مواجهة بين تحالف «الجبهة المصرية» و«الأحزاب المنسحبة»

كتب: دعاء عبدالوهاب

مواجهة بين تحالف «الجبهة المصرية» و«الأحزاب المنسحبة»

مواجهة بين تحالف «الجبهة المصرية» و«الأحزاب المنسحبة»

تصاعدت أزمة ائتلاف الجبهة المصرية بعد إعلان أحزاب «المؤتمر والتجمع والغد»، فى مؤتمر صحفى أمس الأول، الانسحاب رسمياً من الجبهة. وقالت الأحزاب الثلاثة إن الازدواجية وإصرار الجبهة على تشكيل قائمة احتياطية موازية تسلمها الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق، وراء قرارها بالانسحاب، واعتبرت أن تشكيل قائمتين موازيتين «أمر غير قانونى» ويفتح الباب للتلاعب. وأوضح المنسحبون أنهم شكلوا ائتلافاً ثلاثياً جديداً لخوض الانتخابات على مقاعد «الفردى»، فيما يجرون مشاورات مع تحالف «الوفد المصرى»، مؤكدين أن باب العودة للجبهة أُغلق تماماً. فى المقابل، اعتبرت الجبهة المصرية أن الأحزاب الثلاثة انسحبت لعدم ضمان تمثيلها ضمن قائمة «الجنزورى»، نظراً لعددها المحدود، وعدم الإعلان عن مرشحيها. وأشارت إلى أن فكرة القائمة الاحتياطية كانت فى الأساس اقتراحاً من جانب الأحزاب المنسحبة، وأكدت أن هناك مفاوضات ووساطات يجريها رؤساء أحزاب لعودة المنسحبين مرة أخرى. «الوطن» أجرت مواجهة بين الطرفين، والتفاصيل فى السطور التالية: المتحدث باسم «الجبهة»: الأحزاب انسحبت بسبب «عدم التمثيل» «بكرى»: نتفاوض مع المنسحبين لإعادتهم إلى التحالف ونأمل أن يراجعوا موقفهم
مصطفى بكرى
قال مصطفى بكرى، المتحدث باسم ائتلاف الجبهة المصرية، إن أحزاب «المؤتمر والتجمع والغد» انسحبت من الجبهة لعدم ضمان وجود مرشحيها على قوائم الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق، وليس لازدواجية المعايير أو القوائم الاحتياطية كما أعلنوا. ■ ما تعقيبك على انسحاب الأحزاب الثلاثة من الجبهة؟ - قيادات الأحزاب الثلاثة أصدقاء أعزاء، ولا أحد يستطيع أن يشكك فى نواياهم، ودورهم الوطنى، ودعمهم لفكرة التحالف، ولكن لم يكن انسحابهم مرتبطاً بـ«الجبهة» كما أعلنوا، بل كان مرتبطاً بقائمة «الجنزورى»، لأنه بعد المشاورات التى أجروها معه وجدوا أن الأعداد داخل قائمته محدودة، وتمثيلهم بها أصبح غير مضمون، خاصة أنه لم يطلع أحداً حتى الآن على تلك القائمة. ■ لكنهم يرجعون سبب انسحابهم إلى «القائمة الاحتياطية» التى تعدها «الجبهة» بالتوازى مع قائمة «الجنزورى»، وما سموه بـ«الازدواجية وإمكانية التلاعب».. ما رأيك؟ - فى المؤتمر الخاص بهم تحدثوا عن ازدواجية قوائمنا، بسبب القائمة الاحتياطية، ولكن فى حقيقة الأمر هم أصحاب فكرة «القائمة الاحتياطية»، واقترحوها على المجلس الرئاسى للجبهة لتكون خياراً احتياطياً آخر فى حال عدم التوافق الكامل مع الدكتور الجنزورى، كما أننا لم نبدأ أى خطوات فعلية تخص تلك القائمة، وحين رأينا أنها ستشكل أزمة بين أطراف «الجبهة» تخلينا عنها فوراً، وأعلنت الجبهة عن ذلك فى بيان رسمى لها بعد لقائها مع «الجنزورى» منذ أسبوعين تقريباً. ■ إذن.. كيف تفسر موقف الأحزاب المنسحبة؟ - مندهش تماماً لما تحدثوا عنه فى مؤتمرهم أمس الأول، وهناك قدر كبير من الاختلاف فى موقفهم لا نعلم سببه سوى أنهم انسحبوا لعدم ضمانهم الوجود الرسمى داخل قائمة «الجنزورى»، خاصة أن أعدادها محدودة. ■ هل ترى أن تحالف الوفد المصرى كان له دور وراء انسحاب تلك الأحزاب؟ - من الظلم أن نقول إن تحالف الوفد كان له دور فى انسحابها، والقصة لا علاقة لها بالوفد. الأحزاب لها أسبابها الخاصة. ■ الأحزاب تتهمكم بعرقلة الطريق أمام تكوين تحالف وطنى واحد يضم كل القوى المدنية.. ما تعليقك؟ - بالعكس تماماً، نحن أول من سعينا لتشكيل تحالف انتخابى منذ البداية، ونتواصل مع كل القوى السياسية والأحزاب كى تنضم معنا فى تحالفنا، كما أننا كنا الفصيل الأكثر توافقاً مع «الجنزورى»، وقرارهم بالانسحاب من «الجبهة» مرتين، وحديثهم عن أمور غير صحيحة تخص الجبهة من شأنه عرقلة الطريق وليس نحن. ■ هل هناك وساطات تجرى الآن من أجل عودة الأحزاب الثلاثة للجبهة؟ - بالفعل هناك وساطات يجريها رؤساء بعض أحزاب «الجبهة» من أجل الوصول إلى حل وسط يرضى جميع الأطراف، وأنا شخصياً لا أزال على اتصال دائم بين جميع أطراف الجبهة، والأحزاب الثلاثة التى انسحبت. ■ هل تتوقع تراجع الأحزاب عن قرار الانسحاب؟ - لدينا أمل فى عودة الأحزاب الثلاثة مرة أخرى لـ«الجبهة»، وأن تراجع موقفها، خاصة أننا نكن لقياداتها الكثير من الاحترام ولا نتصور أن يكون لهم مكان آخر غير «الجبهة». رئيس حزب المؤتمر يرد: «ازدواجية القوائم» وراء انسحابنا من الجبهة «صميدة»: شكلنا ائتلافاً جديداً للترشح على مقاعد «الفردى» والمشاورات مستمرة مع «الوفد المصرى»
الربان عمرو المختار صميدة
قال الربان عمرو المختار صميدة، رئيس حزب المؤتمر، إن ازدواجية تشكيل قوائم الجبهة المصرية، كانت سبباً رئيسياً وراء انسحاب الأحزاب الثلاثة: «المؤتمر والتجمع والغد». ■ ما سبب انسحابكم من ائتلاف الجبهة المصرية؟ - انسحبنا لأسباب تتعلق بأيديولوجية المرحلة المقبلة، إضافة إلى وجود ازدواجية فى القوائم التى كانت تشكلها الجبهة، وكنا نرى أن الجبهة لا بد أن تشارك فى قائمة كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق، ولا تكون هناك قائمة احتياطية، أو أن تكون هناك قائمة احتياطية موحدة تضم أحزاب الجبهة، دون المشاركة فى قائمة «الجنزورى»، لكن وجود قائمتين: واحدة احتياطية وأخرى مع «الجنزورى» لا يجوز قانونياً، ومن شأنه التلاعب بالأحزاب الأخرى التى نظمت صفوفها على أن يكون لديها ممثلون داخل إحدى القائمتين، الأمر الذى دفعنا للوقوف والتنحى جانباً للتركيز على هدفنا الأساسى وهو توحيد الصف فى ائتلاف واحد، وهذه أسباب انتخابية فنية، ونحن نقدر كل الموجودين فى الجبهة وسنظل على مسعى واحد وهو محاولة توحيد الصف الوطنى. ■ قيادات الجبهة يقولون إن الأحزاب الثلاثة دعت للقائمة الاحتياطية قبل انسحابها، ثم وجهت لها الانتقادات.. ما رأيكم؟ - «ده كلام مالهوش لازمة، إحنا انسحبنا وخلاص»، وأعلنا أسباب انسحابنا خلال مؤتمر صحفى، ونحترم الجميع ولا داعى للدخول فى محادثات لن تغيِّر من الواقع شيئاً. ■ ما تعليقك على ما يتردد بأنكم انسحبتم من الجبهة لعدم ضمان أسمائكم بقائمة الجنزورى؟ - نحن انسحبنا من قائمة الجنزورى قبل انسحابنا من الجبهة بشهر كامل، وقبل أن تعد الجبهة قائمتها وتقدمها للجنزورى. ■ ماذا بعد الانسحاب من الجبهة؟ - شكلنا ائتلافاً ثلاثياً جديداً سياسياً وانتخابياً، وسننسق من خلاله على المقاعد الفردى وهى الأمر الأهم بالنسبة لنا، وليس لدينا مانع أن تنضم الأحزاب الثلاثة لأى تحالف انتخابى آخر طالما يتوافق مع رؤيتنا وأهدافنا، وتجرى الآن بعض المشاورات بالفعل مع بعض التحالفات الأخرى. ■ هل ستخوضون الانتخابات على مقاعد الفردى من خلال الائتلاف الجديد؟ - نعم، سنخوض به الانتخابات على الفردى، ونعمل الآن على الاستعداد لذلك، لأننا فقدنا أملنا فى وجود قائمة قوية مشتركة نواجه بها من يريدون الوقيعة بالوطن. ■ ماذا عن مفاوضاتكم مع تحالف الوفد المصرى؟ - هناك مشاورات قائمة بالفعل مع تحالف الوفد المصرى، وكنا نتشاور مع الوفد باسم الجبهة قبل أن ننفصل عنها فى محاولة لضم التحالفين فى تحالف وطنى واحد يضم كافة القوى المدنية للتصدى لمن يحاولون الوقيعة بالوطن ولا يريدون به النهوض والتحرك للأمام والاستقرار. ■ البعض يرى أن مفاوضاتكم مع «الوفد المصرى» وراء انسحابكم من الجبهة.. ما صحة ذلك؟ - إطلاقاً، هذا غير صحيح، الأحزاب الثلاثة ليست أحزاباً صغيرة، ولها رأى مستقل، ومكانها وقوتها محفوظة بين الأحزاب، وكانت لنا وجهة نظرنا الخاصة فى الانسحاب. ■ هل هناك مفاوضات للعودة إلى الجبهة مجدداً؟ - لا، باب المفاوضات أغلق تماماً، الأمر انتهى وحسمنا موقفنا النهائى وشكلنا ائتلافاً خاصاً بنا، وكل منا يعمل الآن على أهدافه التى حددها.