جون كيري: العالم يواجه الكثير من تحديات تغيّر المناخ

09:05 م | الأربعاء 07 سبتمبر 2022

أكد المبعوث الأمريكى الخاص لشئون المناخ، جون كيرى، أن هناك الكثير من التحديات التى تواجه العالم إزاء مواجهة تغيّر المناخ، لافتاً إلى أن 20 دولة فقط تساوى 80% من كل الانبعاثات، و48 دولة فى الصحراء الأفريقية جميعها تساوى 0.5% من الانبعاثات، لذا فعلينا أن نبدأ بوضع حل لهذه المشكلات.

وقال «كيرى»، فى كلمته خلال منتدى مصر للتعاون الدولى والتمويل الإنمائى، أمس، إنه استمع إلى كل كلمة خلال المنتدى، ولا يختلف على أىٍّ منها حول المسئوليات، ولكنه يحاول أن يضع هذا التحدى فى إطار محدّد. وأضاف: «أود أن أشارككم جميعاً بأن أقول إن تلك المسألة مهمة لنا، وكما قال الرئيس كيندى فى وقت سابق، إن كل المشكلات فى الكوكب خلقها البشر، وبالتالى فإنه يجب حلها من قِبل البشر أيضاً».

وتابع: «لسنا هنا بسبب السياسات، ولا الأيديولوجيات ولا حتى بسبب الاهتمامات الاستراتيجية، رغم أن هذا متوافر، ولكننا هنا اليوم بسبب العلم والرياضيات والفيزياء وبعض الكيمياء والأحياء، التى تصرخ جميعها فى وجوهنا لكى نتقبّل المسئولية حول الطرق التى قررنا أن نحيا بها، واستخدام السيارات والطائرات، وتدفئة المنازل وإنارة المبانى».

المبعوث الأمريكى: هناك نحو 15 مليون شخص يموتون سنوياً بسبب الانبعاثات الضارة.. ويجب تشجيع القطاع الخاص من خلال الاستثمارات وإعطاؤه تسهيلات ضريبية

وأوضح أن هذه هى المشكلة وليست معقّدة، ولا ينبغى أن يكون الحل معقّداً أيضاً، «خاصة عندما نلتقى فى شرم الشيخ بعد 60 يوماً هنا فى مصر، والتى يطلق عليها أم الدنيا»، فى إشارة إلى مؤتمر المناخ «COP27»، المقرّر عقده فى شرم الشيخ خلال نوفمبر المقبل، وقال: «إن هذا المكان (شرم الشيخ) نستطيع أن نستعيد فيه حواسنا، ونصل إلى هذا ونحققه»، مؤكداً أنه بالنظر إلى مختلف أنحاء العالم، نستطيع أن نرى نهر الراين بألمانيا وكل الأنهار فى أوروبا، أصبحت جافة، ولكن هناك 18 دولة فى أفريقيا ستتأثر أيضاً بشكل كبير جراء التغيّرات المناخية.

وأشار المبعوث الأمريكى الخاص لقضية المناخ إلى المشكلات التى تواجه كلاً من الصين والولايات المتحدة والكثير من الدول بسبب التغيّرات المناخية من نقص فى المياه، وبالتالى انخفاض مستوى الزراعة والآثار المترتبة على الأمن الغذائى جراء ذلك.

وأوضح «كيرى» أن هناك نحو 15 مليون شخص يموتون سنوياً بسبب الانبعاثات الضارة، مشدداً على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لوضع حد لمشكلة التغيرات المناخية التى تهدّد دول العالم.

وأضاف أن الصين تتسبب بنحو 30% من الانبعاثات الضارة، داعياً فى الوقت نفسه الدول المتسبّبة فى هذه المشكلة إلى ضرورة العمل فى كل المجالات التى تُستخدم عن طريق الطاقة المتجدّدة للحد من هذه الانبعاثات.

وأكد المسئول الأمريكى اهتمام الولايات المتحدة بمسألة تغيّر المناخ، لذلك عقدت خلال العام الماضى 9 فعاليات مختلفة كلفت البلاد أكثر من مليار دولار لبحث هذا الموضوع وإيجاد حل لانخفاض نسبة الانبعاثات الضارة فى واشنطن.

وحذّر «كيرى» جميع الدول من عواقب عدم الاستجابة بشكل كافٍ للحلول الخاصة بالتغيرات المناخية، مؤكداً أهمية هذا المنتدى وغيره من الاجتماعات لاتخاذ خطوات جادة وفعلية لمواجهة التغيرات المناخية والانبعاثات الضارة التى تواجه الكثير من دول العالم.

