«شروق» تحول حزنها لرحيل والدها إلى منحوتة مؤثرة: كان نفسي يلبسني طرحة فرحي

«شروق» تحول حزنها لرحيل والدها إلى منحوتة مؤثرة: كان نفسي يلبسني طرحة فرحي
تنتظر كل فتاة يوم زفافها لتعيش إحساسا كان في مخيلتها منذ طفولتها، بأن يسير والدها إلى جوارها ويقدمها لزوجها، بينما تتجنب بعض الفتيات يتجنبن ذلك بسبب فقدانهن لآبائهن، وهو ما جسدته شروق مجاهد، 23 عاما، عن وحدتها في مشهد منحوت من الطين الأسواني، تحت عنوان «يوم فقدت أبي»، وتقدمه كمشروع تخرج يمثل لحظة إنسانية مهمة في حياة كل فتاة.
«يوم فقدت أبي».. مشروع تخرج «شروق»، طالبة كلية فنون جميلة جامعة المنصورة لعام 2022، استوحت فكرته بعد وفاة والدها منذ مدة قصيرة قبل البدء في التنفيذ، إذ أرادت أن تعبر عن شعور فقدان أقرب الناس إليها، وسبب مجيئها للحياة، والداعم الأكبر لمسيرتها التعليمية، فعجلته بطل المشروع لتوصل له رسالة ينتظرها كل أب من ابنته، أنها وفت بوعدها له بإتمام شهادتها الجامعية، قائلة لـ«الوطن»: «والدي توفي قبل مشروع تخرجي وحالتي كانت صعبة جدا ومكنتش عايزة أكمل، ففكرت في كلامه وتشجيعه ليا دايما، وقررت انه يكون بطلي في المشروع».
يوم فقدت أبي
أبدعت «شروق» في تصوير فكرتها، إذ عبرت عن فقدانها لوالدها من خلال مشهدين، الأول تمثال الأب الذي يضع يده على رأس ابنته الصغيرة، الجالسة على كرسي أمام مرآة، تظهر فيها معالم ورسالة المشهد الثاني، إذ تقدم الأب في العمر وأصبحت الابنة عروس في ليلة زفافها، يساعدها من يحنو عليها طوال حياته في ارتداء طرحة الفستان الأبيض، إذ أنها أمنيتها منذ الطفولة ظلت في مخيلتها حتى كبرت ووجدت نفسها وحيدة، مجرد حلم تراه كلما جلست أمام المرآة، ويظهر ذلك من خلال حركتها وهي تدير وجهها للجانب الآخر، لتنسي أحلامها وتعود لواقعها مع ابتسامتها البسيطه تخفي أوجاعها، بحسب حديثها.
ردود أفعال اللجنة
شهر واحد كان كافيا لتنفيذ «شروق» مشروعها على أكمل وجه، إذ استخدمت خامة الطين الأسواني لسهوله تشكيله ووفرته وجودته، أما عن ردود أفعال لجنة المناقشة كانت إيجابية، وحظيت الخريجة على الثناء والمدح، كون الفكرة جديدة وتم تناولها في قالب إنساني بحت، يلعب على المشاعر الخالصة لكل فتاة: «كانوا مبسوطين جدا، وقالولي إن الغرض من العمل الفني التاثير على المتلقي والمشاهد، وأنا قدرت أوصل لكدا وإن فكرتي عملت دمج لـ النحت الميداني والبارز».