حرائق سوق القنطرة.. «كابوس العشوائيات» يهدد المواطنين وخسائر بالملايين

حرائق سوق القنطرة.. «كابوس العشوائيات» يهدد المواطنين وخسائر بالملايين
- حريق الإسماعيلية
- حريق القنطرة
- سوق القنطرة
- حريق سوق القنطرة في الإسماعيلية
- سوق الإسماعيلية
- حريق الإسماعيلية
- حريق القنطرة
- سوق القنطرة
- حريق سوق القنطرة في الإسماعيلية
- سوق الإسماعيلية
تاريخ طويل للحرائق يمتد لأكثر من 30 عاما في سوق القنطرة التجاري بمدينة الإسماعيلية، التهمت فيها النيران السوق بالكامل تارة ومحال تجارية تارة أخرى، وتكون الخسائر في كل مرة بالملايين.
مشهد أليم في حريق سوق القنطرة، أمس، هرول فيه رجال الإطفاء بخراطيم المياه بين المحال التجارية والشوارع الضيقة، فيما حمل الشباب والأطفال الأواني؛ للمساعدة في الإطفاء، وحاولت السيدات رفع ما تبقى من بضاعة محترقة لن تجد من يُقبل عليها.
أسباب مختلفة ومتنوعة في كل حريق، وتجار حاولوا العودة مرة أخرى لممارسة تجارتهم، فمنهم من نجح، ومنهم من كبلته الديون، واضطر لبيع كل ما يملك لسداد ديونه.
القنطرة أكبر أسواق مصر التجارية
يعتبر سوق القنطرة غرب أحد أكبر وأهم الأسواق التجارية في مصر؛ لاعتماده بشكل كبير على تجارة الجملة في الملابس والأحذية، واستيراد عدد كبير منها من الخارج.
ويمتد سوق القنطرة من شارع التحرير الرئيسي على مسافة كيلو متر تقريبًا من قلب مدينة القنطرة، وصولًا إلى معدية الأفراد التي تصل بين شرق وغرب قناة السويس، وتتفرع منه شوارع تجارية أقل مساحة؛ لكنها أكبر في الكتلة التجارية.
بحسب الحاج محمد توفيق، أحد تجار القنطرة، ينتشر التجار والباعة في شوارع السويس والجيش والسنترال ومنها إلى ممرات ضيقة بين الوحدات السكنية.
وأضاف أن تاريخ السوق يرجع إلى العودة من الهجرة بعد انتهاء حرب 1973، وبدأ في الزيادة مع إيقاف المنطقة الحرة في بورسعيد، وزيادة حجم الاستيراد في التسعينيات من القرن الماضي.
العشوائية تسود السوق
حالة من العشوائية، اشتكى منها تجار القنطرة غرب خلال السنوات الماضية، مع زيادة نسبة الإشغالات، في الطرق الرئيسية والفرعية وزيادة عدد الباعة بالتزامن مع الكتلة السكانية.
ويقول محمد صلاح أحد أهالي وتجار القنطرة، إن حركة البيع لم تعد مقتصرة فقط على المحال التجارية يمين ويسار الشوارع لكن منتصف الشارع تحول لـ«فتارين» للباعة الجائلين.
وتابع: «زيادة عدد الباعة الجائلين، وعدم فتح سوق جديد جعل الشارع مزدحم بالكامل مع استحالة مرور سيارة إطفاء أو إسعاف داخل الشارع، وهو ما يزيد من انتشار الحريق حال اندلاعه».
إصابة 39 شخصا في الحريق
وأصيب 39 شخصًا بإصابات واختناقات نقلوا إثرها إلى مستشفيات القنطرة غرب؛ لتقديم الدعم الطبي لهم بينهم 11 شخصًا نقلوا في سيارات الإسعاف.
وقالت المصادر الطبيةـ إنّ معظم المصابين وصلوا إلى مستشفى القنطرة غرب المركزي، ومستشفى أبو خليفة للطوارئ، مصابين اختناقات وضيق تنفس.
وأشارت المصادر إلى أن 34 شخصا خرجوا من المستشفيات، وحجز 5 أشخاص بينهم 3 داخل مستشفي أبو خليفة للطوارئ لحين استقرار حالتهم الصحية.
