بعد توقيع اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية.. هل تتراجع أسعار القمح عالميًا؟

كتب: سحر المكاوى

بعد توقيع اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية.. هل تتراجع أسعار القمح عالميًا؟

بعد توقيع اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية.. هل تتراجع أسعار القمح عالميًا؟

تسببت الحرب الروسية الأوكرانية، في رفع أسعار القمح والغذاء بمختلف دول العالم، نظرا لاستئثار الدولتين بإنتاج ما يقارب 30 % من الأقماح على الصعيد الدولي، ما تسبب في أزمة غذائية عالمية، فهل ستؤدى الاتفاقية التي وقعتها روسيا وأوكرانيا إلى خفض أسعار الغذاء العالمية؟.

وفقا لمجلة فورين بوليسي الأمريكية، يجب أن تنجح الاتفاقية أولا وتبدأ أوكرانيا بالفعل في تصدير الحبوب الأوكرانية، منوهة إلى أن أي تأثير طويل الأمد مرتبط بالحرب نفسها.

ويوم الجمعة الماضي وقعت أوكرانيا وروسيا اتفاقية لتحرير الحبوب الأوكرانية للتصدير، من الناحية النظرية، ستسمح الصفقة لأوكرانيا ببيع الحبوب التي احتفظت بها في المخازن منذ آخر حصاد لها ومساعدتها في جلب الأموال التي تشتد الحاجة إليها لمواصلة الحرب.

اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية

ومن المقرر أن تبدأ أوكرانيا تصدير أول شحنة حبوب اليوم من أحد موانئها بعد توقيع الاتفاقية، وعقب إعلان توقيع اتفاقية الحبوب الجمعة الماضي، تراجعت أسعار القمح بنسبة 5%، فهل سيكون هناك انخفضا جديدًا في الأسعار مع تفعيل الاتفاقية وبدء تصدير المزيد من الحبوب الأوكرانية للخارج؟

الإجابة على هذا السؤال تعتمد على مدى نجاح الاتفاقية وتفعيلها ولنجاح الاتفاقية، يجب أن تخرج الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود أولاً.

ولكن الضربة الصاروخية التي شنتها روسيا على ميناء أوديسا الأوكراني بعد يوم من توقيع الاتفاقية تشكك في إمكانية نجاح الاتفاق، فميناء أوديسا، أحد الموانئ الثلاثة المشاركة في اتفاق تصدير الحبوب الموقع في تركيا.

وقال المسؤولون الأوكرانيون إن الضربة التي شنها الروس بصاروخي «كروز»، أصابت البنية التحتية للميناء، في حين زعم ​​المسؤولون الروس أنهم أصابوا أهدافًا عسكرية.

وعن إمكانية نجاح الاتفاقية، تبنى دارين نيوسوم، محلل سلع وجهة نظر المسؤولين الأمريكيين بأن الصفقة قد لا تستحق الورقة التي كُتبت عليها، متسائلا كيف يمكنك بناء أي نوع من الموثوقية في أي اتفاق أو أي نوع من الصفقات مع روسيا؟ وعقّب: «إنه مجرد جنون».

وأضاف لفورين بوليسي: «لا أعتقد أنه سيحل الضيق العالمي في الكثير من أسواق الحبوب هذه، أعتقد أن الأسواق ستظل متقلبة للغاية، وسنضطر إلى الاستمرار في التعامل مع هذا حتى يتم حل المشكلة الأكبر المتمثلة في غزو روسيا لأوكرانيا».

محلل سلع: الاتفاق لا يستحق الورقة التي كُتب عليها

واتفق معه في الرأي «دايجين لي»، محلل الشحن الرئيسي في S&P Global Market Intelligence، متوقعًا أن الصادرات ستستمر في تفضيل موانئ نهر الدانوب على البحر الأسود، قائلا: «من المتوقع أن تستمر مخاطر تضخم أسعار الغذاء مع نقص الحبوب العالمي في المدى القريب حتى يعود المرور من موانئ الحبوب الرئيسية في منطقة أوديسا إلى طبيعته بالكامل».

«إذا تم الوفاء بالاتفاق، فإن المكاسب التي حققتها روسيا في ساحة المعركة في الأشهر القليلة الماضية تعني أن تحرير تلك الموانئ الأوكرانية لن يمنح أوكرانيا سيطرة كاملة على منتجاتها»، أوضحت المجلة الأمريكية.

ويتهم المسؤولون الأوكرانيون موسكو بسرقة ما لا يقل عن 500 ألف طن من الحبوب الأوكرانية، بقيمة 100 مليون دولار، وشحنها عبر الموانئ التي تم الاستيلاء عليها.

وبغض النظر عن نجاح اتفاق تصدير الحبوب من عدمه، فإن أسعار الغذاء العالمية لا تزال تنخفض، وعاد القمح إلى سعره قبل الحرب، وفي الشهر الماضي سجلت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة انخفاضًا إجماليًا بنسبة 2.3 %في مؤشر أسعار الغذاء، وهو ثالث انخفاض على التوالي في عدة أشهر، ولكن لا يزال العالم يعاني من التضخم المدفوع بمؤثرات ما قبل الحرب.

 


مواضيع متعلقة