كيف أثرت الإطاحة برئيس سريلانكا على سعر «باكو الشاي»؟ (خاص)

كتب: محمد علي حسن

كيف أثرت الإطاحة برئيس سريلانكا على سعر «باكو الشاي»؟ (خاص)

كيف أثرت الإطاحة برئيس سريلانكا على سعر «باكو الشاي»؟ (خاص)

92 يوما كانت كافية للإطاحة بالرئيس السريلانكي غوتابايا راجابكسا من الحكم، بعد قرارات اقتصادية متخبطة أدت إلى إفلاس الجزيرة الآسيوية الواقعة في المحيط الهندي، فالأوضاع المشتعلة حاليا سبقتها أسباب منطقية أوصلتها للنتائج الحالية، فهناك كلمة سر وسط الأزمات وهي «الشاي السريلانكي».

بداية الأزمة في سريلانكا

وأدت القرارات السياسية السيئة إلى تفاقم المشكلات في سريلانكا، وفي العام الماضي أعلن نظام راجابكسا أن بلاده ستصبح أول دولة تمارس الزراعة العضوية تماما وحظرت استيراد الأسمدة بين عشية وضحاها لإبطاء تناقص العملات الأجنبية، وردا على ذلك رفض المزارعون زراعة حقولهم ما تسبب في تضخم أسعار الأغذية فتم التخلي عن هذه السياسة بعد أشهر قليلة.

«لدي مزرعة شاي صغيرة، والآن ارتفع السعر الذي نحصل عليه مقابل إجازة زراعة الشاي، ومع ذلك لا يمكننا الحصول على الحد الأقصى من الحصاد حيث لا يزال هناك نقص في الأسمدة، نظرا لأن غوتابايا راجاباكسا الذي أطيح به من الرئاسة الأسبوع الماضي قد حظر استيراد الأسمدة الكيماوية»، بحسب حديث بودهيكا ساماويرا، مالك مزرعة شاي في سريلانكا، لـ«الوطن».

يقول ساماويرا إنه في الأساس لا يستطيع العثور على عمال، إذ توجد أزمة مواصلات ناجمة عن نقص الوقود، والآن لا يستطيع أصحاب المزارع دفع أجور العمال، حيث إن تكلفة المعيشة مرتفعة للغاية. 

ساماويرا: لا يمكننا الحصول على الحد الأقصى من حصاد الشاي

وأضاف: «يبلغ سعر كيلو الشاي الآن نحو 5 دولارات أمريكية، وقبل الاحتجاجات تلقت البلاد بعض سماد اليوريا من الهند في وقت مبكر من هذا الشهر، أما عن حصص بيع الشاي فالمصانع تشتريه منا، ثم تقوم بمعالجتها وتصديرها».

بدأت سريلانكا في زراعة الشاي عام 1867، وقد نما ليصبح أكبر تصدير زراعي في البلاد ويوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لما يقرب من مليون شخص بينما يتم تغطية حوالي 4٪ من مساحة أراضي الدولة في مزارع الشاي التي تبلغ مساحتها حوالي 65,610 كم². 

استولت الحكومة السريلانكية على مزارع الشاي التي بدأها البريطانيون في البداية في الستينيات لكن تمت خصخصتها وإدارتها من قبل شركات المزارع، لتبلغ الكمية الإجمالية للشاي من المساحة المزروعة في عام 2019 في سريلانكا ما يقرب من 202،985 هكتارا، بحسب التقرير السنوي الصادر عن «سريلانكالوح» أو شاي سريلانكا.

ويشتهر الشاي السريلانكي بأنه أفضل شاي في العالم له طابعه الفريد من حيث الخصائص والسمعة التي استمرت لأكثر من قرن،  والظروف المناخية لسريلانكا أضفت لمزارعها على المنتج مجموعة متنوعة من النكهات والروائح.

ويعد شاي عالي الجودة وباعتبارها رابع أكبر دولة منتجة للشاي عالميا ، تمتلك حصة إنتاجية 10٪ في المجال الدولي ، وهي واحدة من دول العالم المصدرين الرئيسيين بحصة تبلغ حوالي 19٪ من الطلب العالمي. 

وتنتج سريلانكا الشاي على مدار العام ويبلغ إجمالي إنتاج الشاي حوالي 300 مليون كيلوجرام في السنة، حيث بلغ إجمالي حجم الصادرات 285.877 طن متري من إجمالي الإنتاج في عام 2021.

وعن شعار أسد الشاي السيلاني الذي يظهر على عبوات الشاي السريلانكي، فهو لا يشير فقط إلى بلد المنشأ ولكن أيضا إلى جودة الشاي السيلاني، ومجلس الشاي السريلانكي هو المالك الشرعي لشعار أسد الشاي السيلاني الذي تم تسجيله في العديد من دول العالم، حيث يخضع استخدام شعار الأسد  لعدة شروط وهي أنه يمكن استخدام شعار الأسد فقط على عبوات الشاي السيلاني الاستهلاكية، يجب أن تحتوي العبوات على شاي سيلاني نقي 100٪، يجب تعبئة العلامات التجارية التي تستخدم شعار الأسد في سريلانكا، ولا يُسمح للمستوردين أو المعبئين باستخدام شعار الأسد على عبوات الشاي الخاصة بهم حتى لو كانت عبوات تحتوي على شاي سيلاني نقي، كما يجب أن تتوافق العلامات التجارية التي تستخدم شعار الأسد مع معايير الجودة المحددة من قبل مجلس الشاي السريلانكي.

 


مواضيع متعلقة