«كيرة والجن» في مذكرات أعضاء الجهاز السري لثورة 1919.. بطولات في مقاومة الاحتلال

كتب: آية الله الجافي

«كيرة والجن» في مذكرات أعضاء الجهاز السري لثورة 1919.. بطولات في مقاومة الاحتلال

«كيرة والجن» في مذكرات أعضاء الجهاز السري لثورة 1919.. بطولات في مقاومة الاحتلال

تصدر فيلم «كيرة والجن» للمخرج مروان حامد، المعروض بالسينمات حاليًا، قائمة الإيرادات اليومية، إذ وصل إجمالي إيرادات الفيلم في أسبوعه الثالث بدور العرض السينمائي لـ68 مليونًا و712 ألف جنيه، وفقًا للتقرير الصادر عن شركة «دولار فيلم» للتوزيع، والفيلم يرصد حالة الشارع المصري في ظل ثورة 1919، من خلال الدور البطولي الذي لعبه «أحمد عبد الحي كيرة»، الذي لعب دوره الفنان كريم عبدالعزيز، و«عبدالقادر الجن»، الذي جسده الفنان أحمد عز لمقاومة الإنجليز.

«الوطن» تواصلت مع أستاذ في التاريخ، للتعرف على شخصيات «كيرة والجن» الحقيقية، كما ذكرتهم كتب التاريخ ومذكرات أعضاء الجهاز السري، في ثورة 1919.

قال الدكتور راضي محمد جودة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، في تصريحات لـ«الوطن»، إن شخصيات الفيلم: «أحمد عبدالحي كيرة، وعبدالقادر الجن» ذكرت في عدد من مذكرات أعضاء الجهاز السري أثناء ثورة 1919، منهم محمد يوسف، وحسني الشنتناوي، التي أوضحت جهودهم العظيمة في مقاومة الاحتلال البريطاني.

«كيرة» كان يصنع القنابل بمعمل مدرسة الطب

أوضحت كُتب التاريخ، مثل كتاب «فارسكور عبر العصور»، للكاتب محمود الزولاقي، أن أحمد عبدالحي كيرة من مواليد مدينة فارسكور بدمياط، وكان يدرس في مدرسة الطب، في الوقت الذي انضم فيه للمقاومة ضد الإنجليز، وكانت تظهر على ملامحه البراءة والهدوء، التي صرفت أنظار الإنجليز عنه، في الوقت الذي كان يصنع فيه القنابل اليدوية في معمل مدرسة الطب، تحت قيادة رئيس الجهاز السري آنذاك عبدالرحمن فهمي، وفقًا لحديث الدكتور جودة.

دور كيرة البطولي أثناء 1919

أضاف الدكتور راضي أنه في تلك الحقبة التاريخية، جرى اتهام كيرة، بصناعة وإلقاء قنبلة على السلطان حسين كامل، الذي تولى الحكم في ظل وجود الانتداب البريطاني، وحكم عليه بالإعدام في ذلك الوقت، إلا أن الجرائد والمجلات التاريخية، أوضحت أن والده الحج «عبدالحي كيرة» كان تاجرًا غنيًا، واستطاع توكيل محام بمبلغ كبير وقتها قدره 1500 جنيه إنجليزي للدفاع عن كيرة، حتى تبدل حكم الإعدام بحبس 8 أشهر: «ذكر عريان سعد أحد أعضاء الجهاز السري، أن كيرة هو من صنع القنبلة التي ألقاها على يوسف وهبة رئيس الوزراء آنذاك».   

قتل كيرة على يد المخابرات البريطانية

بعد إلقاء «كيرة» رمي قنبلة أخرى، على إسماعيل سري، وزير الاشغال والحربية في يناير 1920، تمت مطاردته من قبل المخابرات البريطانية، التي مثّل كيرة بالنسبة لها «بعبع»، حسب تعبير الدكتور جودة، لذلك خصصت مكافآة كبرى لمن يسلمه للإنجليز، بما جعله يقرر الهرب لليبيا، ومنها إلى إيطاليا، ثم تركيا، وبعد الكثير من التنكر وتغيير اسمه لـ«عبده»، أمسكت به المخابرات البريطانية في تركيا وقتلته: «لتنتهي بذلك قصة كيرة مع المقاومة ضد الإنجليز مع غيره من المصريين الشرفاء، التي كان من ضمنهم الشخصية الثانية في الفيلم عبد القادر الجن».

علاقة كيرة بالجن لم يذكرها التاريخ  

بالنسبة لشخصية البطل الثانية في الفيلم، وهو عبدالقادر الجن، أوضح أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن الاسم الحقيقي لتلك الشخصية عبد القادر شحاتة، الذي جمعته أعمال سرية ضد مقاومة الإنجليز مع كيرة، لم يوضح التاريخ تفاصيلها: «الجهاز السري كان بيشتغل بشفرة.. وده جعل أمور كتير متتسجلش في التاريخ».

إنقاذ عبدالقادر من الإعدام على يد سيدة صعيدية

لم تحظ شخصية عبدالقادر الجن بوجود كثير في الكتب والمذكرات التاريخية مثل شخصية كيرة، لكن يُذكر، وفق حديث الدكتور جودة، أنه من ألقى قنبلة يدوية الصنع على وزير الأشغال محمد شفيق باشا، لأنه قبل تولي الوزارة في عهد الإنجليز، وعندما تم القبض عليه، والحكم بالإعدام، أنقذته سيدة صعيدية، تُدعى دولت فهمي، على حساب سمعتها، التي كانت تعمل في المقاومة السرية، إذ ادعت أنه كان معها الليلة التي سبقت محاولة اغتيال الوزير في منزلها، بما أدى إلى قتلها على يد أخيها، لغسل عاره، رغم براءتها.


مواضيع متعلقة