مطالبات برفع الإشغالات
ورغم تكرار الحرائق خلال السنوات الماضية، فإن الإشغالات هي السمة الرئيسية لسوق القنطرة غرب في الإسماعيلية الأمر الذي دفع التجار للتقدم بشكوى إلى رئاسة مجلس الوزارء في رمضان الماضي؛ للتحرك قبل وقوع الكارثة.
وقال محمد عبد العزيز أحد التجار، إنّ مدينة القنطرة بحجم تجارها لا بد من سوق حضاري ضخم له، يضم كل أطياف التجار، كبار التجار بمحال كبيرة، والباعة، وتجار التجزئة بمحال أو فروشات مجهزة داخل السوق.
وأشار إلى أنّ منطقة «الموقف» أحد أفضل الأماكن المقترحة؛ لإقامة السوق بها بعد نقله إلى موقف حضاري خارج الكتلة السكانية؛ لتخفيف الزحام عن الشوارع الرئيسية.
تاريخ الحرائق
في شهر يونيو عام 2015، وفي طقس مشابه لهذه الأيام اندلع حريق هائل في شارع دمشق المتفرع من شارع مصطفى كامل في السوق التجارية بالقنطرة غرب.
والتهم الحريق عددًا من المحال التجارية لكن رجال الحماية المدنية نجحوا في السيطرة عليه قبل امتداده، إلا أن النيران التهمت عددًا من المحال كاملة دون وقوع خسائرية بشرية.
قُدرت الخسائر حينها بنحو مليوني جنيه للبضائع والمحال المحترقة إلا أن الحريق لم يدفع الأجهزة التنفيذية لإزالة العشوائيات في مداخل الشوارع الرئيسية والفرعية.
وفي شهر يوليو عام 2012، التهمت النيران السوق بأكمله لنفس أسباب اشتعال النيران في حريق بعد انفجار المحول الكهربائي، وامتداد النيران للسوق بالكامل بسبب زيادة الإشغالات.
وقدرت الخسائر المالية للحريق بأكثر من 15 مليون جنيه لاشتعال النيران في عدد كبير من المخازن والمحال التجارية في الشوارع الرئيسية والفرعية.
لم تختف الحرائق في سوق القنطرة غرب، ولم تكف عن التهامها للأخضر واليابس فعادت النيران مرة أخرى، أمس الأربعاء، واشتعلت في أكثر من 300 محل تجاري التهمت كل البضائع بداخله، ووصلت الخسائر بعد ساعات قليلة من حصرها لأكثر من 20 مليون جنيه.
نائب القنطرة: الحريق استمرار لتراكم العشوائية
وقال النائب محمد طلبة عضو مجلس النواب عن دائرة القنطرة، إن الحريق استمرار لمسلسل الحوادث المتكررة الناتجة عن تراكم العشوائية، خلال السنوات الماضية.
وأضاف طلبة، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن مدينة القنطرة غرب عانت من الإهمال والتسيب وشهدت منطقة السوق التجاري بالقنطرة غرب، أمس، حادثة حريق جديدة تسببت في حالة من الخوف والفزع وإصابات بالاختناق وخسائر مادية كبيرة.
وأوضح أنّه تقدم منذ شهور بعمل سوق حضاري بمنطقة الوكايل؛ للقضاء على الإشغالات بشارعي التحرير والسويس، إلا أنه حتى الآن لم يتم إنهاء الإجراءات والتراخيص اللازمة للبدء في التنفيذ.
مصادر: قرار إزالة للعشوائيات حبيس الأدراج
وقالت مصادر مسؤولة في ديوان محافظة الإسماعيلية، طلبت عدم ذكر اسمها، إن قرار إزالة الإشغالات الخاصة بسوق القنطرة غرب صدر منذ عدة أيام بالفعل، وتم التجهيز له.
وأضافت المصادر أن عملية الإزالة كانت ستتم على عدة مراحل؛ لتفريغ الباعة الجائلين من شارع التحرير والشوارع المتفرعة، ونقلهم إلي أماكن بديلة.
وأشارت المصادر إلى أن عملية الإزالة تأخرت، خلال الأيام الماضية، لحين انتهاء الدراسة الأمنية الخاصة بعملية الإزالة بالتعاون مع مديرية أمن الإسماعيلية، وشرطة المرافق.