بريد الوطن.. قصة عن الميراث والإنسانية في زمن مختلف

بريد الوطن.. قصة عن الميراث والإنسانية في زمن مختلف
حقيقة أشعر بغصة فى القلب وألم وأسف كبير وأنا أكتب عن هذا الموضوع، بسبب ما آل إليه حالنا بسبب الميراث، عندما تجرد أخ من كل مشاعر الإنسانية، وقام بقتل شقيقه ونجل شقيقه بإحدى قرى أسيوط بسبب الميراث، وهنا سوف أذكر قصة وهى بمثابة عظة وعبرة تقول إن هناك أخوين يعيشان فى مزرعة ورثاها من أبيهما، وكان الأخ الكبير متزوجاً ولديه أسرة كبيرة، أما الأخ الأصغر فكان «أعزب»، وكانا يتقاسمان كل عائدات المزرعة من إنتاج وربح بالتساوى فيما بينهما، وفى يوم من الأيام قال الأخ الأعزب لنفسه إن تقاسمنا الأرباح ليس عدلاً فأنا بمفردى واحتياجاتى بسيطة فليس لدى زوجة ولا أبناء وليست لدى حاجة للمال كما يحتاج أخى الأكبر، فكان الأخ الأصغر يأخذ كل ليلة من مخزنه كيساً من الحبوب ويفرغ الكيس فى مخزن أخيه المتزوج دون أن يراه أحد، وفى نفس الوقت قال الأخ المتزوج لنفسه إنه ليس عدلاً أن نتقاسم الإنتاج والأرباح سوياً، فأنا متزوج ولى زوجة وأطفال يراعوننى فى المستقبل وأخى وحيد لا أحد يهتم بمستقبله وهو مقبل على الزواج ويحتاج إلى المال لكى يبنى حياته ويستقر، وعلى هذا اتخذ قراراً بأن يأخذ كيساً من الحبوب كل ليلة ويفرغه فى مخزن أخيه العازب دون أن يشعر أخوه الأصغر بهذا الأمر.
وفى ليلة من ليالى الشتاء الباردة كانت ليلة مظلمة قام كل منهما بتفقد مخزنه وفجأة ظهر لهما ما كان يحدث فأسقطا أكياسهما وعانق كل منهما الآخر.. فما أجمل أن نرى إخواناً متحابين تربطهم المحبة والألفة، ولا يفرقهما مهما حصل من اختلاف مادى أو معنوى.
يوسف القاضى - مدير مدرسة على المعاش
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. «الوطن» تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com