تقارير دولية: لولا قناة السويس لتحمَّلت الشحنات العالمية تكاليف باهظة

كتب: محمد حسن عامر ومحمد البلاسى

تقارير دولية: لولا قناة السويس لتحمَّلت الشحنات العالمية تكاليف باهظة

تقارير دولية: لولا قناة السويس لتحمَّلت الشحنات العالمية تكاليف باهظة

قد يكون الحديث عن قناة السويس وأهميتها بين المصريين يحمل شبهة المجاملة أو الإعلاء من قيمة القناة، لكن الحقيقة أن أى حديث عن أهمية القناة من قِبل المصريين فى محله، خصوصاً إذا كانت التقارير الأجنبية الموثوقة من قِبل وسائل الإعلام ذات المصداقية العالمية تؤكد أنها ممر مائى لا يُقدّر بثمن، وربما هذا أمر يدعو المصريين إلى الفخر بهذا المشروع الكبير الذى تحتضنه أرض الكنانة.

وفى مارس العام الماضى، أعدت شبكة «سى إن إن» الأمريكية، تقريراً حول أهمية قناة السويس تحت عنوان: لماذا قناة السويس بالغة الأهمية، وقالت إنه منذ اكتمال بنائها فى عام 1869، كانت القناة واحدة من أهم المسطحات المائية فى العالم، وبوابة بين الشرق والغرب تسيطر عليها دول متعدّدة، وأحياناً تهدّد بإشعال الحرب، ثم أصبحت حجر الأساس للاقتصاد العالمى.

وذكرت الشبكة الأمريكية أن أهمية القناة تنبع أولاً وقبل كل شىء من موقعها، إنه المكان الوحيد الذى يربط مباشرة مياه أوروبا ببحر العرب والمحيط الهندى ودول آسيا والمحيط الهادئ، وبدون قناة السويس سيتعين على الشحنات التى تسافر بين تلك الأجزاء من العالم أن تعبر القارة الأفريقية بأكملها، مما يضيف تكاليف باهظة ويطيل أوقات رحلاتها بشكل كبير.

وقالت «سى إن إن» إن حل هذه المشكلة قد بدا بعيد المنال لعدة قرون، حتى تم إنشاء الممر المائى الثمين البالغ طوله 120 ميلاً للانزلاق أسفل مصر إلى البحر الأحمر. وذكرت أن ممر قناة السويس تم بناؤه على مدار عقد من الزمان فى منتصف القرن التاسع عشر، وهو إنجاز ممكن فقط لأن البحرين «الأبيض والأحمر»، وُجد أنهما مستويان تقريباً فى الارتفاع، موضحة أن الوقت الذى توفّره القناة أمام حركة الملاحة الدولية لا يُقدّر بثمن تقريباً.

«بلومبرج»: نقطة عبور رئيسية بين آسيا وأوروبا.. وموقع أمريكى: تحقق أرباحاً كبيرة 

وقالت وكالة بلومبرج الأمريكية، فى تقرير سابق، إن القناة مهمة جداً للتجارة العالمية، لدرجة أن القوى العالمية خاضت معركة بشأنها منذ أن اكتمل البناء فيها عام 1869. وقالت الوكالة إن الممر المائى الذى صنعه الإنسان، أى قناة السويس، يبلغ طوله 193 كيلومتراً (120 ميلاً) فى مصر لربط البحرين، وبالتالى يقطع المحيطين الأطلسى والهندى، وهذا يجعلها نقطة عبور رئيسية للسفن التى تنقل البضائع بين آسيا وأوروبا وشرق الولايات المتحدة، منوهة بأنها دخلت الخدمة فى 1869، قبل 45 عاماً من قناة بنما، وهى أقصر بكثير وتربط بين المحيطين الهادئ والأطلسى.

وأشار موقع «ماريتيم إيجزكاتيف» الأمريكى، الذى يعد أهم المنصات المختصة بالأخبار البحرية، إلى إعلان هيئة قناة السويس عن تحقيق أرباح قياسية فى الإيرادات بلغت 7 مليارات دولار للسنة المالية 2021 - 2022 بعد سلسلة من الزيادات فى رسوم العبور للسفن العابرة للمجرى المائى، وأنها استمرت فى إظهار أهميته فى تسهيل التجارة العالمية، حتى فى الأوقات الصعبة، حيث تم عبور 1.3 مليار طن من البضائع عبر القناة خلال العام نفسه، مما أدى إلى تحقيق 7 مليارات دولار كرسوم عبور، وهى أعلى إيرادات مسجلة فى تاريخ القناة، كما شكلت الإيرادات زيادة بنسبة 20.7% عن العام السابق، عندما استقرت الأرباح عند 5.7 مليار دولار، وتابع أن «الأرباح جاءت بعد أن رفعت هيئة الأوراق المالية والسلع رسوم عبور السفن، بما فى ذلك الناقلات المحمّلة بالنفط».

من جهتها، قالت مجلة «نيتشر» الأمريكية، إن توقف حركة الملاحة فى القناة عام 2021 أظهر كيف أن إغلاق طريق التجارة العالمى داخل شبكة النقل البحرى، يمكن أن يؤثر على موانئ متعدّدة فى جميع أنحاء العالم، وكذلك سلاسل التوريد، وفى نهاية المطاف، فإن التدفّقات التجارية التى يتم التعامل معها فى مينائها تخدم سلاسل التوريد عبر المناطق النائية المختلفة، إما بشكل مباشر، على سبيل المثال، عند تسلم الشركات للبضائع بشكل مباشر من الميناء، أو غير مباشر، مثل شركات تعتمد على أخرى تتلقى البضائع من الميناء.


مواضيع متعلقة