مكتبات مبادرة «حياة كريمة» تنتشر في الريف.. من هنا يبدأ الوعي

مكتبات مبادرة «حياة كريمة» تنتشر في الريف.. من هنا يبدأ الوعي
- حياة كريمة
- تطوير الريف
- تطوير الخدمات
- المكتبة شاملة
- مشروع المكتبات
- حياة كريمة
- تطوير الريف
- تطوير الخدمات
- المكتبة شاملة
- مشروع المكتبات
تعمل المبادرة الرئاسية لتطوير الريف «حياة كريمة» على قدم وساق، للارتقاء بحياة المواطن في كافة النجوع والقرى، والأكثر احتياجا للمساعدة، وتعمل على ذلك بتطوير الخدمات المختلفة المحيطة بالمواطن، صحيا وتعليميا وخدميا، وغيرها من الجوانب الأخرى، التي من شأنها التأثير على حياته اليومية، بهدف التخفيف عن كاهل الأكثر احتياجاً، في المناطق النائية، سواء كانت في الريف أو الحضر، إضافة إلى العمل على توفير فرص عمل وحرف جديدة للمواطنين، ما يسهم في توفير استقرار اقتصادي لهم، والارتقاء بمستوى أسرهم والمحيطين بهم.
المبادرة الرئاسية تستهدف تثقيف وبناء عقول المواطنين في القرى
وفي إطار سعى المبادرة الرئاسية لتحسين جودة حياة المواطن، اهتمت المؤسسة بالجانب الثقافي للمواطنين، لرفع مستوى الوعى العام في المجتمع، لا سيما داخل القرى الأكثر احتياجا، فعملت على إنشاء مكتبات في قرى مختلفة بالمحافظات، وكان تدشين أول مكتبة في ديسمبر 2021، في قرية المراشدة بمحافظة قنا، وجاءت المكتبة شاملة، حيث يتوافر بها كتب تخدم شتى الفئات العمرية حتى يتسنى لكافة أهل القرية القراءة وتجربة لذة الثقافة والمعرفة، كما توجد مساحة خضراء بهدف أن يتم استغلالها لإقامة عدد من الفعاليات المختلفة في محيطها، التي من شأنها تنمية المهارات المختلفة لدى المشاركين، ومن الأمور الملحوظة توافق التصميم الخارجي ليتلاءم مع الطبيعة الخاصة بالقرية، وطقوسها وعاداتها وثقافتها، بالتعاون مع وزارة الثقافة.
غادة: أكشاك «كتابك» تهدف إلى إحياء ثقافة القراءة لدى الجميع
وقالت غادة البهنساوي، المستشار الإعلامي للمبادرة، في تصريح خاص لـ«الوطن»، إن المؤسسة ما زالت مستمرة في استكمال العمل على مشروع المكتبات، وتعمل على أن تكون هناك مكتبة في كل محافظة، حيث تم الانتهاء مؤخرا من إنشاء 6 مكتبات في «أسوان، قنا، المنيا، الجيزة، الإسماعيلية، البحيرة»، وجارٍ استكمال العمل على إنشاء مكتبات أخرى تابعة للمؤسسة.
وأضافت «غادة» أنه جارٍ معاينة 330 مكتبة للبدء في تنفيذها، إضافة إلى العمل هذه الفترة أيضاً على الانتهاء من 48 كشكاً داخل 3 محافظات مختلفة، وهى: «المنوفية، الغربية، سوهاج»، وأن هناك إقبالًا من المواطنين على مكتبات «حياة كريمة»، متابعة: «حتى الآن نستطيع القول إن التقييم جيد مقارنة بما تم تنفيذه، ولكن الأفضل أن نحكم على التجربة بعد الانتهاء وتقييم الأمر على مستوى جميع المحافظات بالجمهورية»، مشيرة إلى أن هناك اجتهاداً من المؤسسة ليتم تحقيق الهدف المرجو من إنشاء المكتبات، وستكون النتيجة أكثر وضوحا عند الانتهاء من إنشائها على مستوى الجمهورية، موضحة: «ستحقق أهدافها ولكن لن نستطيع الجزم بذلك في الوقت الحالى لعدم الانتهاء من تنفيذ المشروع على الأرض»، لافتة إلى أن أهداف مشروع أكشاك كتابك هى في المقام الأول العمل على إحياء ثقافة القراءة لجميع الفئات العمرية بقرى حياة كريمة، وهو ما تسعى المؤسسة لتحقيقه في الفترة القادمة بالتوازي مع تنفيذ المكتبات.
