القوات المسلحة تحصد المركز الأول عالميا في «حوكمة المحاجر»

كتب: محمد مجدى

القوات المسلحة تحصد المركز الأول عالميا في «حوكمة المحاجر»

القوات المسلحة تحصد المركز الأول عالميا في «حوكمة المحاجر»

نجحت القوات المسلحة، ممثلة فى الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات، التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، فى إيقاف نهب الثروات المحجرية والتعدينية المصرية، بعد تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، للشركة بإدارة واستغلال المحاجر والملاحات على مستوى الجمهورية، لتبدأ مصر فى استغلال «المواد الخام» من خيرات أراضيها، بما يوفر الوقت والجهد، ويُضاعف القيمة الاقتصادية لهذه الثروة التى نُهبت لفترات طويلة، قبل وضع منظومة مُحكمة لإدارة المحاجر والملاحات على مستوى الجمهورية، بما يكفل استيداء حق الدولة، والحفاظ على حقوق ومصالح المستثمر العامل بالمشروع.

وعانت مصر على مدار سنوات من التعدين غير الشرعى فى المحاجر والملاحات، دون ترخيص أو تخطيط من جهات الاختصاص، فى ظل تبعية منظومة إدارة المحاجر للمحليات، لكن تكليف القوات المسلحة بإدارة المنظومة نجح فى تحقيق الانضباط والدقة، والتعامل مع هذا الملف بنزاهة وشفافية، فى إطار تولى كوادر مؤهلة ومدربة إدارة المنظومة، برقابة وإشراف من الجهات المسئولة بالمؤسسة العسكرية المصرية.

وأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قراراً جمهورياً بقانون بشأن الترخيص للجهات الحكومية المختصة فى وقت سابق بشأن المحاجر والملاحات، وهى كل من وزارات البترول والثروة المعدنية، والتنمية المحلية، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بالتعاقد مع الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات لمدة 30 عاماً.

وكُللت جهود الشركة فى العامين الماضيين بحصولها على المركز الأول عالمياً فى قطاع حوكمة المحاجر، وتسلم الشهادة اللواء أركان حرب عبدالسلام شفيق، رئيس مجلس إدارة الشركة، الذى يمتلك خبرة علمية فى التعامل مع المواد المختلفة، واستخداماتها، بحكم دراسته للعلوم، ومسئوليته السابقة عن إدارة الحرب الكيميائية بالقوات المسلحة.

رئيس «المصرية للتعدين» بعد عامين من إدارة «المحاجر والملاحات» لـ«الوطن»: نُعظم الاستفادة من الخامات التعدينية دون تصديرها فى صورة مواد خام.. ونستغلها بالصناعة

ويوضح اللواء عبدالسلام شفيق أن الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات تحمل على عاتقها مسئولية حسن استغلال الموارد الطبيعية للدولة من خامات المحاجر والملاحات، باعتبارها ملكا للشعب المصرى، مؤكداً أن «الشركة» تتعاون مع قرابة 5 آلاف مستثمر من القطاع الخاص فى القيام بأنشطة التعدين بالمحاجر والملاحات المصرية، باستخدام أحدث الأساليب العالمية لاستخراج الخامات، وتجهيزها للاستخدام الصناعى.

ويضيف رئيس «المصرية للتعدين»، فى أول حوار صحفى تجريه قيادة «الشركة» منذ تأسيسها قبل قرابة عامين، والذى اختص به «الوطن»، أن حق الانتفاع الذى تدير بمقتضاه الشركة أنشطة المحاجر والملاحات يضم خامات المحاجر باختلاف أنواعها، ودرجة الجودة، والنقاء، وخامات الملاحات الموجودة بمناطق الاستغلال، فضلاً عن البحث.

اللواء عبدالسلام شفيق: عمل وثيق مع 5 آلاف مستثمر لضمان الاستغلال الأمثل لموارد البلاد

ويوضح أن الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات أنشئت فى أكتوبر 2020، كتطوير لـ«قطاع التعدين» المؤسس فى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة منذ عام 1992، بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى للقوات المسلحة بحوكمة عملية إدارة المحاجر والملاحات، والحفاظ على موارد الدولة، ووضع خريطة محجرية لمصر بالكامل، بالتعاون بين «الشركة»، وإدارة المساحة العسكرية، وكافة الجهات المسئولة بالدولة، مع توجيه مباشر وصريح من الرئيس السيسى بتعظيم الاستفادة من الخامات التعدينية، دون تصديرها فى صورة خامات فقط كما كان يحدث فى وقت سابق.

