بريد الوطن.. العيد فى الغربة ومشاعر افتقاد الأهل والأحباب

بريد الوطن.. العيد فى الغربة ومشاعر افتقاد الأهل والأحباب
ربما لا يعلم من لم يذق طعم البعد مرارة الغربة، وإذا كانت أيام البعد عن الأهل والأحباب صعبة، فأصعبها على الإطلاق هو يوم العيد، الذى يمر على المغترب ثقيلاً مملاً لا فرحة فيه ولا جمال، مستذكراً قصيدة المتنبى: «عيد بأى حال عدت يا عيد.. بما مضى أم بأمر فيك تجديد»، فالمغترب الذى قد يحسده البعض على غربته يعانى يوم العيد من كل شىء، فهو يصحو لصلاة العيد، فيجد الأطفال يمسكون بأيدى آبائهم وأمهاتهم فى طريقهم للمسجد، فيتذكر على الفور أطفاله ماذا يفعلون فى تلك اللحظة؟! ويمر عليه قطار الذكريات الجميلة للعيد مع الأهل والأحباب، ثم بعد أن ينتهى من صلاته يتصل ليعيد على أسرته، فيسمع صوت ابنته الصغيرة لتخبره بأن العيد من غيره «مش عيد»، وتسأله السؤال المعتاد: «هتيجى إمتى يا بابا؟»، ساعتها لا يستطيع وقف سيل الدموع التى يحاول أن يخفيها، فيغلق الكاميرا ويكتفى بالصوت ظناً منه أنه بذلك سيستطيع إخفاء مشاعره، لكن حشرجة صوته وتلعثمه يفضحانه، فيكتفى بحديث مقتضب، فإذا فتح التليفزيون شاهد مظاهر العيد فى بلده ازداد شوقاً لاحتضان أولاده ومشاركتهم الفرحة التى حالت المسافات بينهما، فيوم العيد ليس يوماً عادياً فى الغربة، إذ لا تكتمل فرحة العيد إلا بتجمع الأهل والأحباب وتبادل الزيارات والتهانى.
طه عمر الشلبى، حالياً فى دبى
تشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com