مغامراً وجاب أماكن كثيرة من العالم، وأخيراً أتى إلى الإسكندرية وأسس محلاً للمخبوزات، وكان ذلك فى عام 1923، وفى عام 1930 ورث ابنه أثاناش بسترودس المخبز، وقامت زوجته السويسرية غابرييل بإقناعه بتوسيع المخبز، وأن يلحق به مقهى ومطعماً، وأنشأت قسماً خاصاً بالمعجنات، وازدادت شهرة المكان بعد أن بدأ الملك فاروق التردد على المطعم، وفى الأربعينيات اشترى أثاناش مطعم المونسيور على الواجهة البحرية، وضم قاعة أفراح أقيمت فيها حفلات الزفاف الأكثر شهرة فى ذلك الوقت، كما أقيم العديد من الحفلات الراقصة خلال سنوات الحرب، وفى التسعينيات جُدد المطعم مع احتفاظه بالديكور والأثاث بالأسلوب القديم، ولم تختلف قائمة الطعام كثيراً، ومن المشاهير الذين عشقوا المكان الشاعر الكبير الملقب بنبض الإسكندرية «كفافيس»، الذى كتب العديد من أشعاره فى متنزه الشارع، ولورانس داريل صاحب الرباعيات السكندرية الشهيرة، وكان المطعم المكان المفضل للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأخيراً مطلع هذا القرن لم يستطع ورثة بسترودس مقاومة الإغراءات المادية، ولم يعنهم طمس هوية المكان الثقافية، ولم يتبق من بسترودس إلا بعض من الذكريات العالقة بأذهان السكندريين وعشاق الإسكندرية.

مينا سمير

يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. «الوطن» تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة