خبير أمن إقليمي: الصين لن تستهدف أمن بيلوسي بعمليتها العسكرية في تايوان

كتب: هاجر عمر

خبير أمن إقليمي: الصين لن تستهدف أمن بيلوسي بعمليتها العسكرية في تايوان

خبير أمن إقليمي: الصين لن تستهدف أمن بيلوسي بعمليتها العسكرية في تايوان

قال الدكتور أكرم حسام خبير الأمن الإقليمي، إن زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايوان تاريخية، موضحا أن الزيارة تمثل تهديدا للعلاقات الأمريكية الصينية بآسيا من جهة، والصين وتايوان من جهة أخرى.

ولفت حسام خلال مداخلة هاتفية على شاشة «النيل للأخبار»، إلى أن الصين حذرت بصورة واضحة، مستخدمة عبارة قاطعة «أن الجيش الصيني لن يقف مكتوف الأيدي في حالة زيارة بيلوسي إلى تايوان»، موضحًا أن الصين استخدمت هذه العبارة مرتين في تاريخها الحديث؛ الأولى بخصوص فيتنام والأخرى تتعلق بحرب كوريا، ونفذت تهديدها في الحالتين.

المصداقية الصينية على المحك

وأوضح خبير الأمن الإقليمي، أن المصداقية الصينية على المحك، لافتًا إلى أن تنفيذ التهديد بهذه الجدية يعني الدخول في صدام مباشر مع القوة الأمريكية الغاشمة في هذه المنطقة، وبهذا التوقيت الحساس بالنسبة للعالم أجمع.

الرد الصيني يقتصر على معاقبة الطرف الأضعف

ولفت حسام إلى اعتقاده أن الرد الصيني يقتصر على معاقبة الطرف الأضعف وهو تايوان، ويبدو الأمر أنه محاولة لفرض السيطرة على الجزيرة بالقوة العسكرية، إلا أن الفترة المقبلة تشهد ارتفاعا في وتيرة التصعيد العسكري بمضيق تايوان تتعلق بارتفاع وتزايد مستويات الحضور العسكري الصيني في هذه المنطقة؛ سواء على مستوى القوات البحرية أو الطلعات الجوية التي تستهدف اختراق الأجواء لقوات الدفاع الجوي التايواني كما حدث بصورة متزايدة خلال العامين الماضيين.

استبعاد استهداف الصين لأمن بيلوسي

وأشار خبير الأمن الإقليمي إلى استبعاد قيام الصين بعمل عسكري يستهدف أمن بيلوسي بصورة شخصية، لافتًا إلى أنها مخاطرة لن تقدم عليها الصين بالوقت الحالي.

الولايات المتحدة الأمريكية أخذت التهديد الصيني بجدية

وتابع حسام، أن إرسال السفن العسكرية الأمريكية ومن بينها حاملة طائرات جاء نتيجة أخذ الولايات المتحدة الأمريكية التهديدات الصينية محمل الجد حسب ما ذكره المسؤولون العسكريون والسياسيون، موضحًا أن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت في الحسبان إمكانية تنفيذ الصين لاعتراض جوي لطائرة بيلوسي وإجبارها على العودة، منوهًا بصعوبة تنفيذ هذا السيناريو ليس على المستوى العسكري فقط وإنما على المستوى السياسي أيضًا، لما تمثله من خطوة تصعيدية من جانب الصين، وقد تؤدي إلى حدوث اشتباك مع أمريكا، وهو ما لا تريده بكين في هذه المرحلة.

أمريكا تستهدف توريط الصين للضغط عليها دوليا

وكشف خبير الأمن الإقليمي عن استهداف أمريكا جر الصين إلى تصعيد بمنطقة آسيا، موضحًا أنها تستهدف من وراء ذلك تحريك ملف الصين، ووضع الصين في دائرة مماثلة للضغط الدولي على غرار ما تعرضت له روسيا بالأزمة الحالية.

صحوة بأمريكا للحد من النفوذ الصيني

وذكر حسام، أن هناك بعض الأصوات بواشنطن الآن تصف ما قام به الرئيس بايدن بأنه خطأ في تحديد الأولويات، فرغم أن الصين بالنسبة للمتخصصين العسكريين الاستراتيجيين الأمريكان هي الأولوية بالوقت الحالي، إلا أن هناك صعوبة كبيرة الآن بسبب تورط الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة مستمرة مع روسيا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما فتح المجال أمام الصين لكسب الوقت لزيادة قدرتها الاقتصادية والعسكرية، منوهًا أن هذه التحذيرات دفعت الرئيس بايدن لمحاولة إصلاح هذا الخلل الذي حدث من خلال استعادة الوجود العسكري والاستراتيجي الأمريكي في آسيا مرة أخرى.

ونوه خبير الأمن الإقليمي بأن زيارة بيلوسي لتايوان وعدد من الدول الأسيوية، رسالة جادة من الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الصين، والحد من مد نفوذها الإقليمي بالدول الصغيرة في المنطقة ومنها تايوان، لافتًا إلى أن الوجود العسكري الأمريكي الحالي بمضيق تايوان في بعض القطع العسكرية البحرية والجوية يعد تحسبًا لكل السيناريوهات وهو أمر معتاد.


مواضيع متعلقة