هيثم دبور: نجاح «واحد تاني» يفتح الباب أمام مغامرات سينمائية جديدة وأقدم مذكرات عمر الشريف في مسلسل قصير سيكون عالمياً

كتب: نورهان نصرالله

هيثم دبور: نجاح «واحد تاني» يفتح الباب أمام مغامرات سينمائية جديدة وأقدم مذكرات عمر الشريف في مسلسل قصير سيكون عالمياً

هيثم دبور: نجاح «واحد تاني» يفتح الباب أمام مغامرات سينمائية جديدة وأقدم مذكرات عمر الشريف في مسلسل قصير سيكون عالمياً

صاحب قلم متفرد أجاد كل فنون الكتابة، بداية من الصحافة التى كانت نقطة الانطلاق الأولى، فتحت أمامه بوابة واسعة على البشر يستقى منها نماذج وتجارب ستكون زاده فى رحلته التالية، فكتب عن البشر وغاص بداخلهم وعبر عنهم فى أعمال جمعت العمق والبساطة، ليفرض لنفسه مساحة خاصة فى عالم السيناريو تحمل اسم هيثم دبور.

تجربة سينمائية جديدة أو «مغامرة» مختلفة كما وصفها البعض، قدمها الكاتب والسيناريست هيثم دبور مع النجم أحمد حلمى فى فيلم «واحد تانى»، الذى حمل توقيع المخرج محمد شاكر خضير، وهو الفيلم الذى حقق ردود فعل إيجابية وإشادات نقدية، كما حافظ على صدارة شباك التذاكر على مدار 9 أسابيع متواصلة، وفى حواره لـ«الوطن»، يكشف «دبور» كواليس العمل على الفيلم، والمشاريع الجديدة المقرر تقديمها الفترة المقبلة.

يستمر فيلم «واحد تانى» فى موسم عيد الأضحى محققاً إيرادات تجاوزت الـ63 مليون جنيه، من وجهة نظرك هل ترى الإيرادات مقياساً حقيقياً لنجاح الفيلم؟

- الإيرادات لها معنى هام، هناك جزء من الثقافة السينمائية فيما يتعلق بالإيرادات فى حاجة إلى التطوير، الإيرادات تعكس استعادة السينما عافيتها مرة أخرى، وهو ليس أمراً هيناً، خاصة بعد فترة كورونا، وأن يكون لدينا أفلام بميزانيات ضخمة تستطيع الصمود فى شباك التذاكر هو أمر مفيد وإيجابى للصناعة كلها، وليس لصناع الفيلم فقط، مما يعنى أن الصناعة ستستمر وتزدهر لأنها تستمر بالإيرادات والنجاح يفتح مساحة من المغامرة فى نوعيات سينمائية مختلفة.

وهل ترى فى ذلك رداً على أن نجاح الفيلم لم يكن مرتبطاً بموسم العيد فقط؟

- استمرار الفيلم فى السينمات وتحقيقه للإيرادات يسعد صناعه، لأنه فى أى خلاف نقدى حول أى عمل سينمائى يقال إن الإيرادات التى يحققها الفيلم هى إيرادات موسمية مرتبطة بالموسم فقط ولن تستمر بعده، حققنا 20 مليوناً فى العيد، وبعده حققنا أكثر من 40 مليون جنيه، وهو ما يعنى أن الجمهور الخارج من قاعة العرض ينصح بمشاهدة الفيلم، وبالتالى النجاح ليس موسمياً فقط، ونحن على أبواب موسم سينمائى جديد و«واحد تانى» مستمر فى السينمات محققاً إيرادات يومية مرضية.

هل كان أحمد حلمى أمامك أثناء كتابة «واحد تانى»؟

- من المفارقات اللطيفة أنى عملت على «واحد تانى» قبل «وقفة رجالة»، وعندما تحدثت مع أحمد حلمى عن الفيلم لم أكن قدمت أعمالاً كوميدية من قبل، كان لدينا رغبة فى التعاون والفكرة كانت موجودة، وبدأنا نبنيها معاً، «واحد تانى» هو الفيلم الوحيد الذى كنت أعلم بطله قبل العمل عليه.

تقديم عمل كوميدى من بطولة نجم كبير لا يعتبر تجربة سهلة، كيف بدأت العمل على التفاصيل الخاصة بالفيلم مع «حلمى»؟

- بدأنا العمل على تفاصيل مختلفة، منها لغة الفيلم ونوع الفكاهة الموجودة، تفاصيل عديدة عما نستهدفه فى هذا الفيلم، وكانت المناقشات مع حلمى ومع محمد شاكر خضير، الذى انضم لنا بعد ذلك، مفيدة وفى مصلحة الفيلم، حيث عثرنا على صيغة مشتركة للعمل، فيكون الأمر مرضياً خصوصاً عندما تجد بينك وبين المخرج أرضاً مشتركة، يجعل ذلك العمل أقرب إلى روح صناعه، فنحن نعمل بمبدأ الشك وليس اليقين، طوال الوقت نجرب أفكاراً واقتراحات ونختار الأفضل، فهناك مساحة من أخذ الرأى كانت مفيدة جداً.

ولكن الفيلم كان بمثابة مغامرة فنية مختلفة، هل واجهت صعوبة فى إقناع أحمد حلمى؟

- الفن محتاج مغامرة، عندما تبدأ فى تحجيم نفسك ستصبح نمطياً، الفن فى حاجة إلى مغامرة وتجريب، وأضع ذلك أمامى فى كل التجارب مع أى فنان أعمل معه، أحمد حلمى كان قادراً على المغامرة، وفى «واحد تانى» أشجع «حلمى» على مغامرته فى الفيلم، حيث جرب أشياء جديدة عليه، فهو نجم كبير يستطيع تقديم أفلام مختلفة، وأنتظر منه مغامرة جديدة فى فيلمه المقبل، لأن المغامرة هى التى تجعل الفنان غير متوقع.

تطرق الفيلم لنقطة مهمة جداً وهى فقدان الشغف، هل ترى أنها آفة الجيل الحالى؟

- أعتقد أن تلك الفكرة لمست أناساً كثيرين، كلنا فى أوقات مختلفة نعانى من ذلك، «حلمى» نفسه واجه تلك الفكرة ولذلك المشروع لمسه بشكل شخصى، فقدان الشغف يأتى بشكل تدريجى، فى أحداث الفيلم «مصطفى» لم يتعرض لحادث جعله يفقد الشغف ولكنه حدث بشكل تدريجى بخطوات صغيرة، ونطرح من خلال الفيلم فكرة ماذا لو استطاع «مصطفى» أن يعود للشخص الذى كان عليه قبل ذلك، ويبدأ الصراع حول هل المتعة أن الأشياء تحدث أم فى التعب أو السعى الذى يحقق تلك الأشياء، وهو الصراع بين الشخص ونفسه طوال الوقت.

تقديم تلك الفكرة الفلسفية العميقة فى إطار كوميدى.. ألم يكن تحدياً صعباً أمامك؟

- أعتقد أن الفكرة فيها مساحة كبيرة من الفلسفة، وتمنح المشاهد فرصة فى أن يقف أمام نفسه ويفكر، فهى «خناقة البنى آدم الأساسية مع نفسه»، ليس لدينا شخصية شريرة فى الفيلم ولكنه صراع بين شخصين يتصارعان على نفس الجسد، وواحد منهما يجب أن يموت مع أن فعلياً الاثنين واحد.

هل تعتمد على منصات التواصل الاجتماعى لقياس ردود فعل الجمهور؟

- السوشيال ميديا خادعة سواء بالإيجاب أو بالسلب، الرأى على منصات التواصل ليس الرأى الحقيقى، أنا دخلت الفيلم 12 مرة مختلفة فى قاعات العرض السينمائى حتى ألمس ردود الفعل فى الواقع.

