رحالة مغربي يصل إلى مصر بعد زيارة 34 دولة أفريقية بالدراجة.. الحياة مغامرة

كتب: أبو الحسن عبد الستار

رحالة مغربي يصل إلى مصر بعد زيارة 34 دولة أفريقية بالدراجة.. الحياة مغامرة

رحالة مغربي يصل إلى مصر بعد زيارة 34 دولة أفريقية بالدراجة.. الحياة مغامرة

الحياة بالنسبة له رحلة؛ اليوم في مصر وغدًا في السودان وبعد غد في دولة إفريقية ثالثة، ولا يتنقل بين دول القارة السمراء بواسطة طائرة بل دراجة هوائية، ليصبح السفر بالنسبة له متعة ومغامرة.. هذا ما يفعله عبدالهادي السكرابي، رحالة مغربي يبلغ من العمر 25 عامًا، الذي بدأ رحلة طويلة منذ عام 2018، قاطعًا 42 ألف كيلو متر، زار خلالها 34 دولة في إفريقيا بالدراجة، ولم تنته رحلته حتى الآن.

وصل الرحالة المغربي إلى مصر منذ أيام، بدأها بزيارة محافظة أسوان التي قضى فيها 6 أيام ثم محافظة الأقصر التي وصلها منذ يومين ثم توجه إلى محافظة قنا اليوم، وبدأت رحلته في عام 2018، انطلاقًا من موريتانيا، مرورًا بالسنغال، غامبيا، كونكري، مالي، كوت فوار، غانا، توجو، بنين، ثم وسط إفريقيا: الجابون، الكونغو، أنجولا، وجنوب أفريقيا: بتسوانا، زامبيا، موزمبيق، مالاوي، تنزانيا، بوروندي، رواندا، أوغندا، كينيا، وشرق إفريقيا: جيبوتي، الصومال، السودان، ووصل إلى مصر منذ نحو 9 أيام، قادمًا من السودان، وصولًا إلى أبو سمبل ثم أسوان وإدفو وإسنا والأقصر ثم قنا.

حلم السفر يراوده منذ الصغر 

يحكي «السكرابي» في حديثه لـ«الوطن»، أن الرحلة لدول أفريقيا كانت حلما يراوده منذ الصغر وبحكم أنه درّاج ويحب الترحال، ومع الوقت توّلد لديه حلم زيارة بعض الدول الأفريقية، وكانت أسهل وسيلة لديه هي الدراجة الهوائية وشجعه وحفزه على القيام بتلك الرحلة؛ بعض أصدقائه الأوروبيين وكان يتواصل معهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وقاموا بمثل هذه الرحلة من أوروبا إلى جنوب إفريقيا، وبعدها قرر خوض المغامرة.

مواقف صعبة تعرض لها: فيل هجم عليه

يعشق «السكرابي» الطبيعة ويحب الحيوانات البرية، لذا كانت الجابون والكونغو من أجمل الدول الغاباوية التي زارها، وناميبيا والسودان من أجمل الدول الصحراوية، وكانت دولة جنوب إفريقيا من أكثر الدول المتحضرة، لكن أكثر دولة عاش فيها وأحبها جدًا هي بتسوانا: «تعرضت في هذه الدولة لحادث كاد يودي بحياتي، فبتسوانا تعتبر كلها حياة برية، فهناك الإنسان هو الضيف على تلك الدولة البالغ تعدادها مليون ونصف نسمة فقط، وكانت أقرب مدينة لي تبعد 150 كيلو مترًا، وفي أثناء تجولي في الغابة صباحا كعادتي يوميًا وبعد أن قطعت 20 كيلومترًا، صادفت فيلا في الطريق، وكنت متحمسا وتوقفت لالتقاط صورة بكاميرتي وتابعته في الغابة، وكان يهرب مني وفجأة هجم عليّ وصوته كان مرتفعا جدا ومرعب».

يحكي الرحالة المغربي، أنه ظل يجري من الفيل حتى تسلق شجرة فضربها الفيل، فسقط على ذراعه وتعرض للكسر، وتابع: «كان الفيل فوقي مباشرة وبيني وبين قدميه الأماميتين بضع سنتيمترات، وأخذ يلتقط التراب وينثره على وجهي ثم رجع للوراء وتركني».

استقر في بتسوانا عام وثلاثة أشهر 

وبعد نحو ساعة من هذا الموقف، ظل «السكرابي» يبحث عن هاتفه الضائع، وتصادف مرور شخص حمله إلى المستشفى الذي يبعد نحو 400 كيلو متر: «لكن المشكلة لم يكن لدي تأمين صحي دولي ولا أملك النقود الكافية للعملية، حاولت أن أذهب لزامبيا لكن الحدود كانت أغلقت بسبب كوفيد 19، لكن تدخل بعض الناس على السوشيال ميديا وكذلك السفارة المغربية وتم إجراء العملية».

وبعد مضي نحو 20 يومًا، حاول العودة مرة أخرى للمغرب لكن انغلقت الحدود أيضًا بسبب كورونا، وظل في بتسوانا سنة وثلاثة أشهر، وكان تحديًا كبيرًا أن يتأقلم من الناس والحياة هناك ويجد عملًا لكي يعيش منه: «الله سخر لي بعض الناس الذين ساعدوني واستضافوني في بيتهم لمدة سنة وثلاثة أشهر، حتى فتحت الحدود واستكملت رحلتي إلى زامبيا»، مشيرًا إلى أن أكثر ما لفت نظره عند وصوله إلى مصر كثرة المعابد والمناطق الأثرية، فكل يوم يزور مكانًا أثريًا جديدًا ويتعرف على أناس وثقافات جديدة مختلفة: «زرت معبد الكرنك، متأملا عظمة المصريين القدماء الذين شيدوا هذا الصرح الهائل».

زار كل الدول بالدراجة عدا دولتين

يحكي الرحالة المغربي، عن أنه زار كل الدول بالدراجة عدا مرتين استقل فيهما طائرة، الأولى كانت بين بنين والجابون بسبب أن نيجيريا كانت مغلقة ولم تعط له تأشيرة، والمرة الثانية كانت بين السودان وأثيوبيا، لافتًا إلى أنه ينفق على رحلته من خلال العمل في الدول التي يزورها كما أن لديه بعض الممولين للرحلة، فمرة يستضيفه أحد الأشخاص في منزله أو يقيم في فندق، أو يفترش الأرض في أي مكان ولديه خيمة ينام فيها ومطبخ صغير متنقل يطهو عليه ما يشتهي، مؤكدًا أن رحلته قدرية، فهو يترك القدر يتصرف كيما يشاء فلا يخطط لرحلته أبعد من يومين أو ثلاثة، ولا يعرف متى ينهي رحلته فليس هناك وجهة محددة.

ووجه الرحالة المغربي، الشكر لسفارة المغرب في دول إفريقيا على تسهيل رحلاته بين الدول المختلفة، من خلال إعطاء تأشيرات بالمجان أو تأشيرة بدون رسوم.


مواضيع متعلقة