ولم يكن إنشاء تلك المكتبات بالأمر اليسير، حيث استطاعت المبادرة الرئاسية التغلب على العديد من التحديات إلى أن تمكنت تلك المكتبات من الخروج إلى النور، منها إمكانية الحصول على الأرض المناسبة لإقامة المشروع، حيث قالت «غادة»: «يوجد العديد من التحديات، التي تعددت بين الحصول على الأراضى لإقامة المكتبات عليها والانتهاء من التراخيص وتوفير التكلفة اللازمة لبنائها في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يواجهها العالم، لكن بروح العمل الجماعى وتوحيد الجهود مع كافة الوزارات والأجهزة المعنية والمحافظات نتمكن من التغلب على هذه التحديات».
وأوضحت المستشار الإعلامى للمبادرة أنه من خلال أكثر من عامل، تمكنت المؤسسة من التغلب على العقبات المختلفة التي واجهتها في مشروع إنشاء المكتبات، ولعل العامل الأبرز الذى عمل على تذليل العديد من العقبات هو توحيد الجهود بالتعاون بين كافة الجهات المعنية المختلفة العاملة على المشروع، حتى تمكنت من إخراج مشروع المكتبات إلى النور، متابعة: «من خلال أكثر من عامل تمكّنا من التغلب على العقبات المختلفة التي واجهتها، أولها توحيد الجهود بين جميع الجهات المعنية، وهذا ما يعمل على تحقيقه المشروع بشكل عام، إضافة إلى دعم القيادة السياسية وتوجيهها باستغلال مراكز الشباب بجميع القرى لإقامة المكتبات بداخلها».
وأشارت إلى أن المبادرة لم تغفل الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة، وحقهم في المعرفة والقراءة، حيث ضمت مكتبات «حياة كريمة» كتباً بطريقة «برايل» حتى يتمكنوا من التمتع بالقراءة كباقى المواطنين، فضلاً عن تركيب شاشات يتم استعمالها لإتاحة الكتب الصوتية، فلا يحرمون من حقهم في القراءة والمعرفة، لافتة إلى إقبال المواطنين على التطوع بالكتب للمكتبات كمصدر للكتب، وأخرى من دور نشر مختلفة: «تلقينا أكثر من دعوة من أفراد محبين للقراءة للتبرع بكتب قيمة لديهم للتشجيع على استمرار الفكرة»، منوهة بأن التنسيق مع إحدى دور النشر ما زال قيد الدراسة، وأن وزارة الثقافة تعمل على الأمر في خلال الفترة الحالية، موضحة: «سيتم تنسيق مسألة مصدر الكتب، وهو ما يتم من خلال وزارة الثقافة من حيث تحديد دور النشر ومحتوى الكتب داخل أكشاك كتابك وغيرها».
ولفتت «غادة» إلى أنه بالنسبة للمواطنين الراغبين في التطوع للمكتبات، فهناك أكثر من مجال، يمكن للمواطن أن يتطوع من خلاله، منها الاهتمام بالشئون الإدارية للمكتبات بمختلف أشكالها، فضلاً عن المساعدة والمساهمة في الحفاظ على نظافة المكتبات بشكل مستمر، لافتة أيضاً إلى أنه من أكثر الأدوار الفعالة التي يمكن أن يشارك بها المتطوعون هى المساهمة في التسويق للفكرة ولوجود المكتبات، سواء كان ذلك بحملات إعلانية رسمية، أو بمجرد الإخبار، أى أن يخبر المواطن الأشخاص المحيطين به في دوائرهم، إلى جانب التبرع للمكتبات بالكتب التي تزيد على حاجة المواطن، فمن خلال ذلك يكون قد أسهم في نشر المعرفة، والمشاركة في تنظيم الفعاليات التي تتم في الحدائق المخصصة والمحيطة بالمكتبات، ويمكن للمواطن التطوع بالاهتمام بشئون إدارة المكتبة، والحفاظ على نظافتها، إضافة إلى العمل على التسويق للفكرة، والتبرع بالكتب الزائدة على الحاجة وإمداد الأكشاك بها داخل القرى، كما يمكنه المساعدة والتطوع في تنظيم الفعاليات بالحديقة المخصصة بكل مكتبة من المكتبات التابعة للمؤسسة.
