«عادل»: «بدوس الفرامل بالشمال وبسند على العكاز.. وربنا بيسترها»

«عادل»: «بدوس الفرامل بالشمال وبسند على العكاز.. وربنا بيسترها»
على مركبته النارية ذات الثلاث عجلات «التوك توك»، يجلس عادل أحمد، 35 سنة، بلحية خفيفة، وجسم ممتلئ، ووجه أبيض عريض، قطع الشاش الملفوفة على قدمه اليمنى تخفى وراءها جرح قدمه المبتورة، فيما يحاول بقطع الشاش الأخرى الملفوفة على قدمه اليسرى أن ينقذ قدمه قبل أن يتم بترها. إلى جواره عكازان يقول إنه يستند إليهما وهو يصعد إلى حجرته التى يستأجرها فى حى البساتين، بعد أن هدم منزله فى عام 2001، وفقد الأمل فى أن يحصل على شقة من المحافظة.
يتحدث «عادل» عن بتر قدمه وفى عينيه بريق يلمع «جات لى جلطة فى 2006، وبدأت أتعالج منها فى 2007 وكل ما أروح مستشفى يقولوا لى تمزق فى الأربطة ويدونى مرهم وحقنة مسكنة ويمشونى، لغاية ما الجلطة طلعت للرئة ورحت مستشفى الصدر فعرفوا أنها جلطة وكانت فى رجلى اليمين، وكان فات الأوان إنها تتلحق وتتعالج، علشان كانت جلطة مزمنة، عملت لى قرحة فى رجلى، واتبترت رجلى فى 2011، ولغاية دلوقتى الجرح مش عايز يلحم، ونفس اللى حصل فى رجلى اليمين بيحصل دلوقتى فى رجلى الشمال ومش عارف أدوس عليها».[SecondImage]
يستكمل «عادل» حديثه والدموع تنهمر من عينيه قائلاً «الدكاترة بيقولوا إنى محتاج عملية بـ100 ألف جنيه، بس أجيب منين ما باليد حيلة، ده غير الشاش اللى بجيبه كل يوم علشان أغير على الجرح، علشان أعرف أنزل أشتغل على التوك توك وأجيب أكلى وشربى، أنا قبل ما رجلى تتقطع كنت شغال صنايعى تبريد قد الدنيا، وكنت بكسب 200 و300 جنيه فى اليوم ودلوقتى ما باكملش 100 جنيه».
من حديثه تتسلل معاناته عندما يقول «فين كرامتى لما أدخل مستشفى حكومى وأقول لهم مش معايا فلوس، يقولوا لى عدى علينا بكرة؟، وفين آدميتى لما جمعية بتقول إنها خيرية، تتاجر بهمومنا ويعشمونا أنهم يعملولى كشك ويعملولى من البحر طحينة وما شفتش وشهم بعد كده؟»، يصمت قليلاً قبل أن يكمل «بيتنا وقع فى 2004 وجريت علشان آخد شقة من المحافظة بعد دوخة 5 سنين قالوا لى مالكش شقة وعايش دلوقتى فى أوضة إيجار فى البساتين».
تعلو نبرة صوت «عادل» فى حديثه عما يواجه من متاعب قائلاً «الحكومة هى أكتر حاجة بتضايقنى فى الشارع، أنا اتضربت واتهنت واتكسر إزاز التوك توك بتاعى من ظباط قسم الخليفة، وأنا برجلى المقطوعة دى، كل ده علشان مشيت بس من قدام القسم بالتوك توك، وأهل الخير لما شافونى وأنا باضّرب إدونى 100 جنيه علشان أصلح الإزاز».
وعن كيفية قيادته للتوك توك يقول عادل «أنا بحط رجلى الشمال على الرغم من أنها بتوجعنى على الفرامل وبسند بالعكاز على الناحية اليمين وبسوق وأنا باتعذب، بس أعمل إيه ربنا بيسترها وييسرها»، يضيف عادل «التوك توك ده هو راس مالى بعد ما التوك توك الأولانى اللى كان عندى اتسرق».
يسترسل «عادل» فى كلامه قائلاً «أنا عندى 35 سنة ومش متجوز ولا عندى أسرة ولا حياة ولا مستقبل، وبعدين أتجوز إزاى وأنا كدا، هصرف عليها ولا هصرف على رجلى، أنا متدمر من كل حاجة، وعمرى ما حسيت فى يوم بالعدل بس الحمد لله راضى بقسمة ربنا».
يختتم «عادل» كلامه وهو يضرب كفيه ويجفف دموعه «أنا مش هاشتكى إلا لربنا مش هاشتكى لعبد، بس أنا كل أمنيتى أنى أفتح وأغمض ألقى الجرح ده قفل وما حدش هيحس بيا إلا اللى زى، ماحدش بيحس بنار حد إلا اللى كابشها حتى لو قعدت تكتب عنى من هنا لبكرة».