وقال إن «اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية 21 تريليون دولار، وعلينا القيام بمزيد من الجهود، أكثر من أى وقت مضى لمواجهة مخاطر التغيّرات المناخية»، مطالباً دول مجموعة العشرين التى تمتلك أكبر اقتصاديات فى العالم، بالتحرّك من أجل إنجاح هذه العملية.

وأضاف أن على العالم اتخاذ قرارات مهمة لتلافى الآثار الناجمة عن التغيّرات المناخية، مشدداً على أنه إن لم يستجب العالم لمواجهة تغيّرات المناخ سيكون الأمر أكثر تكلفة، منوهاً فى الوقت ذاته بأن الرئيس جو بايدن ضاعف الأموال الخاصة بمواجهة تغيرات المناخ بقيمة 11.4 مليار دولار.

وأشار المبعوث الأمريكى الخاص للمناخ، إلى ضرورة تشجيع القطاع الخاص من خلال الاستثمارات وإعطائه تسهيلات ضريبية، ليمول الكثير من هذه العمليات الانتقالية فى السوق العالمية.

«كارنى»: مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ سيُحدد خارطة الطريق لـ10 سنوات مقبلة للتحول نحو الاستدامة.. و«السيسى» يُعد من الشجعان بعد تنفيذه الإصلاحات الاقتصادية

من جانبه، أكد الدكتور مارك كارنى، الرئيس التنفيذى لتحالف «جلاسكو» المالى والمبعوث الخاص للأمم المتحدة للعمل المناخى والتمويل، إنَّ مؤتمر المناخ «COP27» سيُحدّد خارطة الطريق لمدة 10 سنوات مقبلة للتحول نحو الاستدامة والمخاطر العالية، خاصة فى أفريقيا، فتغيّر المناخ يشكّل مخاطر كبيرة ويُهدّد النمو والتقدم الحادث، مشيراً إلى أنَّ أفريقيا فى موقع غير عادل، إذ تشكّل 3% فقط من الانبعاثات الضارة، ولكنها تعانى أسوأ التبعات فى هذه الأزمة التى تسبّب فيها الآخرون.

وأضاف، خلال حديثه بفعاليات المنتدى، أنَّ هناك فرصاً كبيرة لأفريقيا، مهنّئاً الحكومة المصرية على تنظيمها للمؤتمر، وأشاد «كارنى» بالرئيس «السيسى» قائلاً: «يُعد من الشجعان بعد تنفيذه الإصلاحات الاقتصادية».

فيما قالت أوديل رينو باسو، رئيسة البنك الأوروبى لإعادة الإعمار، إن الله أنعم على مصر بالكثير من مصادر الطاقة، متابعة: «أهنئ مصر لتنظيم هذا الحدث المهم cop27، نحن نعيش فى عصر تغيّرات كبيرة فى العالم وكثير من البلدان تواجه تحديات كبيرة فى أسعار الطاقة والغذاء والحروب والتأثيرات المدمرة للاحتباس الحرارى أصبحت جلية، وهذا دليل على المستوى الذى وصلنا إليه لمناخنا». وأضافت: «علينا أن نعرف أن هناك الكثير من الفيضانات التى حدثت فى الكثير من البلدان، وبالتالى الشراكات والتعاون أصبحت أكثر أهمية من ذى قبل».

وقالت أمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، إنَّ العالم يواجه مخاطر تغيّر المناخ وارتفاع تكاليف الحياة، وهناك الكثير ممن فقدوا وظائفهم، ونحتاج للعمل من خلال مبادرات قوية وإيجاد طرق للاستثمارات من أجل بناء اقتصاديات مع الصمود المناخى واتخاذ إجراءات خاصة، وهناك التزامات مالية قد انخفضت كثيراً، ويجب إعادة الثقة بين النظام الدولى والدول.

وأضافت، خلال حديثها بفعاليات المنتدى، أننا نحتاج إلى خارطة طريق، ويجب تغيير الطريقة التى تعمل بها المؤسسات ويجب توطين الحلول الخاصة بتغيّر المناخ، وأشجع المبادرات التى اتخذتها مصر والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، متابعة: «نرحب بنشاط الدكتورة رانيا المشاط، التى تحشد المجتمع الدولى من أجل تحقيق أهدافنا فى ما يخص المناخ، والأمم المتحدة على استعداد لدعم مصر بشكل كامل».