وأكدت أن اهتمام المبادرة الرئاسية بالجانب التثقيفي للمواطنين واضح خلال الفترة الأخيرة، فمثلاً عملت المؤسسة على ترميم منزلى «السيدة أم كلثوم، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر»، موضحة أنه من المقرر زيادة الفعاليات التثقيفية والتوعوية خلال الفترة المقبلة ما يساهم في خلق شبكة من المثقفين الأطفال والشباب تعتبر مصنع أفكار في الفترة المقبلة، كاشفة عن العمل على إطلاق فعالية «أنت الحياة»، وهى توعوية تثقيفية تهتم بالمرأة والطفل والنشء والشباب، بالتعاون مع العديد من الجهات المعنية الأخرى.
رئيس القطاع الهندسى: نحاول خلق جيل جديد واعٍ ومثقف من الشباب لتحصين عقولهم ضد التطرف والحفاظ على الهوية
وفي ذات السياق، قال المهندس محمد الصديق على، رئيس القطاع الهندسى للمبادرة الرئاسية، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن مشروع الـ330 مكتبة، الجارى العمل عليه الآن، يتم هذه المرة بالتعاون بين وزارتى الثقافة والشباب والرياضة بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن يتم إنشاء المكتبات داخل مراكز الشباب الموجودة في القرى المختلفة، بدلاً من وجودها في عدد من الأماكن المختلفة المتفرقة، كما كان الأمر مع المجموعة الأولى من مشروع مكتبات «حياة كريمة».
وأوضح «الصديق» أنه في بداية الأمر كنا نعمل على إنشاء المكتبات في أماكن متفرقة ومختلفة، وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث ستكون المكتبات الجارى العمل على إنشائها، مبنية داخل مراكز الشباب المختلفة الموجودة في القرى والمحافظات التابعة لحياة كريمة، ومن هنا تم التعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وجارٍ العمل حالياً على معاينة الأماكن في مراكز الشباب التي يمكن استغلالها في إنشاء المكتبات، والتي تمتاز بتصميم هندسى مميز.
وأضاف رئيس القطاع الهندسى للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة» أن التصميم الهندسى للمكتبات التابعة للمؤسسة يعتمد على توفير مساحات خضراء خارجية، في محيط المكتبة، موضحاً: «في التصميم الهندسى للمكتبات نراعى جداً أن تكون هناك مساحات خضراء وحدائق محيطة بالمكتبة، إضافة إلى توافر طاولات ومقاعد في المساحة الخارجية، حتى يتسنى للمواطنين القراءة في مكان مفتوح مع نسمات الهواء اللطيفة، ما يخلق جواً ممتعاً أثناء القراءة، وأيضاً يتم استغلال هذه المساحات لإقامة عدد من الأنشطة التوعوية والتثقيفية المختلفة».
وأشار «الصديق» إلى ظاهرة الابتعاد عن عوامل التثقيف بمختلف أشكالها المتنوعة، خصوصاً مع ثورة التكنولوجيا التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة، موضحاً أن مشروع المكتبات وأكشاك كتابك، التابعة لمؤسسة «حياة كريمة» تسعى إلى أن تكون عامل جذب للمواطنين إلى التثقيف، خاصة أن الأنشطة التوعوية التي تنظمها المكتبات، إضافة إلى الألعاب وغيرها، ما هى إلا عوامل جذب للمواطنين، متابعاً: «نقوم بتنظيم عدد من الأنشطة التوعوية والتثقيفية إلى جانب الألعاب وغيرها، لتكون وسيلة ينجذب من خلالها المواطن لتجربة القراءة، ونركز من خلالها على مختلف الفئات، بداية من الأطفال، وصولاً إلى كبار السن، وأيضاً من ذوى الهمم، وفرنا كتباً صوتية وكتباً بطريقة برايل، إحنا بنحاول إحياء القراءة مرة أخرى من خلال هذه المكتبات».