ويلفت اللواء عبدالسلام شفيق إلى عمل الشركة على تنظيم عملية استغلال خامات المحاجر والملاحات ورقابتها، والإشراف الفنى على عمليات الاستخراج منها، وتعظيم القيمة المضافة لثروات مصر التعدينية، وتنفيذ الأنشطة التصنيعية بمراحلها المختلفة للخامات التعدينية، للحد من استيراد الخامات المصنعة من الخارج، وتوفير الاحتياجات الوطنية من الخامات التعدينية.

نمد المشروعات القومية باحتياجاتها من «المواد المحجرية».. واستخراج «الملح» من مواقع كثيرة وتكريره وتعبئته.. وإقبال شديد على تصديره لمعظم بلاد العالم

ويوضح أن «الشركة» تتعاون مع كافة الجهات بالدولة أيضاً، لإمداد المشروعات القومية والتنموية باحتياجاتها من المواد الخام، مثل الرخام والجرانيت، حيث تم توريد كميات كبيرة منها لمشروعات فى مختلف المحافظات، مثل أسوان، والمنيا، وبنى سويف، والعين السخنة، ورأس سدر، وبدر.

ويشدد اللواء عبدالسلام شفيق على أن أولى أولويات الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات، لدى تأسيسها وإسناد إدارة المحاجر والملاحات لها، هى الحوكمة والسيطرة على المحاجر، للحفاظ على ثروات مصر، مؤكداً العمل الوثيق مع المستثمرين لتحقيق المصلحة الوطنية بحسن إدارة ثروة البلاد، وعدم استغلالها بشكل خاطئ أو مخالف للقانون، وضمان حقوق الدولة.

ويكشف رئيس «المصرية للتعدين» أن استغلال المحاجر والملاحات كان يتم فى وقت سابق بتعاقد مقابل مبلغ مالى لفترة معينة، لكن مع حوكمة المنظومة تم ربط المبلغ المالى المدفوع مقابل الاستغلال بحجم النشاط وما يستخرجه من مواد خام.

ويلفت اللواء عبدالسلام شفيق لوجود بوابة إلكترونية لـ«المصرية للتعدين»، تُعتبر اللبنة الأولى للتعاون بين الشركة وأى مستثمر يرغب فى التعاون معها، حيث تتيح المنظومة التقدم على محجر، فضلاً عن منظومة «شباك واحد» لتسهيل التعاون معهم، مع وجود خريطة محجرية لمصر بالكامل.

إنشاء 13 قطاعاً على مستوى الجمهورية لإدارة «المنظومة».. و«دوريات» على المحاجر والملاحات لمواجهة أى مخالفات.. وإحالتها لـ«النيابة المختصة»

ويشير إلى تقسيم خريطة المحاجر والملاحات فى مصر إلى 13 قطاعاً على مستوى الجمهورية، وذلك لتحقيق السيطرة وحسن إدارتها، مع العمل على تسيير دوريات مختلفة لضمان عدم الاستغلال غير القانونى لثروات مصر، مع إحالة أى مخالفة تُضبط إلى النيابة المختصة لإعمال شئونها بخصوصها.

ويؤكد رئيس «المصرية للتعدين» وجود توجيهات رئاسية لهم بأن تصدير المواد الخام وثروات مصر الطبيعية كما هى كمادة خام دون تصنيعها هو «أمر مرفوض»، مؤكداً أن الشركة المصرية للتعدين مستمرة فى عمليات الحوكمة، وتنفيذ المشروعات الكفيلة للتعاون مع مختلف الجهات الوطنية للحفاظ على ثروة مصر المحجرية.

ويوضح أن قطاعاً آخر لا يقل أهمية عن استغلال المحاجر المصرية، هو استغلال «الملاحات»، حيث يوجد فى مصر عدد كبير من الملاحات فى أماكن متعددة مثل سيوة، وشمال سيناء، والإسكندرية، وغيرها، مشيراً إلى العمل على استخراج الملح وتكريره وتعبئته، مع تلبية الاحتياجات المحلية، والتصدير للخارج، مؤكداً وجود إقبال شديد على استيراد الملح المصرى من مختلف بلاد العالم، وعلى رأسها بلاد متقدمة.

 


مواضيع متعلقة