من العجز لتحقيق الفائض.. حقل «ظهر» ملحمة مصرية لتوفير الغاز الطبيعي

من العجز لتحقيق الفائض.. حقل «ظهر» ملحمة مصرية لتوفير الغاز الطبيعي
- حقل ظهر
- الغاز الطبيعي
- الرئيس عبد الفتاح السيسي
- إنتاج حقل ظهر
- حقل ظهر
- الغاز الطبيعي
- الرئيس عبد الفتاح السيسي
- إنتاج حقل ظهر
جاء حقل «ظهر» كمنقذ لمصر في وقت كانت تحتاج فيه الدولة بالفعل لدفعة قوية لاقتصادها، إذ جرى اكتشافه في وقت تسعى فيه الدولة بشكل جاد وسريع إلى تحقيق الكثير من الإنجازات الاقتصادية وبناء أرض صلبة للوقوف عليها والنهوض بها، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية أهمية «ظهر» كمحفز أساسي لإنتاج الدولة من الغاز الطبيعي.
وكان اكتشاف حقل «ظهر» في البحر الأبيض المتوسط عام 2015 بمثابة بريق من الضوء يلمع، ويدل على أن الدولة تسير على الخطى الصحيحة وأن القادم للدولة واقتصادها سيكون أفضل من ماضيها، ففي ذلك الوقت كانت الدولة تعاني من تخبطات سياسية وأمنية كبيره منذ عام 2011 وحتى 2015، وكان لبدء الإنتاج الفعلي منه في عام 2017 نقلة كبيرة في إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي وتحقيقها للاكتفاء الذاتي.
وتحولت الدولة من تحقيقها عجز بين الإنتاج والاستهلاك إلى تحقيقها فائضا يتم تصديره، ففي عام 2014/2015، وصل العجز لـ0.2 مليار متر مكعب، بعدما سجل حجم الإنتاج 46.8 مليار م3، والاستهلاك 47 مليار م3، كما بلغ العجز 7.1 مليار م3 في عام 2015/2016، حيث سجل حجم الإنتاج 41.6 مليار م3، والاستهلاك 48.8 مليار م3، بينما بلغ العجز 8.9 مليار م3 في عام 2016/2017، حيث سجل حجم الإنتاج 46.3 مليار م3، والاستهلاك 55.2 مليار م3.
2018 بدء الإنتاج الفعلي من حقل ظهر
وأعلنت الدولة في عام 2018 عقب بدء الإنتاج بعام واحد، تحقيقها الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي وتبديل وضعها من مستوردة للغاز الطبيعي لسد احتياجاتها إلى دولة مصدرة له من فائض الإنتاج، حيث قدرت احتياطيات حقل ظهر من الغاز الطبيعي بـ 30 تريليون قدم مكعب.
ووفق بيانات وزارة البترول والثروة المعدنية، يعتبر حقل «ظهر»، من أكبر حقول الغاز بمنطقة البحر المتوسط، حيث حقق الحقل رقمًا قياسيًّا في الإنتاج خلال العام المالي الماضي 2021-2022، وبلغ حجم إنتاجه 2.7 مليار قدم مكعب غاز طبيعي يوميًّا، وهي ليست أقصى قدرة إنتاجية له، حيث تقدر قدرته الإنتاجية بنحو 3 مليارات قدم مكعب يوميا.
وللسعي في زيادة كفاءة الحقل وزيادة أعداد الآبار العاملة به وتنميتها قدرت الاستثمارات خلال العام بلغت 741 مليون دولار، ليصل بذلك إجمالي حجم الاستثمارات في حقل ظهر منذ بدء العمل به عام 2015 إلى أكثر من 12 مليار دولار.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بفعاليات تدشين وحدات البحرية الجديدة لهيئة قناة السويس، أن إنتاج حقل ظهر من الغاز الطبيعي وفر الكثير من الأموال على الدولة المصرية وموازناتها، فقد رفع من على الدولة فاتورة الاستيراد منه، خاصة وأن تكلفة الغاز شهريا بالخارج قدرت ب2 مليار جنيه، وهو ما كان سيحمل على الدولة الكثير من الأموال، والتي يتم الأن توجيهها إلى العديد من القطاعات الحيوية الأخرى كالصحة والتعليم ودعم المواطنين، حيث وفر تحقيق الدولة للاكتفاء الذاتي عقب إنتاج حقل ظهر نحو 24 مليار جنيه خلال العام الواحد، وهو مبلغ كبير جدا.
وأصبحت الدولة في الوقت الحالي المستفيد من الأزمات في قطاع الطاقة في العالم وارتفاع أسعار الطاقة والغاز الطبيعي بسبب توقف الكثير من الإمدادات، حيث أصبحت قادرة على تصدير الغاز الطبيعي وبيعه بفارق سعري كبير عن قيمة إنتاجه، وهو ما يوفر للدولة الكثير من الأموال ويزيد من قيمة تدفقات العملات الأجنبية لديها من خلال التصدير.
وكان لترسيم الحدود البحرية مع قبرص دور كبير في اكتشاف حقل «ظهر»، حيث تم العمل بحرية في المناطق الخاصة بالدولة وهو ما نتج عنه حقل ظهر، والذي من المقدر أن تصل عدد الحقول به عند اكتماله نحو 20 بئرا عاملين في إنتاج الغاز الطبيعي منهم، حيث يشكل إنتاج الحقل 40% من إنتاج مصر من الغاز الطبيعي.
وقال الدكتور رمضان أبو العلا الخبير البترولي، إن حقل ظهر عمل على تتويج إنتاج مصر من الغاز الطبيعي وساهم بشكل كبير في تحقيق الدولة للاكتفاء الذاتي منه، حيث إن الدولة تعمل على تنمية العديد من الحقول واستكشاف حقول أخرى للغاز الطبيعي إلا أن حقل «ظهر» له مكانة كبيرة من ذلك نظرا للوقت الذي جاء فيه بإنتاجه والكميات التي يتم انتاجها من خلاله.
وأضاف أبو العلا في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إنه لولا تحقيق مصر للاكتفاء الذاتي من الغاز كانت ستدخل الدولة في أزمات كبيرة بسبب الظروف الاقتصادية الحالية ومنها عدم القدرة على تشغيل محطات الكهرباء وغيرها من الأمور التي كانت ستعرقل مسيرة الدولة الاقتصادية.