وأضاف أن مشروع مكتبات «حياة كريمة»، يعمل على تربية وخلق جيل جديد يهتم بالثقافة، وأن القائمين عليه في كل قرية لديهم دراية بكل شخص يتردد على المكتبة، وهو ما يمكّنهم من متابعة النمو الثقافي لدى أهالى القرية، إضافة إلى أنهم يميزون الشخص المهتم بالقراءة عن غيره، خاصة من الأطفال، لأن تثقيفهم بمثابة استثمار في أطفال الوطن، مضيفاً: «إحنا بنبقى عارفين مين الشخص اللى بيقرأ باستمرار وبيحبها، ونعمل على تعزيز الأمر لديه»، لافتاً إلى أن العمل التطوعى في مبادرة «حياة كريمة» يعتمد بشكل كبير على أن يكون المتطوعون من أهالى القرية أنفسهم، ما يخلق نوعاً من المشاركة وتبادل الخبرات، وأن المكتبات تهتم بالطفل والشاب المحب للقراءة، وتعمل على تدعيم هذا الأمر حتى يكبر ولديه حصيلة ثقافية كبيرة، وبعد ذلك يمكن أن يُلقى ندوات لأهالى قريته، حيث قال: «نهدف إلى تربية الطفل المهتم، على القراءة والمعرفة، حتى يكبر ونبدأ في استعمال ثقافته، من خلال مشاركته في الندوات التثقيفية، التي تنظمها المؤسسة للمواطنين، ويكون أحد المحاضرين، بالتالى يشارك معرفته التي كوّنها منذ الصغر، مع أهل قريته».
أكد «الصديق» أن مكتبات «حياة كريمة» تعمل على نشر الوعى وتثقيف المواطنين، لا سيما أن الثقافة تعد حصناً ضد الأفكار المتطرفة، وسلاحاً في حرب الوعى التي تغزو العالم في الوقت الحالى، لافتاً إلى وجود فجوة معلوماتية كبيرة لدى العديد من الأجيال الناشئة، قائلاً: «العديد من الأجيال الجديدة يعانون من نقص كبير في الثقافة العامة، وخصوصاً التاريخ المصرى، ويجب العمل على تعويض هذا النقص من أجل الحفاظ على الهوية، فضلاً عن أن الدراية بالتاريخ والهوية تحصّن العقول ضد الأفكار المتطرفة»، مشيراً إلى أن الحروب لم تعد حروب أسلحة ودمار، بل أصبحت حروب وعى، وتستهدف محو الهويات المختلفة، معبراً: «العالم يعيش في حرب وعى، وغزو الدول يتم من خلال غزو أفكار ووعى مواطنيها والعمل على محو الهوية، لذا لا بد من العمل على زيادة وعى كافة المصريين، فهو السلاح الوحيد في هذه الحرب، وتعمل حياة كريمة على الوصول للمواطنين في المناطق الأكثر فقراً وإنشاء المكتبات فيها».
أكثر من 600 كتاب في كل مكتبة من «الدينية» إلى «التنمية البشرية» لمخاطبة كافة الفئات العمرية من كبار السن والشباب والأطفال والمرأة
وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الثقافة في تزويد المكتبات بالكتب، موضحاً أن كل مكتبة يتوافر فيها أكثر من 600 كتاب تقريباً، تتناسب مع كافة الفئات العمرية المختلفة، من كبار السن والشباب والمرأة والمراهقين وحتى الأطفال، لافتاً إلى تنوّع الكتب التي تتوافر في أكشاك كتابك متنوعة المواضيع: «بذلت وزارة الثقافة مجهوداً كبيراً حتى تمكّنا من توفير كتب تحتوى على كافة المواضيع المختلفة، من الدينية إلى التنمية البشرية والكتب التاريخية وأيضاً الروايات وكتب الأطفال وقصص الكرتون، وغيرها، حتى نضمن أن تناسب المكتبة كافة الأذواق المختلفة»، مشيراً إلى أن اختيار الموضوعات التي تقدمها الكتب للمواطنين لم يكن من الأمور الشاقة، وذلك بسبب تشابه عادات المصريين وطبيعة حياتهم بشكل عام: «يتم تحديد أنواع الموضوعات التي تناقشها الكتب المتوافرة في المكتبات، لأن المصريين في مختلف المحافظات متشابهون بشكل كبير في العادات والتقاليد وأسلوب التفكير وغيره، لذا لم يكن تحديد نوعية الكتب بالأمر الصعب».