مشروعات تخرج طلاب «فنون جميلة حلوان».. تجارب واقعية مرتبطة بعالم خيالي

كتب: كريم روماني

مشروعات تخرج طلاب «فنون جميلة حلوان».. تجارب واقعية مرتبطة بعالم خيالي

مشروعات تخرج طلاب «فنون جميلة حلوان».. تجارب واقعية مرتبطة بعالم خيالي

«خيال وموازاة وإعادة تدوير الإنسان».. أسماء مشروعات تخرج طلاب قسم النحت لكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، لمست كل ما هو محيط بهم من البيئة، وأخذت نصيب الأسد من الخيال الذي ربط ماضي الإنسان بحاضره ومستقبله أيضًا.

«لو اكتسب البشر بعض الصفات من الكائنات الأخرى، ولو أن لكل إنسان كائن روحي يستمد منه منظوره للحياة، ولو سنحت الفرصة فنعيش في عالم خيالي يربط بين ما هو سريالي وواقعي في آن واحد»، هكذا فكرت الطالبة رنا أحمد لتنتج مشروعًا باسم «خيال».

في مشهد خيالي تجتمع فيه امرأة وحشرة اليعسوب بعدما تضاعف حجمها مئات المرات، يتأملون بعضهم البعض ويتبادلون الصفات فيما بينهم فاليعسوب حشرة صغيرة سبقت وجود الإنسان على الأرض، واتخذت رمزاً للحكمة والحب والأمل والضوء والقدرة على التكيف في الحياة، هكذا وصفت «رنا» مشروعها في حديثها لـ«الوطن»، موضحة أن التغيير والتكيف مصدرهما النضج العقلي والعاطفي، وفهم المعنى الأعمق للحياة وهو ما تتميز به حشرة اليعسوب.

تفاصيل مشروع «موازاة»

شعور الإنسان بحالة من «الفانتازيا» أي الدهشة لرؤية كل ما هو عكس الطبيعة، كان فكرة مشروع آلاء عماد، طالبة بكلية الفنون الجميلة، والذي حمل اسم «موازاة» بربطه بحيوان الفقمة الشبيه بكلب البحر،  فتقول: «إن وصف مشهد من الطبيعة في حالة معاكسة  فنرى كيف أصبحت الفقمة تحلق في السماء ومن حولها القناديل تضىء السماء».

هدف المشروع الدخول في حالة من الدهشة لرؤية ما هو غير مألوف وإيصال حالة من الفانتازيا عند وقوف المتفرج أمامه ورؤية الفقمة تحرك ذراعيها وأرجلها وتحلق في السماء فيشعر أنه في عالم أخر مليء بكل ما هو عكس الطبيعية.

في السنوات الماضية، سيطر البشر على النظام البيئي متجاهلين أنهم جزءاً لا يتجزأ منه، فلابد من الحفاظ عليه بدلاً من تدميره، ومن هنا استوحت الطالب سلمى الصيفي، فكرة مشروع تخرجها، فركزت على اختراع الغطاء الزجاجي الذي تم صنعه للعينات النباتية لحمايتها من التغيرات في درجات الحرارة التي قد تؤدي في الغالب إلى التعفن وليس باستبدال النباتات بالبشر ولكن بدمجها معًا في سلسلة ثلاثية في مساحة محددة من الغطاء الزجاجي مدى الحياة.

مشروع «إعادة تدوير الإنسان».

مغزى المشروع بحسب «سلمى»، هو أن الطبيعة تتميز بجمال حتى في الموت يمكن أن تخرج الحياة من رحمها ما يؤدي إلى نمو فطر الجثة الفاسدة مرة أخرى كالفطر الملون الجميل لتزهر حياة متحولة بين الفطر والإنسان وبذلك نعيد تدوير الوعاء البشري بدلاً من إعادة تدوير نفايات المجتمع الاستهلاكي، هكذا عبرت الطالبة سلمى عن فكرتها التي تحمل اسم «إعادة تدوير الإنسان».

 مر مشروع «إعادة تدوير الإنسان» بمراحل عديدة ومختلفة، الأولى هي التعايش والتكامل فالنبات ينتج الأكسجين والإنسان ينتج ثاني أكسيد الكربون والمرحلة الثانية حيث يثور النبات على الإنسان لزيادة احتياجه وصولاً للغذاء على جسده حتى يتعفن والمرحلة الثالثة والأخيرة حيث تبعث الأرض حياة من العفن.

وقال الدكتور أحمد عبدالعزيز، الأستاذ بالقسم، إن الكلية بصفة عامة والقسم بصفة خاصة تتيح للطلاب الحرية في التفكير وهي حرية مقننة وليس فوضى لخلق فكرة جديدة في مشروع التخرج وفق قواعد علمية، موضحاً أنه يتم التجاوب مع الطلاب والتحضير للفكرة ثم مرحلة التصور الأولي وعمل تصميمات مبدئية وأفكار استكشافية.

وأضاف «عبدالعزيز» لـ«الوطن»، أن القاعدة الأساسية في المشروعات هي الحفاظ على الموروث الثقافي والهدف المستقبلي للإنسان، مع مراعاة إتاحة الفرصة للطلاب للانفتاح على العالم.


مواضيع متعلقة