المفتي يوضح معنى القوامة بعد أزمة حقوق الزوجة وواجباتها: مسؤولية وولاية

كتب: محمد إبراهيم

المفتي يوضح معنى القوامة بعد أزمة حقوق الزوجة وواجباتها: مسؤولية وولاية

المفتي يوضح معنى القوامة بعد أزمة حقوق الزوجة وواجباتها: مسؤولية وولاية

جدد موضوع حقوق الزوجة وواجباتها الشرعية الحديث مرة أخرى عن حقيقة وطبيعة هذه الحقوق من الناحية الشرعية، لاسيما بعد التصريحات التي خرجت في الآونة الأخيرة التي تزعم أنَّ الزوجة ليست مكلفة بخدمة زوجها أو إرضاع أولادها، ومنها ما ذكرته الحقوقية نهاد أبو القمصان عبر صفحتها الشخصية بموقع التوصل الاجتماعي «فيس بوك»، قائلة: «القرآن لم يجبر السيدات على إرضاع أولادهنّ»، ويستعرض التقرير التالي أبعاد القضية وكيف وضح مفتي الجمهورية معنى القوامية والمسؤولية المشتركة.

حقوق الزوجة وواجباتها

البداية كانت مع تصريح الدكتورة سعاد صالح أستاذة ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في جامعة الأزهر، الذي أثار ردود فعل قوية ومتباينة بعدما ذكرت أنَّ «الزوجة ليست مجبرة على خدمة الزوج ولا الطبخ وإذا فعلت فذلك يكون من باب الفضل والمروءة»، وهو ما اعتبره البعض تهديدًا لاستقرار الأسر بينما أيد آخرون ما ذهبت إليه.

المسؤولية المشتركة

وفى هذا الإطار، شدَّد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، على مسؤولية استقرار الأسرة فهي مسؤولية مشتركة بين الزوجين، خاصة في مواجهة كل التحديات التي تواجه الأسرة، إذ حث الإسلام الزوج على طلب مشورة زوجته في شؤون تدبير العائلة كما فعل النبي «صل الله عليه وسلم» مع زوجاته.

وأوضح المفتى أنَّ مفهوم «القوَّام» يشير إلى القائم على حقوق الله تعالى، ولا تنتج القوامة تسلطًا واستعلاءً، ومفهوم القوامة يدخل في مضامين المسؤولية والولاية؛ إذ لا يعقل أنَّ القائم على حقوق الله تعالى أو على الحقوق جميعًا يمكن أن يكون متسلطًا على هذه الحقوق، بل الأدق أن يقال: «إنه أضحى مسؤولًا عن هذه الحقوق بكل تفاصيلها».

القوامة الزوجية 

وأضاف أنَّ مفهوم القوامة بين الزوجين يعني قيادة الأسرة وإدارة شؤونها وهي ليست سلطة في يد الزوج لإلغاء شخصية المرأة في البيت أو تهميش دورها، كما في قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ في ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، وتتحقق القوامة عندما يدير الزوج بها الأسرة إدارة حسنة وإدارة رشيدة بما يحقق المصلحة للأسرة جميعًا بعيدًا عن الرعونة والتسلط.

وأشار «علام»، إلى أنَّ التعاون الصادق بين الزوجين يعد من أهم دعائم الحياة الاجتماعية الصحيحة بين الأسرة المسلمة، فالزوجين الناجحين هما من يتفقان على إدارة ناجحة للبيت؛ وهذا الأمر مقصد أصيل من مقاصد عقد الزواج.

ولفت إلى أنَّ القوامة يجب أن نتعلمها من خلال ما كان يقوم به الرسول صلى الله علية وسلم مع زوجاته؛ فالنبي «صل الله عليه وسلم» لم يجعل أبدًا القوامة حجة للتسلط على المرأة أو إهانتها، بل كان معاونًا في شؤون بيته وفي خدمة أهله.

وتابع مفتي الجمهورية أنَّ هناك العديد من  الدروس المستفادة من علاقة النبي محمد عليه الصلاة السلام بأمهات المؤمنين، والمجتمع يحتاج إلى كل الوسائل التي تؤدى إلى استقرار الأسرة، ونأمل بظهور العديد من المؤسسات المعتمدة والمتخصصة في تدريب المقبلين على الزواج، والإرشاد الزواجي.


مواضيع متعلقة