لبنان.. الطائفية تخطف «الدولة المنشودة» والاقتصاد يدفع الثمن
لبنان.. الطائفية تخطف «الدولة المنشودة» والاقتصاد يدفع الثمن
واحدة ضمن أسوأ ثلاث أزمات فى العالم، هكذا وصف مسئول فى البنك الدولى، هو «ساروج كومار جاه»، مدير دائرة الشرق الأوسط، الأزمة اللبنانية الاقتصادية، خلال اجتماعه مع رئيس مجلس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى، أبريل الماضى، لبحث إطار الإصلاح والتعافى. وليست الحالة الاقتصادية إلا تعبيراً عن الوضع السياسى الذى يعيشه لبنان وسط حالة من الانقسام وغياب الاستقرار.
وقال فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق، إن أزمة لبنان الحقيقية هى «اختطاف الدولة» لصالح الأحزاب والجماعات المذهبية والطائفية، مؤكداً أنه حذر من ذلك كثيراً، ودعا إلى حزمة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية التى كان يجب أن تبدأ منذ التسعينات لكنها لم تحدث إلى اليوم بسبب ما وصفه بـ«ممارسات الاستعصاء والميليشياوية السياسية».
«السنيورة»: تدخلات إيران تضر بمصالح الشعب
وأضاف «السنيورة» لـ«الوطن»: «لبنان يعانى من أزمة وطنية بالأساس، وليست دينية. الدولة الوطنية مختطفة لصالح المصالح المذهبية والميليشياوية، والحل لإعادة بناء الدولة هو إزاحة هذه المصالح جانباً، والانتصار للوطن والشعب اللبنانى بعيداً عن الانتماءات الطائفية والتدخلات الخارجية التى تضر بمصالح الشعب اللبنانى، وأعنى بالتحديد إيران».
وقال الدكتور كميل حبيب، عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية فى الجامعة اللبنانية، إن الأزمة اللبنانية هى جزء من أزمة عربية أكبر، معتبراً أن «الأمة العربية باتت عرضة للاهتزاز والتفكيك أكثر من أى وقت مضى، وهى فى حاجة للتكاتف والتنسيق والعمل المشترك أكثر من أى وقت مضى أيضاً، إذا أرادت مواجهة حقيقية للمشاريع المعدة للوطن العربى بهدف نهب ثرواته والسيطرة عليه، والتى لا يمكن التصدى لها فرادى».
«حبيب»: النظام المذهبى الفاسد أولى العقبات
وشدد على أن نقطة البداية لدى اللبنانيين أنفسهم، حيث إن «بناء الدولة الوطنية الحديثة يتطلب منهم أولاً أن يكون لديهم الشجاعة الكافية لمواجهة العقبات والمعوقات التى تحول دون قيام دولتهم المنشودة، وأهم تلك العقبات تكمن فى النظام السياسى الطائفى الفاسد والمفسد، والذى لا يولّد إلا الأزمات والحروب».
اقرأ أيضاً: «العراق».. محاولات للإصلاح والبناء ومطالب بعقد سياسى جديد