كصانع سينما تعرف سلبياتك وإيجابياتك من النقد الجاد، بالرغم من أن هناك آراء نقدية على الفيس بوك أو الصحف تكون بها مساحة العنوان الرنان للوصول إلى الناس خلقت حالة هوس حتى فى المقالات النقدية، أحب التواصل مع الأستاذ محمود عبدالشكور فى أى عمل أقدمه، سواء كان رأيه سلبياً أو إيجابياً، لأن لديه وجهة نظر ومنهجاً يحلل من خلاله الفيلم، ويستحق أن تفكر فيه وتناقشه وتتواصل معه، وكنت أستمتع بمقالات أحمد شوقى النقدية، بها منهج وتفيد الصناعة، حيث يقدم قراءة للفيلم فى منظور وقته وتاريخ صناعه، وأصبحت نماذج قليلة، فلم يعد لدينا المقال النقدى الوافى الشارح القائم على أساس، وللأسف هناك مقالات نقدية تكون انطباعية، لا تفيدنى كصانع.

هل بدأت العمل على الجزء الثانى من فيلم «وقفة رجالة»؟

- نعمل على الفيلم بتأنٍ، لأننا نريد تقديم موضوع إنسانى وخفيف مثل الجزء الأول، السيناريو ما زال فى مراحل الكتابة والتطوير ونحاول الوصول لأفضل فكرة ممكنة يظهر بها الأصدقاء الأربعة معاً مرة أخرى.

وماذا عن خطوة تقديم مذكرات عمر الشريف؟

- مشروع عمر الشريف يراودنى منذ سنوات وبحثت طويلاً للحصول على حقوق مذكراته، خاصة أن بها جزءاً كبيراً عن رحلة صعوده فى هوليوود التى لا نعلم تفاصيلها، بالإضافة إلى تفوقه فى لعبة (البريدج)، التى لا تندرج تحت ألعاب القمار بالمناسبة، ولا تعتمد على الحظ بقدر اعتمادها على ذكاء اللاعب فى قراءة باقى اللاعبين، وأنا بدأت أتعلم (البريدج) بشكل كبير، لأنها جزء من فهم البطل للأشخاص حوله، حتى فى علاقاته وحياته الشخصية، وهو جزء متحكم فى شخصية عمر الشريف.

من الذى سيجسد دور عمل الشريف؟

- مشروع عمر الشريف صعب، ليس بسبب اختيار الممثل الذى سيؤدى الدور على الشاشة، فأنا لا أعتبره السؤال الأصعب ولكنه السؤال الأخير، لكن هناك تحديات فنية كبيرة وصعبة، بداية من اللغة التى سيتحدثها المسلسل بعيداً عن التناول والمعالجة، فالنجم الراحل كان يتحدث العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية ويجيد الغناء بالإسبانية، وبالتالى لدينا مشروع متعدد اللغات، وهو تحد على مستوى الكتابة واللغة الناطق بها وبالتبعية على أماكن التصوير، حيث يتطلب التصوير فى تلك الدول.

هل حددتم الشكل الذى سيخرج به المشروع؟

- سيكون مسلسلاً قصيراً من إنتاج إحدى المنصات، ولكن المشروع يجب أن يأخذ وقته فى البحث الخاص به، والكتابة والتفاصيل المتعلقة بالأماكن والتنفيذ، فهو مشروع طموح للغاية لا يوجد مجال به للاستسهال، وفى رأيى يصلح لأن يكون عالمياً بالمعنى الحرفى للكلمة، يبدأ من مصر ويكون قادراً على الوصول لأماكن عديدة حول العالم، خاصة أن عمر كان أيقونة فى أوروبا وأمريكا ويعتبر معروفاً هناك بشكل كبير فهو ما زال موجوداً فى أذهانهم.


مواضيع متعلقة