بريد الوطن.. بعد موتك.. يا ترى «طيب ولَّا شرير»؟!

كتب: رنا حمدي

بريد الوطن.. بعد موتك.. يا ترى «طيب ولَّا شرير»؟!

بريد الوطن.. بعد موتك.. يا ترى «طيب ولَّا شرير»؟!

بعد موتك، تتحوَّل إلى «أطيب إنسان» بالنسبة للمحيطين بك.. يتحسَّرون على فراقك آسفين: كم كان جميلاً ولطيفاً ومهذباً! يشعر الكل بقيمتك، ويرون أنه كان من الضرورى الجلوس معك، والتزوُّد من علمك، وروحك الطيبة، بل يسامحك معظمهم، ولعلها رحمة الله فلا تعجب، ومنهم مَن قد توسلتَ إليه طالباً العفو دون فائدة.. لكن بعد وفاتك يأتى الحنان فى غير وقته.. «قول للزمان ارجع يا زمان».

مَن كان يقاطعك -أيها المرحوم- يسعى فى جنازتك، ويقف على قبرك يذرف الدموع حارةً على فراقك.. لكن كل ذلك لا يهم، فقد فات الأوان.. فلا عودة لميت.. وليت الأيام تعود كما نشتهى.. مَن خاصموك وتسبَّبوا ربما فى إمراضك -يا مسكين- يتمنون عودتَك ولو لدقائق، لكنَّ سيف القدر لا يمهل.

على جانب آخر، ربما هناك بعض قساة القلوب، ممن يَفجرون فى الخصومة، يرتاحون لموتك، فلستَ قدِّيساً بالنسبة لهم.. «أهو... وراح».. بل ربما يقفون على قبرك شامتين، يتمنون أن تصلى نار السموم.. ولا يدرك هؤلاء أن الدنيا لا تدوم، وأن الموت أقرب لأحدهم من شِراك نعله.. وعن قريب سيلقون المصير نفسه.. وإن طال البقاء.

فى النهاية.. كلنا نسير فى طريقٍ سينتهى آجلاً أم عاجلاً.. ونرجو أن يقال عنا بعد موتنا ما يَسُر.. «فارفع لنفسك بعد موتك ذِكرها.. فالذكرُ للإنسانِ عمر ثانٍ».

                                            رزق عبدالمنعم خليف

يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. «الوطن» تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com 


مواضيع متعلقة